جُمْعَةُ.. السَّبَّاكُ

كَانَ جُمْعَةُ السَّبَّاكُ يَعْمَلُ هَكَذَا بِالْبَرَكَةِ ,لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ إِنَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَدِرَايَةٍ كَمَا لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ عَلَيْهِ إِنَّهُ جَاهِلٌ , ذَهَبْتُ  إِلَيْهِ وَنَادَيْتُ عَلَيْهِ يَا عَمِّي جُمْعَةُ ,فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ النَّاسِ الَّذِينَ تَصَادَفَ وُجُودُهُمْ بِالشَّارِعِ ,نَادِ عَلَيْهِ وَقُلْ:يَا أَبَا حَنَانَ ,سَيَرُدُّ عَلَيْكَ, نَادَيْتُ -بِصَوْتٍ عَالٍ-:يَا أَبَا حَنَانَ 00 يَا أَبَا حَنَانَ , فَخَرَجَتْ زَوْجَتُهُ تُطِلُّ مِنْ شُرْفَتِهَا بِالدَّوْرِ الثَّانِي ,فَأَخْبَرْتُهَا بِأَنِّي أَعِيشُ فِي الدَّوْرِ الْأَوَّلِ وَأَنَّ سَقْفَ دَوْرَةِ الْمِيَاهِ تَتَسَاقَطُ مِنْهُ الْمِيَاهُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلِهَا ,وَلاَ أَدْرِي ,أَهُوَ مِنْ حَرْفِ(s) أَمْ مِنْ عَيْبٍ فِي السَّقْفِ وَأَنِّي أَرِيدُ زَوْجَهَا جُمْعَةُ00السَّبَّاكُ لِيُصْلِحَ هَذَا الْعَيْبَ ,فَوَضَعَتْ يَدَهَا فِي جَيْبِهَا وَأَخْرَجَتْ لِي كَرْتاً بِهِ هَوَاتِفُ زَوْجِهَا وَإِعْلاَنٌ عَنْهُ أَنَّهُ سَبَّاكٌ مَاهِرٌ ,قَابَلْتُهُ ,فَقَالَ لِي :لاَبُدَّ أَنْ نَهْدِمَ دَوْرَةِ الْمِيَاهِ فِي الدَّوْرِ الثَّانِي وَنَسْتَبْدِل َ الْقَاعِدَةَ الْقَدِيمَةَ بِأُخْرَى جَدِيدَةٍ ,وَبَعْدَ ذَلِكَ لَنْ تَجِدَ قَطْرَةَ مِيَاهٍ وَاحِدَةً تَنْزِلُ مِنَ السَّقْفِ وَفِعْلاً اشْتَرَيْتُ لَهُ كُلَّ الطَّلَبَاتِ بِثَلاَثِمِائَةِ جُنَيْهٍ وَقَامَ بِعَمَلِ كُلِّ الْمَطْلُوبِ عَلَى وَعْدٍ بِعَدَمِ نُزُولِ الْمِيَاهِ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ السَّقْفِ   وَأَخَذَ أُجْرَةَ يَدِهِ كَامِلَةً ,وَبَعْدَ أُسْبُوعٍ بِالتَّمَامِ وَالْكَمَالِ (عَادَتْ رِيمَةُ لِعَادَتِهَا الْقَدِيمَةِ) وَعَادَتِ الْمِيَاهُ تَنْزِلُ مِنَ سَقْفَ دَوْرَةِ الْمِيَاهِ عَلَى رَأْسِي فَصَرَخْتُ وَقُلْتُ -فِي نَفْسِي-:يَا لَكَ مِنْ رَجُلٍ غَشَّاشٍ ,فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اللهِ فِيكَ, حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ00 مِنْ يَوْمِهَا وَأَنَا لَمْ أَدْعُهُ لِعَمَلِ أَيِّ شَيْءٍ وَهَذَا جَزَاءُ الْغَشَّاشِ.

وسوم: 635