ليلة في السجن مع طرزان

من دفاتر المخابرات

ليلة في السجن مع طرزان

الطاهر إبراهيم*

في صباح ربيعي مشرق، نثرت فيه شمس الضحى أشعتها على هضاب الطريق الذي يخترق جبل قاسيون مرورا بدمر والهامة والأشرفية وعين الخضرا وعين الفيجة، حيث كانت أشعة الشمس تنعكس على مروج ذلك الطريق المتعرج.في هذا الجو المفعم بعبق الربيع وأنسام شهر آذار المنعشة، انطلقت ،على ذلك الطريـق المتعرج 

الصاعد أبدا، سيارة ركاب صغيرة "تاكسي دودج صفراء"، تحمل داخلها أقارب ستة، جمعتهم صلة الرحم، وفرقتهم مشاعر اختلفت باختلاف كل واحد منهم. ولدي "حامد" الذي كان في ربيعه الرابع قد أوسع السيارة ضجيجا وحركة، كعادة كل طفل يرافق أبويه في سيارة. أما أخوه عبد الله، فكان يكمل نومه الذي قطعه استيقاظنا صباحا، للتهيؤ للسفر. أختي التي اصطحبت ابنها ليعود بها، رافقتنا في هذه الرحلة، كانت أفكارها مشغولة بأمور أخرى، لا أدري كنهها. هل هي اقتراب ساعة فراق أخيها الذي يقذف بنفسه في عالم المجهول، هروبا من مجهول أشد قد يودي به إلى اعتقال، لا يدري أحد ما سيجر عليه وعليها وعلى آخرين كثر؟. أم أنها مشاعر فيها شيء من راحة البال أنها ستنتهي من ساعات القلق والخوف التي كانت تشعر بهما عندما كانت تمر سيارة عابرة من أمام بيتها الذي كانت تستضيف فيه أخاها وأسرته، وهي تظن أن هذه السيارة أو تلك ربما تكون سيارة مخابرات جاءت لاعتقاله مرة أخرى. زوجتي أم حامد كانت تشعر بنوع من السعادة المكتومة، لأنها ستودع حياة "البدو الرحل"، التي كنا نعيشها ننتقل فيها من بيتنا في المدينة إلى بيت أختي في القرية،وبالعكس، ربما استوعب الشهر الواحد أكثر من انتقال، وكأننا نهرب من مصير إلى مصير لا ندري أين وكيف سيكون. وحدي من بين الموجودين في السيارة كانت تتجاذبني أفكار من نوع آخر، وتتصارع في مخيلتي مشاعر شتى. صحيح أني سوف أودع حياة القلق الممزوج بالخوف من ملاحقات الرائد "عمران"، الذي غرس حولي في القرية أكثر من عشرة مخبرين، خوفا من أن أفاجئه برحيل قد يفقده صيدا يظنه سمينا، وخيطا قد ينقطع فيضيع من بين يديه أسرار تنظيم يمنّي النفس أن ينال شرف تفكيكه.ويشهد الله أنه كان مخطئا في كل ذلك، لأني أنا الذي انقطع به الخيط، وأحيط به بعد أن هرب ،خارج القطر،جميع من أعرفهم، خوفا من بطش هذا الرائد الذي أوغل كثيرا في ملاحقتهم واعتقالهم. لكن الصحيح أيضا، أني مقدم على مغادرة وطني الذي أحببته كثيرا، وعشت أمني النفس أن أكون واحدا ممن يساهم في نهضته وتقدمه، فجاءت تلك الأحداث تقطع علي ما هيأت نفسي له، ولتحرفني عن هدفي بزاوية ما زلت أظن أنها اتسعت كثيرا ، بعد أن عشت طفولتي وردحا من شبابي أصنع الفعل، فإذا بي أجد نفسي على قارعة طريق ردود الأفعال. هذا الشعور جعلني أبدو كئيبا بعض الشيء. وقد خالط تلك الكآبة شعور بالخوف من مفاجأة ربما لن تكون ضمن دائرة الحسبان.

وصلت السيارة بنا إلى منفذ "جديدة يبوس"، آخر موقع في الأراضي السورية مما يلي لبنان، وفيها مركز حدودي للأمن العام.

جمع سائق السيارة "هويات" ركاب السيارة، ثم توجه بها إلى مخفر الأمن العام للحصول على أذونات موافقة لعبورنا الحدود إلى لبنان.لكن السائق الذي ذهب بنفس منشرحة وخطوات وثابة، عاد إلينا بوجه كئيب وخطوات متثاقلة، يرافقه رجلا أمن طلبا مني ومن زوجتي مرافقتهما. دخلنا مركز الأمن فبادرني نقيب بدت على وجهه مسحة من الحزن، -ربما لأنه شعر أن ما سيقوله سيكون سببا في إزعاجنا بعد أن عرف أن معي أطفالي- أنتما ممنوعان من المغادرة.

شعرت بأني لم أفقه كنه ما قيل ،لا لأن الأمر لم يكن في الحسبان، ولكن لأنها ساعة ذهول تعتري الإنسان أحيانا، ربما لأن ما جاء في كلام النقيب كان على غير نسق مع ما تتمناه النفس. وربما كان هذا الذهول غيابا لحظيا لوعي الإنسان يستجمع فيه من مخزون أرشيفه النفسي كل ما يتعلق بهذه الجملة ،القليلة في عدد كلماتها، الكثيرة في ما تحويه من إسقاطات قد تتحول واقعا، لا يعرف فيه ،على أقل تقدير، كنه الخطوة الأخرى التي تلي ذلك الموقف. تمالكت نفسي بعض الشيء، وقلت وكأني أغالط نفسي، نعود أدراجنا إذن من حيث جئنا. هز النقيب رأسه بتعاطف مكتوم قائلا: للأسف نحن الذين سنعيدكم من حيث جئتم إلى "الجهة" التي طلبت ذلك.

ربما قد لا يكفي مجلد ضخم، كاتبا متمرسا في تحليل النفس البشرية، متمكنا من لغته الأدبية،كي يغوص فيه وراء ما قاله النقيب عن مصير الذين يذهبون إلى تلك "الجهة"، وما تعنيه هذه الكلمة في قاموس المواطن السوري، الذي قاده قدره يوما ما، إلى أن يحل ضيفا على جهة من تلك الجهات الكثيرة التي عناها ذلك النقيب. وهل يقدر له العودة منها ياترى ،وإذا عاد كيف سيكون لون بشرته؟ ،حيث قد تتكفل "وسائل التعذيب" المتعددة لدى تلك الجهة بإعادة طلاء بشرة من يزورها. هذا من حيث الظاهر، أما من حيث الباطن،فإن خريج هذه "الجهة"  أو تلك، سوف يحمل معه عاهات نفسية مستعصية، عدا عن انكسار في النفس، ربما تعجز أرقى المصحات عن شفاء تلك العاهات وذلك الانكسار. كل ذلك بعض ما طاف في ذهني في لحظات الذهول تلك مما أوحته لي كلمات النقيب، عن أمور مرت بي من قبل، "وليس من سمع كمن رأى".

تكفلت أختي وابنها بإعادة ولدي حامد وعبد الله معهما. وتكفل رقيب من الأمن العام بإعادتي وزوجتي إلى دمشق حيث أودعنا ،أناوزوجتي، في سجن إدارة الأمن العام، زوجتي وحيدة مع دموعها وأحزانها على ولديها منفردة في سجن للنساء،وأنا مع الرجال في "الجماعي" ، وهو غرفة لا تزيد مساحتها عن عشرة أمتار مربعة، وفي زاوية منه دورة مياه صغيرة.

قد لا يفيد كثير أن أصف هذا "الجماعي" العظيم، لأنه معروف لدى معظم السوريين، فالمواطن إما مر عليه، أو حدثه عنه قريب له عن بضع سنين قضاها فيه. ولأن هذا الجماعي لم يكن من ضمن دولة أجهزة المخابرات، فنزلاؤه – عداي أنا حيث كنت برسم الأمانة- يتمتعون ببعض المزايا التي تعتبر ترفا زائدا لا يعرفه نزلاء سجون المخابرات العتيدة.

أحببت أن أتغلب على عامل الزمن الضاغط على الأعصاب،فبدأت بجولة تعرُّف على/ ثم تعريف من/ النزلاء القليلين، أو لنقل جيراني الجدد.

محمود، مصري متزوج من فتاة سورية من مدينة "قطنا"، التي تبعد عشرين كيلو مترا جنوب غرب العاصمة دمشق، ويعمل في دكان لبيع الفواكه تملكه زوجته.وشى به ابن عم زوجته العاطل عن العمل، حيث كان يطمع أن يخلفه في الدكان، وأخبر إدارة الهجرة والجوازات بأنه لا يملك إقامة نظامية،فقبض على محمودوأودع السجن في انتظار ترحيله ،وهو لا يريد أن يرحل، لأن في قطنا نصفه الآخر.

و"غلام" باكستاني من إقليم السند، يعمل في رفع مواد البناء إلى الأدوار العالية في العمائر قيد الإنشاء، وقد كان مر "ترانزيت" في مطار دمشق عائدا من العمرة قبل أشهر، في طريق عودته إلى بلده، وبقي مع مجموعة من أبناء إقليم السند، حيث أغروه في البقاء للعمل، ولأنه لا يملك إقامة نظامية، فقد قبض عليه، وأودع في هذا "الجماعي" ريثما يتم استكمال إجراءات ترحيله. وكم كان يتمنى أن لا يرحل قبل أن يجمع مهر عروسه التي تنتظره على أحر من الجمر.

"جهاد" شاب فلسطيني من كوادر فتح، من سكان مخيم "عين الحلوة" في لبنان، اعتقل قبل أربع سنوات وهو يعبر إلى سورية من منفذ "جديدة يبوس" (إياه)، للاشتباه في الاسم، أطلق سراحه بعد يومين، بتدخل من مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، يوم كانت الأمور على ما يرام بين المنظمة وسورية. وقبل شهر من هذا التاريخ حاول العبور ،مرة ثانية إلى سورية، فأعيد اعتقاله، بعد أن تبين أن اسمه لم يمح من "الفيش" السابق. وما لم يتدخل "أبو عمار"، لحذف اسمه من الفيش، فإنه سيرحل إلى لبنان.

أجرى خيالي المثقل بالهموم والأفكار مقارنة سريعة بين حالي وما أنا فيه من ترقب ومراقبة للباب الذي قد ينفرج في أية لحظة لترحيلي وإعادتي –خلافا لرغبتي في السفر خارج سورية- إلى "الجهة" التي أمرت باعتقالي، وبين حال هؤلاء الشباب الذين تناثرت حقائب سفرهم في زواياهذا "الجماعي"،وهم يتوقعون انفراج الباب في أية لحظة  لترحيلهم –خلافا لرغبتهم في البقاء- خارج سورية. وقبل أن ألتفت إلى ذلك الأستاذ الذي تدل هيئته على أنه على شيء من الجاه والغنى، وقد بلغت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دُفع الباب وأدخلت مجموعة من المعتقلين،فأحدثوا هرجا ومرجا بعد أن ضاق بهم المكان،وقد توسط الداخلين رجل قصير القامة نحيف الجسم، يدل  اهتمام الباقين به على أنه أظهرهم شأنا والمقدم فيهم.وقبل أن أستنجد بذاكرتي للتعرف على هذا القادم الذي لم تكن ملامحه غريبة عني، رن اسمه في أذني من حديث أحد أتباعه حيث خاطبه بقوله يا معلمي طرزان. وهكذا وبأسرع من البرق تآلفت في مخيلتي أجزاء قصة هذا القادم، والتي أذيعت في حلقتين متباعدتين من حلقات برنامج "السالب والموجب" عرضتا في التلفزيون السوري.

جاء في الحلقة الأولى التي أجراها مقدم البرنامج مع طرزان قبل خروجه من السجن، أنه تربىفي الميتم لأنه لا يُعرف له أب أو أم،وقد امتهن ،بعد تخرجه من الميتم، حرفة السطو على المحلات التجارية ،دون البيوت،التي يعتقد أن لها حرمة لا يحق له أن ينتهكها، -وهو بذلك متقدم حضاريا على أجهزة المخابرات التي لا تعترف بأي حرمة للبيوت- وهذه واحدة من أعمدة فلسفته ونظرته للحياة. وقد لبسه لقب طرزان عندما كان يسطو على مستودع للأجهزة الكهربائية ، وقد أحاطت به مفرزة من الشرطة، فحاول أن يزوغ عن أعينهم، فلم يجد أمامه إلا  درج العمارة، فصعده وهم وراءه، فأسقط في يده بعد أن وجد نفسه محصورا على سطح الدور الرابع، فقذف بنفسه إلى الشارع، تحت سمع وبصر المارة ،ما دعا أحدهم أن يصرخ "انظروا كأنه طرزان".أما الحلقة الثانية من البرنامج فقد أجريت معه بعد أن خرج من السجن، وبسعي من مقدم البرنامج تم جمع مبلغ من المال له اشترى به كشكا لبيع الخضار، ونقل التلفزيون مشاهد من حفل عرسه، الذي حضره لفيف من إدارة التلفزيون، حيث تزوج امرأة مستورة الحال.  

وبحضور هذه المجموعة من المعتقلين، انقطع مسلسل التعارف الذي بدأته، وكان أن غلبني النوم فغرقت في بحر متلاطم من الأحلام، امتزج فيها صور حضرتني من أرشيف معتقلي السابق قبل عام ونيف، مع صور ولدي وهما يتشبثان بي وبأمهم عندما غادرت بهما السيارة برفقة أختي عائدين إلى دمشق. 

في اليوم الثاني حضرت مفرزة من الأمن العام يقودها رقيب أول، يظهر من كلامه أنه معتد بنفسه بعض الشيء، نمت عن ذلك لهجته الساحلية، التي لا تخفى على العارفين بلهجات المحافظات السورية. وجرى بينه وبين طرزان الحديث التالي:

الرقيب: ولك يا...(كذا) كأنه ما لنا عمل إلا أنت وهؤلاء الأوباش!.

طرزان: ليش هل قبضتم على كل الحرامية في البلد، الذين يسطون على أموال الناس ولم يبق إلا نحن؟.

الرقيب : نحن ما رأينا إلا أنت وهؤلاء العصابة ال (...) متلبسين بالسطو فقبضنا عليكم.

طرزان:طبعا أنتم لا ترون إلا من يسرق ليسد جوعته هو وعياله، أما الذي يسرق طعام الفقراء ليحوله إلى ملايين توضع في بنوك أوروبا فإنكم تغمضون أعينكم عنه، أو أن حجم سرقاتهم لا يظهر على شاشات مراقباتكم؟!.

الرقيب: ...

طرزان: نحن الفقراء نسرق لنأكل فإذا وصلنا إلى كفايتنا أوقفنا نشاطنا، ولذلك لا تجد فينا  من في جيبه أكثر من مصروفه لشهر واحد.

الرقيب...

طرزان: نحن سمك صغير قد نستطيع أكل سمكة صغيرة في حجمنا، وفي غالب الأحيان تأكلنا القروش والحيتان الكبيرة.. اذهبوا إلى المدراء العامين ورؤساء مجلس الإدارة والوزراء وحتى ال... فستجدون أموال البلد كلها في حساباتهم في أوروبا ..

ثم بدرت من طرزان ضحكة قصيرة نهره على إثرها الرقيب قائلا: فيلسوف ووقح وتضحك أيضا؟

طرزان:والله ما ضحكت عن قلة أدب، ولكني تذكرت خطبة جمعة ذكر فيها الخطيب حديث المرأة المخزومية التي أمر الرسول "اللهم صلي عليه" بقطع يدها بعد أن ذكر أن بني إسرائيل كانوا يقطعون أيدي الضعفاء أمثالنا إذا سرقوا،ويتركون الأكابر وأصحاب المناصب،أمثال "المعلمين"الذين تدين لهم بالولاء الذين يعيثون في الأرض سرقات وفسادا، فخطر ببالي لوأن "حد" السرقة طبق على هؤلاء الكبار لوجدتهم كلهم يكتبون باليد اليسرى لأن اليد اليمنى عند الجميع ستكون قد قطعت بعد أن طبق عليهم حد السرقة.

الرقيب: (ولك لسه ) من أقل من شهرين هؤلاء الأكابر الذين تسبهم حضروا عرسك الذي نقله التلفزيون السوري واحتفلوا بك بعد أن قدموا لك ثمن الكشك الذي كنت تبيع فيه  الفواكه والخضار. فعلا أنت ناكر الجميل.

طرزان: ليش هؤلاء جاؤوا من الكعبة المشرفة، معظمهم حرامية أكثر منا. وبعدين هذا الكشك الذي ذكرته أقفلته البلدية لأنه بدون رخصة،بينما شركات الدولة كلها أكشاك لهؤلاء الحرامية الكبار، وجئت أنت تبيعنا وطنيات،صحيح صدق اللي قال "الذين اختشوا ماتوا"!.

أنا أعرفك جيدا، فكم مرة رأيتك تدخل أحد المطاعم، بحجة أنك تحافظ على الأمن، فتأخذ طعامك وطعام عيالك ولا تدفع الفاتورة.وتأخذ ثياب أطفالك من باعة "البسطات" على الرصيف أمام فندق الحجاز، ولا يجرؤ واحد منهم أن يطلب ثمن ما أخذت. وحتى أنا لم أنس وجهك عندما أخذت فواكه عائلتك ،قبل أسبوع، من فوق الكشك الذي ذكرتني به قبل قليل،وتركتك تذهب بدون أن تدفع الثمن، لأني أعرف أن ثمن الفواكه لا يدخل ضمن ميزانية راتبك المتواضع.ومع ذلك فأنت يا صاحبي سمكة صغيرة، قد يأتي يوم تذهب فيه ضحية لحوت كبير من أولئك اللصوص الكبار الذي يبيعون الناس "الوطنيات" في دكاكين النضال. فقد يرسل أحدهم من يضبطك متلبسا بأخذ سيارة الإدارة لنقل "براد" أخذته من دون ثمن من معرض "كل شيء بالتقسيط". لذلك يا صاحبي سأقول لك المثل المعروف "... أنا هس .. وأنت هس..". وهنا تعالت ضحكات رفاق طرزان، سرورا بالنصر الأدبي الذي حققه زعيمهم على حضرة الرقيب، بعد المناظرة الكلامية التي انتهت بتثبيت كتفي الرقيب "أدبيا". فما كان منه إلا أن صفع طرزان صفعة أطارت الشرر من عينيه. بعد ذلك وضع "الكلبشات" في يديه، وكأنه يرد بذلك على هزيمته النفسية أمام طرزان. 

*عضو مؤسس في رابطة أدباء الشام