مخاض الرجل

ولما جاءني مخاض ولادة الفكرة الأولى، كنت جالساً قرب قبر أخي ساعة تربعت الشمس قلب السماء، ضربت رأسي، فازداد وجع المخاض أكثر فأكثر، حتى بدأت أمسك بالتراب والحجارة وأحاول قضمها علّي أنسى بعض وجع تلك الولادة، لكنها تضاعفت أكثر.

صرخت وصرخت وجعاً، فناداني أخي من لحده :" اكتم وجعك حتى لا يفتضح أمر ولادتك"، فصرخت بوجع الوجعين" أقسم لك أن الفكرة حرّة، ولم تكُ بغياً".

أظنه ابتسم حينها وقال بهدوء متضارب" أعلم يا أخي، ولهذا أخاف افتضاح أمرك، فالبغي يعيش، والحرُّ يقتل، أو أنك لم تقرأ الحياة التي تعيش...!!

تابع وجعي المكتوم مسيرته وأنا أضع فكرتي البكر، فما أن اقتربت اللحظة حتى صرخت دون وعي صرخة لم أعهدها مني مرّة، ثم ساد الصمت إلا من بكاء الفكرة التي يتهددها الموت المنتظر.

وسوم: العدد 651