سيأتي يوماً ينتهي به التطرف الديني – مجمل عام للشرق الأوسط
سيأتي يوماً ينتهي به التطرف الديني على كل أشكاله لأن الإنسانية ستنتصر في النهاية , وجميع بني البشر إخوة في الإنسانية متساوين في كل الحقوق والواجبات اتجاه الأوطان والله عز وجل لم يفضل أمة على أمة ولم يجعل من تاريخ الشعوب والأمم إلا لنتعلم منه ما هو مفيد لعالمنا , ومن لا يؤمن بهذه المعادلة لن ينجح في مخططاته , فالتاريخ يُخط على لوحاته كل الماضي ومن لا يعترف بتاريخ الأمم والشعوب وماضيها إلى العمق الزمني لمئات السنين وآلاف الأعوام ويسلك مسلك التطرف لا بد أن يدفع ثمناً باهظاً جداً على مر الأجيال , فالشرق الأوسط طالما كان ساحة للحرب والقتال منذ ما يزيد عن ألفين وخمس مائة عام , وساحته لم تهدأ بعد وهذه الأيام تنبئ بشر قادم وقد كتبت في مقالات سابقة عديدة وخاصة في مقالاتي : عالمنا في خطر , أن التطرف الديني يشكل الخطر الأكبر المداهم على البشرية جمعاء لأنه لا يحسن التصرف مع من يخالفه الرأي والدين والشكل والمبدأ والعادات والتقاليد والتراث المعتاد المخالف لتراثه , ومن جملة ما تعاني منه مجتمعات أهل الأرض أنا أرفضك لأنك لا تعبد ما أعبد , أو أنك لا تصلي مثلي وأنا أحاربك لأنك لا تعيش بموجب تراثي ومجمل الأمور تتسبب بالكراهية والحقد ورفض الآخر المختلف رفضاً كلياً تاماً فتنوب مكان الحرية والمحبة والخير والعطاء لبعضنا كبني البشر ومجتمعات متعددة فكرياً ثقافة السيطرة على كل شيء في دكتاتورية مطلقة , تسمو بالقتل والسلب والنهب باسم الدين وتحت رايته تعالى.
بوادر نهاية الحروب قد بدأت في الشرق الأوسط بانتصارات لقوى النور ومجمعات الدول العلمانية العقلانية فبتطور الشرعية للحكومات العربية وغيرها في العالم بموجب القانون والدستور السائد في معظمها سينهي حالات الحرب والظلم والخراب ولن يبقى أي دور اجتماعي وسياسي لجميع التنظيمات الإرهابية التي تحاول على السيطرة على أراض وأجزاء من دول ذات سيادة على أرضها ولها مصداقية الوجود من شعبها , هذه التنظيمات الإرهابية سينقضي نحبها وزحفها التخريبي نحو الدول الآمنة التي تعيش باستقرار هدوء وأمان ستنتهي الحرب ضد التنظيمات الإرهابية لأن هذه التنظيمات ستزول عن الخريطة السياسية للدول وربما سيبقى بعض أفرادها أو مجموعاتها دون ما حراك حتى تسمح لهم الفرصة من جديد بالظهور لبدء عملهم الإجرامي الإرهابي بعد أن يجمعون قواهم من جديد , هذه التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله في لبنان وسوريا , وداعش في سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس والجزائر والمملكة العربية السعودية , وحزب نصر الله الحوثيين في اليمن , والنصرة في سوريا , والإخوان المسلمين في مصر وحماس في غزة وغيرها من منظمات إرهابية قامت على خلفية دينية عقائدية عرقية للتخلص من كل ما هو مختلف مغاير لهم ويعتبرونه غريب ليس له أي مكان في هذا العالم , طبعاً الغريب في عالمنا المتحضر العصري اليوم هو القتل والسلب والنهب وانعدام الحريات وبعد أن تخلص العالم من معظم الحكام الديكتاتوريين الذين حكموا شعوبهم بطرق سلبية عنوانها القتل والظلم والبطش وبطرق غير مألوفة لعالم يسوده القانون وتسوده الحرية والديمقراطية وحسن التعامل مع الشعب والمواطنين.
رئيس الوزراء العراقي في الحكومة العراقية الاتحادية السيد حيدر العبادي , صرح أمس في خطابه الموجهه للشعب العراقي : أن الحرب ضد داعش قد انتهت والدواعش لن يذكرون في تاريخ العراق إلا كتنظيم إرهابي والآن يسيطر الجيش العراقي على آخر نقطة في الحدود العراقية في شمالي العراق وعلى كل أرض العراق سيطرة تامة , وحييا رئيس الوزراء العراقي كل من كانت له يد من قريب أو بعيد في صفوف الجيش والشعب لمساندة الجيش العراقي للقضاء على داعش على أرض عراقية , العراق لن يسمح للإرهاب بالعودة إلى أرضه , فقوات العراق والحشد الشعبي نفذا كل ما هو مطلوب منهما وأرض الرافدين نالت ما أرادت. هذا الخطاب لزعيم عربي السيد حيدر العبادي , أنما هو خطاب لقائد أمة عظيم سيكتب التاريخ أسمه بحروف من ذهب هذه الأمة تنوي السير قدماً نحو العلمانية والعقلانية والسلام مع دول الشرق الأوسط ودول العالم للنهوض بشعبها من حالة الدمار والخراب والفساد في شتى الأمور إلى حالة التطور والتقدم والهدوء من أجل حياة المواطن العراقي وحياة الإنسان والإنسانية لقد أثبت الرئيس العراقي وجيشه صدق النوايا والعمل في تحرير العراق والشعب العراقي من قبضة يد المنظمات الإرهابية التي قتلت وبدون رحمة أو أي سبب من الأسباب مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي المساكين العزل من السلاح على خافية عقائدية لا مكان لها في عالمنا اليوم , وتحت مقولة : " الدين لله والوطن للجميع ", لا يمكن تصنيف هذا المنظمات إلا نعتها بمنظمات إرهابية تعشق الإرهاب والقتل والسلب والنهب , أبارك للعراق والعراقيين على هذا النصر بطرد داعش من أراضيها وأتمنى لهذا الشعب العريق كما أتمنى لجميع شعوب العالم , التطور والتقدم نحو عالم النور بعيدين كل البعد عن عالم الظلم والظلمات.
قائد القوات الروسية في سوريا صرح مع نهاية الأسبوع المنصرم : الحرب ضد داعش في سوريا قد انتهت ولم يبقى أثر لداعش في سوريا والقوات تنوي العودة إلى بلادها , كما وصرح رئيس الجمهورية المصرية السيد عبد الفتاح السيسي , أن الجيش المصري سيقضي على كل أوكار داعش في شبه جزيرة سيناء والأراضي المصرية هذا التصريح بحد ذاته أوقع الرعب في صفوف داعش وتكاد لا تذكر هذه الأيام أخبار عن منظمة داعش الإرهابية في سيناء وغيرها فما صرحه الرئيس السيسي نفذه الجيش بنجاح تام.
رئيس الجمهورية العربية اليمنية صرح أن الزخم العسكري ومساندة القبائل والشعب اليمني يبشران بتحرير المواقع الواحد تلو الآخر من يد التنظيم الإرهابي الحوثي المدعوم من إيران , فحررت مناطق شاسعة في الشمال اليمني ويسود الخوف والرعب في صفوف الحوثيين وعلى ما يبد أن الرئيس والجيش تركوا تحرير صنعاء العاصمة للمرحلة النهائية لتطهير اليمن نهائياً من الحوثيين وسيأتي هذا بعد تحرير جميع المناطق داخل الحدود اليمنية وهذه خطة مباركة حيث سينقض الجيش بكامله مع كل مساندة الشعب والعون من القبائل على العاصمة صنعاء لتحريرها من يد التنظيم الإرهابي الحوثي وهذا يعطي للشعب اليمني المعنويات عالية في مراحل تحرير بلادهم من الإرهاب الحوثي , الشعب اليمني يرى النصر قريب على الحوثيين ومستعد للتضحية بكل شيء فملَّ الشعب اليمني كل مظاهر القتل والسلب والنهب والظلم والاستبداد التي مورست ضده لسنوات على يد الحوثيين.
ما زالت مجموعات صغيرة من التنظيم الإرهابي داعش تضايق الجيش في ليبيا والجزائر وأحياناً تظهر في تونس وتختفي كأنها لم تكن , هذه المجموعات خطيرة جداً لأنها تتعامل بشكل غير منتظم وهي تحت عنوان المستتر كخلية نائمة , لحين إيقاظها وهذه حنكة في التحرك والعمل وعلى كل الدول في العالم متابعة هذه الأمور كي لا يقع الشر فيها مجدداً , التنظيم الإرهابي داعش وغيره من تنظيمات إرهابية علمت أفرادها على الاستتار دون أن يعلم أحد بوجودها من حيث الشكل والتصرف والحركة فتبلعهم المجتمعات المدنية والمأهولة بالسكان كأنهم من السكان الأصليين فيها وهم يحضرون بالخفاء للكثير من الإرهاب , انكسار ونهاية التنظيم الإرهابي داعش في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من دول الشرق الأوسط يدفع بأفراده الذين بقوا على قيد الحياة ولم تضع الجيوش يدها عليهم , إلى انتحال شخصيات أخرى بوثائق مزورة للعودة من حيث أتوا من أجل الجهاد في صفوف التنظيم الإرهابي داعش , فالكثيرين من الذين انضموا لصفوف داعش جاءوا إما من الدول الأوروبية فرنسا , ألمانيا وإنجلترا وغيرها وإما من تركيا ومصر والسودان ودول شمال أفريقيا وجنوب القارة الآسيوية , ومن بقي منهم على قيد الحياة سيعود بطبيعة الحال إلى مسقط رأسه مع وثائقه الرسمية لمتابعة حياته كأن شيئاً لم يكن وعلى أرض الواقع هم الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي داعش ويشكلون الخطر الأكبر في المستقبل القريب والبعيد لسكان البلاد الأصلية التي جاءوا منها للجهاد على طريقة الإرهابيين في داعش , ولهذا يتوجب على كل السلطات في جميع دول العالم التدقيق في جوازات السفر والوثائق للعائدين من الخارج لوضع يدهم على كل من انظم للتنظيم الإرهابي داعش وغيره وتقديمهم للقضاء والمحاكمة بموجب القانون في الدولة الأم التي انبثق منها المجاهد المزعوم إلى طريق القتل والسلب والنهب والظلم والبطش في أرواح البشر والتلاعب في كرامة الإنسان وكأنه قطيع من الماعز يباع ويشترى.
يحق للإنسان في كل مكان العيش بحرية وسلام وأمان , دون ما إكراه على اعتناق دين معين أو مبادئ ومعتقدات لا يريدها , فالمواطن العادي له أهل وزوجة وأبناء وأسرته الواحدة هذه هي البداية في تأسيس المجتمعات في كل أقطار الأرض , ونحن بني البشر متشابهين ولكن معتقداتنا أحياناً تعطل في مسيرات الشعوب في التطور والارتقاء نحو المجتمع المثالي العقلاني الحضاري المتمتع بالقانون والعدل والرحمة والفكر فكم من الحروب غير العادلة أودت بحياة الكثيرين من أبناء الشعب الواحد وباءت بالفشل في أخر المطاف , المهم في هذه المرحلة القادمة على البشرية جمعاء أن نستوعب الرأي والرأي الآخر المغاير المختلف عنا كل الاختلاف في الشكل واللون والفكر والعادات والتقاليد وكذلك كما أستوعب أنا هذه الأمور كاملة عليك أنت الشخص الآخر أن تستوعب كل ما أستوعب وتَقْبَلني كما أستوعبك وأقْبَلك لتعيش إلى جانبي بتقدير واحترام دون أي مشاحنات أو حرب تؤدي لدمار المجتمعات وبيع أفراده في أسواق النخاسين والرمي لكرامة الإنسان في الهاوية وركلها بنعال بالية قديمة وكأننا نتقزز من رؤيتها , هذه هي الحرية هذه هي المساواة بين بني البشر ونحن إخوة في البشرية والإنسانية ويجب أن تسود الديمقراطية في كل أقطار الأرض دون أي تفرقة أو تمييز عنصري ولنترك كل الحروب والنزاعات على خلفية عقائدية وتطرف ديني جانباً فالتطرف الديني يفقد المؤمن إيمانه.
أخيراً وليس آخراً سأتابع الكتابة من أجل جميع أهل الأرض , دون أي تأخير ولن أتوانى عن كتابة أي شيء عما يحدث على هذه الأرض مهما حصل . . . فأنا ابنها أنا ابن العالم الواسع والكون البديع ولي مستقبل هنا وعليَّ أن أحميه من إرهاب ديني وتطرف من معتقدات فاسدة في فكر لم ينضج بعد , ولن أكونْ إلا من الواضحين الصادقين الذين يتحدثون وبصوت مرتفع في كل مكان دون خوف أو وجل , وتذكروا جميعاً وخاصة كل من يقرأ ما أدون بالحرف والقلم : النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لأعمار البلاد , ارفعوا الأقلام بدل العصي والسلاح , ارفعوا كتب المحبة والخير والتسامح والتضحية والعطاء بدل كتب الحقد والكراهية والحسد والعنف والقتل والتشرد . . . أطلقوا زناد العقل والفكر بدل زناد السلاح والرصاص والقذائف المدمرة . . . ما أجمل أن نعيش بسلام وأمان ونتغنى بلغة واحدة لغة الإنسان والإنسانية بعيدين كل البعد عن العنف على اختلاف أنواعه والسيطرة الفكرية على مضامين حياتنا . . . على خلفية الحروب في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره , تعالوا جميعنا نشجب وبشدة العنف الكلامي والجسدي والقتل المباح والمجازر على أي خلفية كانت , ففي نهاية الطريق كلنا سفراء لبلادنا كلنا سفراء للبشرية والإنسانية في كل مكان وما نقوم به أمام أبنائنا إنما نعلمهم ونعطيهم في الموروث الشعبي المبادئ والحديث والقصص التي نريد أن يحملونها في قلوبهم نحو مستقبلهم يوم يبدلوننا في حمل راياتنا , والله عز وجل على كل شيء قدير.
وسوم: العدد 757