فَوْقَ.. الْمَخَدَّةْ..

كَانِ يَوْماً طَوِيلاً وَشَاقًّا,لَطَالَمَا لَعِبَ(حُسَامُ) الْكُرَةَ مَعَ أَتْرَابِهِ (مَُحَمَّدْ طَارِقْ) وَ(مَُحَمَّدْ مُحْسِنْ) وَالْوَلَدُ (مُصْطَفَى مُسْعَدْ) يَقِفُ حَارساً لِلْمَرْمَى , وَالْوَلَدُ (عَبْدُ الْحِمِيدِ النِّمْرَاوِي) مُهَاجِماً ,ثُمَّ لَعِبُوا ضَرَبَاتِ الْجَزَاءِ ,قَالَ السَّعِيدُ عَبْدُ الْجَوَّادِ _بَعْدَ أَنْ سَدَّدَ عَلَى الْمَرْمَى وَأَدْخَلَ فِي (مُصْطَفَى مُسْعَدْ) هَدَفاً -:اِرْكِنْ أَنْتَ , وَقَالَ(مَُحَمَّدْ مُحْسِنْ) : سَأَنْزِلُ بَدَلاً مِنْهُ , وانْتَهَتْ الْمُبَارَاةُ لِصَالِحِ فَرِيقِ (حُسَامَ) ثَلاَثَةُ أَهْدَافٍ لِهَدَفٍ وَاحِدٍ , مَا إِنْ وَضَعَ (حُسَامُ) رَأْسَهُ عَلَى الْمَخَدَّةِ حَتَّى رَاحَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ ,لَمْ يَسْتَيْقِظْ (حُسَامُ) إِلاَّ فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنَ اللَّيْلِ ,أَخَذَ يُفَكِّرُ فِي سُكُونِ اللَّيْلِ وَهَدْأَتِهِ ,وَ قَالَ – فِي نَفْسِهِ- : مَا رَأْيُكَ يَا (حُسَامُ) فِي أَنْ تُصَلِّيَ رَكْعَتَينِ لِلَّهِ ؟! إِنَّ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ عَلاَقَةً حَمِيمَةً خَاصَّةً بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ, وَبَعْدَ أَنِ انْتَهَى مِنَ الصَلاَةِ, أَطَلَّتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ وَقَالَتْ: تُصَلِّي بِاللَّيْلِ يَا (حُسَامُ) ؟! قَالَ: نَعَمَ يَا أُمِّي, أَلاَ تُدْرِكِينَ فَضْلَ صَلاَةِ اللَّيْلِ ؟! قَالَتِ:الْأُمُّ: مِنْكَ نَتَعَلَّم يَا وَلَدِي, قَالَ(حُسَامُ): اَلْعَفْوَ يَا أُمِّي , فَلَوْلاَ أَنْتِ لَمَا كُنْتُ وَلاَ كَانَ وُجُودِي ,مِنْكِ تَعَلَّمْتُ ,وَعَلَى فَضْلِكِ تَرَبَّيْتُ , قَالَتِ :الْأُمُّ:  بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا (حُسَامُ) ,لَكِنَّنِي تَشَوَّقْتُ لِمَعْرِفَةِ فَضْلِ صَلاَةِ اللَّيْلِ , قَالَ(حُسَامُ): لِصَلاَةِ اللَّيْلِ مَكَانَةٌ كَبِيرَةٌ عِنْدَ اللَّهِ- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – فَعِنْدَمَا يَغْفَلُ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ حَالَةَ كَوْنِهِمْ مُسْتَغْرِقِينَ فِي النَّوْمِ ,وَتَقُومُ أَنْتَ تَتَذَكَّرُ رَبَّكَ ,تَرْجُو رَحْمَتَهُ وَتَخْشَى عَذَابَهُ وَتُوكِلُ لَهُ الْأُمُورَ كُلَّهَا ,لا َشَكَّ أَنَّ اللَّهَ سَيُقَدِّرُ صَنِيعَكَ هَذَا وَيَخُصُّكَ بِفَضْلٍ كَبِيرٍ مِنْهُ ,وَكَمَا قَال َتَعَالَى(و اللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)20سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ , قَالَتِ:الْأُمُّ: لَقَدْ رَأَيْتُكَ اللَّيْلَةَ يَا (حُسَامُ) وَقَدْ وَضَعْتَ رَأْسَكَ عَلَى الْمَخَدَّةِ وَرُحْتَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ , قَالَ(حُسَامُ): لَقَدْ صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ وَالوِتْرَ قَبْلَ النَّوْمِ ,وَدَعَوْتُ بِالدُّعَاءِ الَّذِي وَرَدَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :" إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ , وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ , وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ,رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ,لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ,آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ , وَبِنَبِيٍّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ , فَإِنْ مِتَّ , مِتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ , وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ") مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ رِيَاضُ الصَّالِحِينَ , قَالَتِ:الْأُمُّ:  جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً يَا (حُسَامُ) , قَالَ(حُسَامُ): يَا أُمِّي, أَنَا –وَإِنْ رُحْتُ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ- فَقَلْبِي مُعَلَّقٌ بِاللَّهِ وَبِذِكْرِهِ , قَالَتِ:الْأُمُّ: حَفِظَكَ اللَّهُ يَا (حُسَامُ) وَجَعَلَكَ رَمْزاً وَدَلِيلاً لِطَاعَةِ رَبِّكَ , قَالَ(حُسَامُ): دُمْتِ لِي يَا أُمِّي ذُخْراً وَفَخْراً , وَجَعَلَنِي اللَّهُ مِنْ خُدَّامِكِ فَالْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِكِ . 

وسوم: 637