البسيسي والجميزة

صدته الريح القوية التي بدأت تخالط هباتِها بعضُ حبات المطر ؛ عن شجرة الجوافة التي ألف المبيت فيها ، فأوى إلى قلب جميزة كبيرة ، وأسعفته آخر أضواء النهار في الاهتداء إلى تجويف بين أصل غصنين كبيرين ، فرقد فيه آمنا مستدفئا يغالب الحنين إلى مرقده المألوف . ومع خيوط الفجر الأولى التي بزغت واهنة معتلة من بين بقايا غيوم الليلة العاصفة الماطرة ؛ تحرك قافزا إلى حافة التجويف ليبحث عما يقوته . وقبل أن يحرك جناحيه الصغيرين قال للجميزة : أشكرك على حسن الضيافة !

فابتسمت الجميزة جاهدة لكتم أي نغمة سخرية في صوتها ، وقالت : بصدق أيها البسيسي ، لا أعلم فوق  أي ورقة من أوراقي نمت !

ففارقها مكسور الخاطر .

*من القصص الشعبي الفلسطيني .

*البسيسي : طائر صغير، زيتوني اللون ،  من طيور فلسطين المقيمة .

وسوم: العدد 675