سَفُّ..التُّرَابْ..

مَا إِنْ وَقَفَ مُحْسِنُ وَحِلْمِي أَمَامَ حَمُّودَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنْ:حَتَّى قَالَ حَمُّودَةُ لِزَمِيلِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ:مَا رَأْيُكَ  فِي أَنْ نَجْعَلَ مُحْسِنْ وَحِلْمِي يَتَصَارَعَانْ..وَنَسْتَمْتِعَ بِمُشَاهَدَةِ هَذَا اللِّقَاءْ..وَنَرَى..مَنْ سَيَغْلِبْ؟!!!

عَرَضَ الْعَمُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ مُحْسِنَ الْفِكْرَةَ قَائِلاً:

مَا رَأْيُكَ فِي أَنْ تُصَارِعَ حِلْمِي؟!!!

هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَغْلِبَهُ وَتَفُوزَ عَلَيْهْ؟!!!

فَكَّرَ مُحْسِنُ بِسُرْعَةٍ..قَائِلاً فِي نَفْسِهْ:"إِنَّهُمَا يَتَسَلَّيَانِ عَلَينَا لَابُدَّ أَنْ أَضَعَ شَرْطاً مُعَجِّزاً حَتَّى لَا يُكَرِّرَا هَذَا الطَّلَبْ .

فَقَالَ لِعَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنْ أَمَامَ صَدِيقِهِ حَمُّودَةْ:

أُوَافِقُ عَلَى الدُّخُولِ فِي الْمُصَارَعَةِ مَعَ حِلْمِي .

فَتَهَلَّلَ وَجْهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَمُّودَةَ بِالْبِشْرِ وَالسُّرُورْ .

وَعَقَّبَ مُحْسِنْ:وَلَكِنْ لِي شَرْطٌ فِي غَايَةِ الْأَهَمِيَّةْ .

قَالَا:-فِي نَفَسٍ وَاحِدْ- وَمَا شَرْطُكْ ؟!!!

قَالَ مُحْسِنْ:مَنْ يَغْلِبِ الْآخَرَ يُسَفِّفْهُ التُّرَابْ .

فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ وَتَهَامَسَا ثُمَّ  قَرَّرَا مُوَافَقَتَهُمَا عَلَى الشَّرْطْ .

وَابْتَدَأَتْ الْمُبَارَاةْ .

وَأَخَذَ مُحْسِنُ وَحِلْمِي يَتَصَارَعَانْ .

وَأَخَذَ حَمُّودَةُ{أَخُو حِلْمِي}وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ{عَمُّ مُحْسِنْ}يَسْتَمْتِعَانِ بِمُشَاهَدَةِ هَذِهِ الْمُبَارَاةِ الْجَمِيلَةِ فِي الْمُصَارَعَةِ بَيْنَ مُحْسِنْ وَحِلْمِي وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ يُحَكِّمَانِهَا مُتَشَوِّقَيْنِ لِمَعْرِفَةِ مَنْ سَيَفُوزُ فِي النِّهَايَةْ..وَيُرَاهِنُ كِلَاهُمَا الْآخَرَ..بِأَنَّ الْفَوْزَ لِقَرِيبِهْ

وَفِي نِهَايَةِ تِلْكَ الْمُبَارَاةِ الْجَمِيلَةِ وَالرَّائِعَةِ فِي آنٍ وَاحِدْ..اِسْتَطَاعَ مُحْسِنُ التَّغَلُّبَ عَلَى حِلْمِي وَأَخَذَ يُنَفِّذُ شَرْطَهُ مُسَفِّفاً حِلْمِي التُّرَابْ .

وَكَانَ تُرَاباً قَدِيماً حَالَتُهُ سَيِّئَةْ .

إِلَى أَنِ اسْتَحْيَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ{عَمُّ مُحْسِنَ}مِنْ حَمُّودَةَ{أَخُو حِلْمِي} وَهُوَ يَرَى أَخَاهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْمَهِينَةْ .

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنْ لِابْنِ أَخِيهِ { مُحْسِنْ}:اِنْهَضْ وَاتْرُكْ حِلْمِي .

وَمِنْ يَوْمِهَا حَرَّمَ كُلٌّ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَمُّودَةَ مَوْضُوعَ الْمُصَارَعَةْ.

وسوم: 637