تعقيب على فتوى

ليست كل المعارك بين الحق والباطل تكون بين كفر وإيمان ..

كانت صفين معركة بين الحق والباطل . وكذا كانت ثورة ابن الأشعث ضد الحجاج وسمي جيش ابن الأشعث جيش ( القراء ) لكثرة من فيه من العلماء . وكان منهم سعيد بن جبير الشهيد . ومنهم الشعبي الملقب أمير المؤمنين في الحديث .

حتى ( كربلاء ) واحر قلباه من كربلاء ، لم تكن بين كفر وإيمان بل كانت ...وصفّوها يا علماء الإسلام ..

وعندما قال الله تعالى (( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي )) ، وصفهم بالبغي ، ولم ينزع عنهم إيمانهم ولا إسلامهم .

إذا كنت لا تشك في توصيف أئمة الكفر ، فكيف بمن دونهم ، ممن ضُلل وخُدع أو خُيّل إليه ، أو ربما استـُكره كما استكره يوما سيدنا العباس عم رسول الله ..

مشروعية قتال فئة أو مجموعة لا تعني بالضرورة كفرها ولا تتطلب الفتوى تكفيرها. يقول المفتي بجواز القتال أو ندبه أو وجوبه ، ولا يحكم بالكفر . وهذا الذي التبس على الكثيرين ، فاندفعوا نحو التكفير ليسوّغوا القتال والقتل . قد يشرع القتل لغير الكفر ، فلا يجوز جعل التكفير عتبة لاستحلال القتال . دين المسلم أخطر من دمه مع أن أمر دمه عند الله عظيم .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ "

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 762