أوركسترا النضال

أوركسترا النضال

بقلم : نسرين طرابلسي

جيل جديد

كان لا يشغلها إلا سؤال واحد محير، ماذا سترتدي؟

 تريد شيئا مثيرا بقدر ما يكون وقوراً. أسود اللون لأن كل الفتيات اتفقن على ذلك، وقضين ساعات يحضّرن اللافتات، ولم يدعن مخزنا أو متجرا إلا وبحثن فيه عن الكوفيات التي ستكون مناسبة تماما. وأخيرا استقـرت ، بعد ما جربت كل شيء، على ارتداء بنطال أسود قصير يضيق عند الخصر وبلوزة سوداء بقماش مطاطي وياقة مفتوحة. دخلت إلى المرآة فتاة عادية وخرجت مزهوّة:" الآن أبدو كمناضلة حقيقية".

كاد أن يكون رسولا

قضى الأستاذ النهار بطوله يشحذ همة طلابه بالعروبة، ويحاول إقناعهم جماعات وأفرادا للمشاركة بالمسيرة. يريد أن يكشط عن نفوسهم طحالب اللامبالاة المتراكمة. يريد أن يعيد استنبات بذور القومية المنقرضة. جاء بصور محمد الدرة من الأرشيف، وكلّف أحد الفنانين رسم صورة كبيرة للرضيعة التي اخترقت رصاصة العدو قلبها. سهر طيلة الليل يخط على اللافتات عبارات قاسية ومحرضة لمقاطعة البضائع الأمريكية، ولفّها على عصيٍّ طويلة حتى تراها كل العيون عن بعد المسافة. كان من جيل قديم، منتمياً وثورياً و دائم الوجع بالقضية.  ويرى في طلابه ذلك التجمع الغابر حول عمالقة الخطابة في جامعة دمشق. تقمصَ ماضيه، وهدر بإيمانه الأول فيهم:" يجب أن تسجّلوا موقفاً".

نفرت عروق نزقه المعهود، وكادت تنفلت بدمها في وجوههم الساخرة، وابتساماتهم الخفية. وصلته مجاهرتهم برفض أفكاره لأن كل حماسه لن يعود بفائدة، ولأن كل ما يقوله مجرد هراء مكرر:"يا أستاذ لا أحد يهتم". لم يستفزه الكلام، لأن النضال يحتاج إلى النفخ المتكرر في البصيص المتبقي من النار.

عندما اختار مهنته كأستاذ، كانت تلك المهنة محترمةً جداً. وكان لديه أكثر من قدوة واحدة في حياته. كل الأساتذة العظام الذين توالوا على تدريسه في الجامعة، كانوا من ذلك النوع الذي يقوم بأكثر من مسؤولية التدريس تجاه الطلبة. لقد كانوا حقاً رسلَ أخلاق دنيوية مستمدة من الثقافات والشرائع والخبرات. وعندما امتهن التدريس، كان يعرف أنه يريد أن يكون جزءا من رسالة التعليم السامية. وعاهد نفسه على ألا يكون مجرد ملقن أو ماليء للحصص أو ملتزم بمنهج المادة التي يدرّسها، تاريخ الفن. أراد أن يكون مربياً وصانعا للأجيال. أراد أن يبقى بذاكرة كل من يجلس على مقعد أمامه، معلما لا يُنسى، يتذكره طلابه بالخير، ويدينون له بالفضل. وإن كان يزاول المهنة بعيداً عن وطنه الأم، فمسؤوليته في أي حرم جامعي واحدة، والطلاب في أي جامعة عجينةٌ سهلة التشكيل. صحيح أن هؤلاء الطلاب المترفين يستعصي التأثير بهم، نظراً لاختلاف اهتماماتهم عن اهتمامات الطلاب في مدينته، إلا أن الجامعة بالنسبة للشباب بمثابة بوابة للدنيا، فيها يتعرفون على التركيبة الحقيقية لمجتمعهم، ويمارسون أولى تجاربهم السياسية، ويختارون انتماءهم ضمن المجتمع الواحد بين الطوائف والإثنيات والاتجاهات الحزبية والفكرية. هنا يؤسَّسُ مشروع المستقبل، وهنا يريد هو أن يضع أساساته الخاصة. هنا يريد أن يترك بصماته. سيعيد ويتلو عليهم مزاميره. يجب أن يعلمهم أن الصمت أسوأ الجرائم. وأن مؤازرة الأشقاء في الأراضي المحتلة واجب قومي. يجب أن يعلّم هؤلاء الفتية كيف يسجلون موقفاً. يجب أن يعلمهم أصول النضال.

قلبٌ وقالب

كانت تبكي طويلا للمشاهدِ المروّعة التي لم يهتز لها ضمير العالم قيد شعرة. وتغصّ باللقمة كلما شاهدت رجالا عربا يخطون بأيديهم العزلاء ملحمة التجذر في الأرض. وتَشرَقُ بالماء عندما تسمع حديث النساء الثكالى اللواتي فقدن أطفالهن الكبار بعد أن رضعوا حليب الحقد والحزن. تتلهفُ على فتية غادروا المدرسة في الصباح ليقفزوا فوق جدار الصبر هرباً إلى اندفاع الطفولة وخيالها الصادق، ليحوّلوا الحجارة إلى سجّيل، ويقذفوا قوّادي الفيلة المعدنية بعزم الأبطال، قبل أن تخون الريح أقدام الفرار الصغيرة، وتسارع رصاصات القتلة المتطورة لاستهداف قلوبهم. تنفطرُ كأكباد الأمهات المحجبات بعويلهن وأدعيتهن، هائمات غير مصدقات، يتابعن التهديد بدفق هادر بأنهن سيبذلن كل الذكور والإناث على سبيل التضحية المبدئية للتوغل دون تردد في الوطن السليب، والبقاء كالشوكة في قدم الضبع الهائج، وكالشفرة الحادة في حلق غول يلتهم الأطفال، ولايغصّ ببراءتهم.

      أصيبت بالاكتئاب لأيام بعد مقتل محمد الدرة، وشاركت بأكثر من أمسية لتأبينه وتشييعه بالمرثيات والأشعار، وعندما أحست بأن هؤلاء الشعراء يستثمرون موته ليستمدوا من صورة استشهاده بعض الألق، امتنعت.

 ارتدت السواد منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، ثم بدأت تضع وشاحاً أحمر، وتستخدم بعض التبرج، وعندما غام قلبها وغاص بانقباضه، عادت لمصالحة خزانتها، فنفسيتها لم تعد تحتمل النكد. كان كل شيء يتابع حدوثه ببلادة طبيعية، فأختها استمرت بالتجهيز لحفل خطبتها، وحبيبها بقي على إلحاحه الدائم لملاقاتها، وأمها استمرت تسأل كل مساء: ماذا أطبخ لكم غداً؟ 

أحست أن لا أحد يعبأ حقاً بالعبارات الأولى المدوية في نشرات الأخبار، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب العشرات... استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب المئات، حتى تجاوزت الإحصاءات حد الحزن والأسى الممكن للبشر، فتبلّدوا.

ستشارك اليوم بالمسيرة التضامنية، لأنها استنفدت كل إمكاناتها المتاحة. الشهر الماضي تبرعت براتبها كله، وقضته كاملا في حالة وجوم. واليوم ستخرج للهتاف حتى يبح صوتها، وتمشي حتى تتورّم قدماها، لتفي نذورا قديمة لراحة القتلى. لن تجلس في الظل مكتوفة الأيدي. لن تكتفي بالفرجة، ستخرج للنضال.

أكل عيش

أنهت تغطية افتتاح فرع لأحد دور الأزياء الشهيرة وإطلاق عطره الجديد للمناسبة، وهرعت إلى الجريدة لتوقّع أمراً بتغطية المسيرة التضامنية. إنها تعمل في صفحة المحليات نيابة عن زميلة لها في إجازة. ومقارنة بعملها في قسم الإعلان تبدو تغطية مسيرة في الرابعة عصراً في هذا الحر ضرباً من التعذيب. ولكنها أعطتها كلمة، ولا بد أنها ستحتاجها في ظرف مماثل. لم تعتد هذه المهمات الصعبة فعملها يقتصر على ارتياد حفلات الشاي الصباحية وسهرات الترويج الفاخرة. تذهب بكامل أناقتها، تلتقط الصور للمنتَج ولنجمات الحفل من الجميلات فقط. تستلم هديتها، وتقوم بصوغ سطرين تمتدح فيهما السلعة وأصحاب المكان، وتكتب تعليقا خلف الصور. لا مسير ولا تعب ولا غبار وحر وعرق ووجع قلب. والطامة الكبرى أن رئيس التحرير كلفها بحمل لافتة طبعت خصيصا باسم الجريدة لمنافسة الصحف الأخرى التي حتماً ستكون لافتاتها مرفوعة ومستعدة أمام عدسات التصوير التلفزيوني، ونبهها بتأكيد:" تحملين اللافتة عاليا أمام عدسات محطتي كذا وكذا، وليأخذ مصورنا صورة لك بين الجموع تهتفين، لتتصدر الصفحة الأولى صباح الغد. لا نريد أن نتهم بالتقاعس عن النضال".

الراعي

أفاق منذ الصباح الباكر وأعاد توجيهاته على أولاده الخمسة:لا تتأخروا عن مواعيد عودتكم، وليكن لقاؤنا هنا الساعة الثالثة عصراً، نتناول الغداء وننطلق". لم تنفع محاولة زوجته للانسحاب من الموضوع برمته بحجة أوجاع الروماتيزم، التي سيزيدها المشي الطويل. أجاب دون رحمة:"تمددي طول اليوم واستعدي لمرافقتنا، ستنسين آلامك وأنت مع الجماهير الغاضبة"، وأضاف بتهكم صريح:"لا تنفع دموعك التي تذرفينها من حين لآخر آلام أهلنا في الأرض المحتلة ". الحقيقة أنه هو شخصيا بدأ يحتقر عجزه القادر فقط على إطلاق سيل من الشتائم التي لا تليق بأب فاضل، ولكنها جرائم ضد الإنسانية يا الله، تلك التي لا يملك حيالها سوى الغضب وتنفيسه بأكثر الأساليب بساطة وشعبية، بالشتيمة والسباب.

منذ الانتفاضة الأولى عام 1987ولاشيء في رأسه سوى بعض الأفكار المستحيلة. تثور صور الأطفال والحجارة في دمه، وتقرّعه كل القصائد التي استلهمت من ملحمتهم تفعيلاتها. يستشيط ويتجمد ويضعف ويتجلد كلما شدّه القيد المثبت إلى كاحله المنتهي بزوجة وأربعة أطفال.

 في سجنه الأبدي، علّم أطفاله أن دعم الانتفاضة واجبٌ على كل مواطن شريف، بالروح بالدم بالمال أوبالتضامن المعنوي. كان أطفاله حينها صغاراً، وكان يجد لذةً في الإجابة عن كل التساؤلات المحيّرة التي كانت تقفز من عيونهم الفزعة ليعرفوا من هي إسرائيل؟ وما الذنب الذي ارتكبه الفلسطينيون حتى تقتلهم يوميا دون رحمة؟ كان يزرع فيهم دون خوف تفاصيل القصة الأليمة التي بدأت عام 1948، ويحدثهم كالكبار عن وعود مشؤومة قطعتها دول قوية وقادرة لتجمع شتات اليهود في أرض عربية، دون وجه حق. لكن القصة كانت تتشعب وتطول، والحق لا يعود لأصحابه كما يحدُثُ في كل الحكايات التي يستلذها الصغار، والعالم ليس مجرد ثيمة خير وشر، يعلن الخير فيها انتصاره، كما حاول أن يطمئنهم مستشرفا المستقبل بتفاؤل. أصبحت القصة كابوسا مصوَّراً يمر في شريط أحلامهم ويؤرقهم ذعراً على طفولتهم. حذرته أمهم قائلة:" دعهم يكبرون بسلام". لكنه لم يتوقف عن ربط كل خيوط حياتهم بالقصة القديمة. فالدراسة جهاد، والأخلاق جهاد، والطموح جهاد، والسعي لتحقيق الأحلام جهاد، ويبدأ بتلاوة وصاياه، ونقشها في ذاكرة منزله الصغير.

 لكن الحياة فاجأته بألف طوفان غيّرَ لوحة الوصايا، وهدَمَ الجدران الحميمة. صار يسمع أقوالا أخرى غير أقواله تتسلل إلى المنزل المحصّن، وهزأ مريراً يتناقله الأولاد علنا بجدية، وخلسةً بسخرية: "والدنا يعيش في سالف العصر والأوان". كانت القضية قد خلعت ثوب الجهاد وارتدت قناع الاتفاقية. وصار السلام فرصةً لقضاء الصيف في الغردقة والشتاء في شرم الشيخ، وصار السلام بطاقة معايدة تندسّ في بضائع السوق العربي "صنع في اسرائيل". كان العالم يقف ضد المباديء التي تملأ نخاعه، وترقّع ثقوب روحه، وتجعل منه مواطنا صالحا. فتوقف حنظلة عن إدارة ظهره للمرايا، وأُرغم على المواجهة.

انتفاضة الأقصى سخّنت في عروقه التوق الكامن للنضال، ورغم المفردات المتشابهة للإعلام العربي، إلا أن الصور التي أصبحت في متناول العيون على مدار الساعة، جددت غليانه القديم ومدّته بالعزم على فتح الدفاتر القديمة. صار يناديهم كلما رأى شيخاً بلحيةٍ بيضاء يتلقى بصمت كعوب البنادق، وطفلاً يلوّح بالمقلاع، وشباناً يتلقون رفس أحذية الجنود دون صرخة واحدة. يناديهم كي لا يتصوروا أن العالمَ محصورٌ بين شاشات الانترنت التي تستأثر بساعات اللهو مع الأصحاب. يتحمل نغزات تندرهم بجهله لأنه لا يعرف أن في المصيدة العالمية مواقع كثيرة تنقل تلك المشاهد، وأنهم على تواصل مع الآخرين حتى في قلب فلسطين. "سيدفنكم جهاز الشيطان في عزلة قبل الأوان". "لسنا في عزلة يا بابا، نحن نطوف العالم". يحاججونه ولا يقتنع.

"يجب أن تخرجوا من وراء الأجهزة لتصرخوا في الضوء وعلناً أنكم متضامنون. يجب أن يرانا العالم نحتج ونصرخ ونعبر عن رفضنا. سنخرج كعائلة فلسطينية لم تنس واجبها النضالي رغم بعدها واستقرارها في عالم مرفه". أصدر فرمانه، وصفق الباب وراءه. 

كل يهتف على ليلاه

في البدء انصبت كاميرات التلفزة على شلّة من الفتيات الشابات بأسودهن الأنيق، يتضاحكن وأيديهن تخفي ابتسامات خجولة، ولولا الكوفيات لبدا الحال كأنهن في رحلة مدرسية.

على خطاهن سارت مجموعة من الشباب، بتبعية فاضحة. أحدهم كاد يدس في يد إحداهن ورقة صغيرة، نبهه رفيقه إلى العدسة التي ترصد تحركاتهم فامتنع رافعا عقيرته بالهتاف" تسقط اسرائيل" فأجابه الرفاق: "تسقط تسقط تسقط". عاشت فلسطين" ردد الفتيان: "عاشت عاشت عاشت"...

 تحولت الكاميرا إلى الأستاذ الفاضل يرفع لافتة عالية خط عليها بالقلم العريض:" قاطعوا البضائع الأميركية"، لكن يدا مندسة بين الجموع سارعت لتكمم فوهة الكاميرا، ويدا أخرى انتزعت اللافتة، ودار شجارُ قمعٍ انتهى سريعا. كان الأستاذ حزينا جدا عندما وصل إلى مكان التجمع ولم يجد أيا من طلابه المخلصين له وللقضية وهاهو يخسر رأيه المخطوط أمام عيون العالم. لكن شيئا لن يحبطه اليوم، فقد غير نوع دخانه الأمريكي إلى نوع فرنسي، ورغم استهزاء طلابه من سيارته أمريكية الصنع، إلا أن عزمه على تغييرها إلى واحدة يابانية يحتاج بعض الوقت. المهم أن نبدأ. أخرج لافتة أخرى من النوع المسموح به "الشهداء أوسمة الشعوب"، وتابع مسيره وحيدا وسط الازدحام.

هجمت نسوة وسط المجموعة ينددن برئيس السلطة الفلسطينية فتجاهلتهن الكاميرا، وحولت عينها إلى مجموعة أخرى تغرد خارج السرب وتهتف بحياة حسن نصرالله والمقاومة اللبنانية، تتبعها كوكبة تردد" عاش الأمير".

الصحفية الحسناء أدت مهمتها بنجاح، وقفزت بوجه الكاميرا هي ولافتتها التي تحمل توقيع أسرة الجريدة، وهتفت بصوت عال:" يسقط شارون مصاص الدماء، محمد الدرة عصفور الجنة"، ثلاث مرات متتالية. عندما تأكدت من أنها كانت وسط (زوم) كاميرا زميلها المصور الصحفي، أخذت ثلاث بوزات وسط الجموع، وأسرعا بالعودة، هي لتفرغ الخبر، وهو لتظهير الصور، ليلحقا بالصفحة الأولى.

قبل أن ينتصف المسير كان الروماتيزم قد ثار في ركب السيدة التي ألقت بثقلها على زوجها، وأخذت تجر رجليها جرا. اجتاحه ألم وندمٌ وأمنية "ليتني تركتها في البيت" بينما اندمج الأولاد بالهتاف وراء متحمس محمول على الأكتاف:

يا ولاد عم تشهد ع التاريخ

يا حجارهم وصلت للمريخ

فلسطين

يا خطية طفل جريح

كبدي ع إمه كيف بتصيح

فلسطين

يا ويل الساكت والخاينين

يا خزوة كل البني آدمين

فلسطين

رؤوسنا لتحت مرفوعين

نشجب نستنكر وندين

بلكي بتتحرر

فلسطين

يا صرخة حق

صداها لأ

مداها شق

ضمير الإنسان اللعين [1]  

   مجموعة صامتة، مشت متكاتفة، رجال وسيدات. وجوه واجمة بنظرات مشفّرة، وغصات تشق الحناجر. مشوا بصمت، الكلام فرغ من معناه... ربما لأنهم لا يعرفون ماذا يمكن أن يقال أكثر عن الحكاية القديمة. هتفوا وصرخوا وتلاعبوا بعاطفة المدينة، ثم أشعلوا النار في العلم الاسرائيلي الذي أغمد حقد خرافته القومية في قلب خارطة الوطن. مد كل من استطاع حذاءه ليسجل موقفاً بالدوس عليه. ناء الإسفلت بثقل خطواتهم، وعصفت ريح تنظف الهواء من أنفاسهم المشتتة...

كان العلم قد أصبح نثارا أسود اللون، وتطاير وراء الجموع يشيع آخر فلول المظاهرة.


[1]الهتاف من كتيب "يويا" لنون السعدي