أدهم الصبي صاحب القرن 5
أدهم- الصبي صاحب القرن 5
مخاطبة الطيور والحيوانات!
سعد جورج جرايسي
*كما ذكرنا سابقاً، أحياناً، كان ادهم يتعرف على قدراته بمحض الصدفة، كما جرى في احد الأيام خلال ذهابه إلى المدرسة، عندما رأى كلب يهجم على أحد المارة وبسرعة صرخ لأجل تحذير الرجل من الهجوم، لكن الكلب توقف في مكانه ونظر إلى أدهم، فما كان عليه سوى إعطائه أشارة للانصراف وانصاع الكلب إليه.. ومرة أخرى رأى أدهم إحدى القطط تهجم على فرخ عصفور وقع من عشه وأرادت أن تأكله، لكن صراخ أدهم أوقفها وعندما أمر القطة بالانصراف، انصاعت إليه أيضاً بخشوع ثم أعاد ألفرخ إلى عشه.
أدهم، بذكائه، جمع بين ألأحداث ووصل إلى نتيجة أن لديه القدرة على محادثة ألحيوانات وما تبقى له سوى فحص ألأمر، وفي اليوم التالي وخلال عودته من المدرسة إلى البيت جائعاً رأى فراشة جميلة تمر بجانبه، وبعد أن نادى عليها، طلب منها أن تذهب وتفحص ماذا طبخت أمه للغذاء، وبسرعة طارت الفراشة باتجاه البيت وبعد وقت قصير عادت واقتربت من أدهم وتوقفت على كتفه ثم أخبرته بأن غذاء اليوم هو كوسا مع ورق دوالي، وحدث آخر جرى له بعد يوميين، عندما لم يجد زملائه في مكانهم ألمعتاد، عندها، نادى أدهم على إحد ألطيور وطلب منه أن يجد مكانهم، وبعد وقت ليس بالطويل عاد الطير وتوقف على كتفه ثم أخبره بأنهم موجودين في ألحي ألشرقي يلعبون كرة القدم مع أولاد الحي وبسرعة وصل إليهم وشاركهم أللعب.
لكن الأمور كانت تأخذ طابعاً آخرا أحياناً، كما جرى في أحد ألأيام عندما كان يتنزه مع أصدقائه ورأى امرأة وابنها يأكلان كلاً منهما حبة بوظة، ألابن طفل صغير وقليل الحجم كان يأكل ببطء وهو يستمتع بذلك، لكن حبة ألبوظة بدأت بالذوبان ثم وقع قسم منها على ألأرض، ألطفل بشكل تلقائي ركع على ألأرض ثم لعق بأصبعه ما وقع، ألأم لم تنتبه مسبقاً للأمر وما أن رأت فعل ابنها حتى بدأت بالصراخ عليه ثم صفعته بكل قوة على خده وشتمته، فأخذ ألطفل يبكي بمرارة.. وكان غاضباً على أمه لأنها لم تفهم أن القسم الذي وقع من حبة ألبوظة هو ملكه ومن حقه أن يسترجعه، وما أن رأى أدهم هذا ألمشهد، حتى جن جنونه وخطرت على باله فكرة، فنادى على عدد من الطيور وطلب منهم إلقاء برازهم عليها، وبسرعة حامت الطيور فوقها وألقوا ألبراز عليها وتوسخ رأسها وثيابها ثم بدأت بالصراخ والبكاء خصوصاً بعد أن ألتم عليها ألمارة ضاحكين عليها ومسرورين لهذا ألانتقام.
حادثه أخرى جرت، عندما كان في السوق مع أبيه لشراء الخضروات، ورأى احد الآباء يتمخطر أمامه وهو يحمل كيساً من الخضار بأحد اليدين وفي الأخرى يحمل سيجاره، وأمامه تسير ابنته الصغيرة وهي تحمل كيس خضار كبير في كل يد، الأب العملاق لم يكترث للحمل الذي كان مع ابنته إنما همه التمتع في التدخين، وخلال سيرهم ومن شدة الثقل وقع أحد الأكياس من ابنته وتدحرجت حبات ألبندورة والخيار على الأرض، فاغتاظ الأب بشده وركل ابنته برجله ركلة قوية، فأوقعها أرضا وأوجعها وأبكاها... صعق أدهم لهذا المشهد وهم بضرب الأب إلا أن أباه منعه من ذلك، عندها رأى أدهم مجموعة من النحل كانت تحوم فوق الفواكه في الدكان المجاور وطلب منها الهجوم على الأب، وبسرعة كان النحل يحوم حول الأب ولسعوه في عدة أماكن وبدأ بالصراخ والبكاء من بعدها، فرح جميع من شاهد هذا المشهد ما عدا البنت ألضحية ألتي لم ترضى بالعقاب ألذي تلقاه والدها بالرغم من الألم الذي تسببه لها، إن تعابير وجه البنت الحزينة لهذا المشهد جعلت من أدهم أن يقسم بعدم ممارسة هذا الأمر مجددا.