هل نناشد أبالسة الأرض أم ملائكة السماوات !؟.
هذا ما يحدث في غزة
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
أرجوك اقرأ حتى النهاية ، فأنت لست أمام حكاية مسلية ، ومن لم يصدق فعليه النزول إلى شوارع وأزقة غزة لكي يسمع ويرى ، أعرف أن البعض ربما يتشكك في ذلك أو لا يصدقه ، لكنني لا أنقل هنا إلا الحقيقة الكاملة كما هي ، والتي تقع تحت سمعي وبصري ، وفي النهاية الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...
1- شاب فلسطيني من قطاع غزة يعرض كليته للبيع ؛ بسبب أزمة أوضاعه المادية ، يصرف علي أسرته المكونة من 14 شخص ، له أخت مريضة وأخ يعاني من الصرع ، ولا عمل لديه ، وأعطاني رقم جواله من اجل التواص معه 0595128581
...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
2- شاب من غزة يريد أن يشتري جهاز حاسوب من صديق له ، اتفق معه على ألف شيكل " حوالي ثلاثمائة دولار " ثمنا للجهاز ، ذهب الشاب لكي يحضر المبلغ ، وفجأة انقض عليه مجموعة من الشباب من أجل قتله وسرقة الألف شيكل ، ظن المعتدون أن الشاب قد فارق الحياة ولكن مشيئة الله هي الغالبة فبلادنا مقدسة ولا يخفى عليها شيء ، فقد تم إلقاء القبض على الجناة ونقل المصاب إلى المستشفى ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
3- رأيت بعيني اليوم رجلا لا أعرفه من قبل ، يبلغ من العمر حوالي الأربعين عاما ، كان يبحث بين كومات القمامة في مكان قريب من بيتي وذلك أثناء عودتي ، وراقبته عن بُعد فإذا هو يلتقط من القمامة حذاءين صغيرين يبدو أنهما لطفلين ، اقتربت منه مبتسما وسألته بهدوء جم : هل لك عمل ؟ احمر وجه الرجل ، وحاول أن يخفي دموعه قائلا لي : حسبنا الله ونعم الوكيل ثم انصرف ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
4- بينما كنت سائرا في ميدان فلسطين ، توجَّهَت إلىَّ متسولة مُنقبة تطلب مني الصدقة ، سألتها عن حالها فقالت : زوجي مريض ، وأنا شابة في ريعان شبابي ، وعندي ثلاثة أطفال لا أجد لهم طعاما ، وزوجي لا عمل له ، فأن أطلب من الناس الصدقات خير لي من أن أبحث عن رزقي من خلال الحرام ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
5- قبل أيام كنت جالسا في حافلة وفي المقعد الخلفي ، كان في المقعد الأمامي بجانب السائق رجلا يقول للسائق : أرجوك لا تزعل مني يا صديقي ، فقد وجدت عملا لزوجتي ، رد عليه السائق قائلا العمل ليس عيبا بل هو شرف ، فقال الرجل للسائق والله إنها خرجت تتسول الناس الصدقات ، فماذا أفعل ؟ أنا لا عمل لديَّ ، ولي خمسة من الأطفال لا أتمكن من إطعامهم ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
6- شاهدت طفلة في العاشرة من عمرها تقريبا ، تأكل بقية قشر الموز من القمامة ، وبيدها الأخرى دجاجة ميتة ، أسرعت إليها ، حاولت الهرب مني ، مسكتها وقلت لها ما اسمك ولماذا تأكلين من القمامة ؟ قالت لي وهي تصرخ : لقد قال لي أبي اذهبي وابحثي بين القمامة عن طعام لنا وإياكِ أن يعرف اسمك أحد ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
7- كثر الشباب الذين يعرضون أنفسهم على المحلات من أجل العمل ولكن على غير فائدة ، وشكا لي الكثير منهم بأنهم بلا أمل ولا مستقبل ، وقد بلغوا من العمر ما بين العشرين والسابعة والعشرين عاما ، كان البؤس يسطر على صفحات وجوههم المعاناة والمرارة ... دعونا نهتف معا عاش الوطن ، وعاشت جميع قيادات الشعب الفلسطيني ، أليس شبابنا هم أملكم والدماء التي تجري في عروق تنظيماتكم كما تقولون انتم دائما !؟ ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
8- اختلفت الإحصائيات في عدد العمال العاطلين عن العمل في غزة ما بين الأربعين والتسعين ألف عاطل من فئة العمال فقط ، بالإضافة إلى عشرات ألوف الخريجين الجامعيين والذين يزداد عددهم في كل عام ، أعرف الكثير منهم يعيشون في أوضاع صعبة جدا ينتظرون مد يد العون أو الكوبونة أو أي فرصة عمل مهما كانت متواضعة ، رأيت واحدا منهم يبيع السجائر بالقرب من حديقة الجندي المجهول في منطقة الرمال من مدينة غزة ، سألته هل أنهيت دراستك ؟ قال لي إنني حاصل على اقتصاد وعلوم سياسية ، وأبيع السجائر وتطاردني الشرطة ؛ لأن بيع السجائر ممنوع ... وآخر يبيع البقدونس والجرجير والفجل حامل شهادة تمريض في سوق الزاوية في مدينة غزة ، وثالث يحمل شهادة هندسة يبيع الخضار على عربة داخل شوارع غزة ، ورابع يبيع ولاعات السجائر ونكاشات الأسنان في ميدان فلسطين ، وهكذا ... يجب أن نهتف معا عاش .. عاش .. عاش .. ومزيدا من التصفيق لهذا الزعيم أو ذاك .. ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
9- اذهبوا وشاهدوا ماذا يوجد في سوق الجمعة داخل مدينة غزة عند منطقة تُعرف بسوق اليرموك ، فمن شدة الفقر هذا يبيع جهاز تلفاز بيته ، وذاك رسيفر، وثالث ثلاجة بيته ، ورابع فراش بيته ، وخامس غاز بيته ... وهكذا ... فهل جرّب قادة الشعب الفلسطيني أن يبيعوا شيئا من بيوتهم مثل هؤلاء المسحوقين المطحونين ... ...( التعليق لكم يا أحرار فلسطين )
نشكو إلى الله ما أصاب شعبنا فهو نعم المولى ونعم النصير.