مشروع حوار في الهواء الطلق.. ممكن تسمعيني يا دكتورة حنان الفتلاوي؟!
رئيس تحرير مجلة الصوت :
سيدتي الدكتورة حنان الفتلاوي ..
بدءا ، أنا معجب بقدراتك على الدفاع عن قناعاتك بطريقة احببتها ، على الرغم من التباين في قناعاتنا السياسية والفكرية .. كما أنا معجب كثيرا باعتدادك ومشاكساتك .. احبهما جدا ، يا دكتورة .
من هنا سأحاورك بطريقتي ( البعثية ) خصما سياسيا موضوعيا لك ، فلا اتهمك ، كما يتهمك غيري ، ببعثيتك السابقة ، فهذا اتهام ساذج وغير مهم .. فكثير من القيادات البعثية انتقلت من خندق البعث إلى خندق ما بعد الغزو ، وفيهم أصدقاء لي : وزير الدفاع المقرب من زعيم حزبك المالكي ، الفريق عبد القادر محمد جاسم قضى معي 3 سنوات في خلية حزبية بعثية واحدة .. النائب السابق الأستاذ حسن العلوي كنا معا في تنظيمات شعبة المأمون للحزب .. السيد عادل السيد عبد المهدي المنتفكي كان احد قائدتنا الطلابيين في إضراب الطلبة الذي مهد لثورة 14 رمضان .. الدكتور إياد علاوي عضو قيادة شعبة في حزبنا .. والأستاذ عبد الحليم الرهيمي من تنظيمات البعث في الكاظمية المقدسة هو وصديقنا العزيز في حركة الوفاق الأستاذ ( ستار الباير ) ، وثمة حزبيون آخرون منهم الفرقاء : عبود كنبر ( احتفظ له بمقالة ممتازة في مجلة بيت الحكمة عن ام المعارك وقائدها صدام حسين ) .. علي الغراوي .. عبد الوهاب الساعدي .. وأيضا ثمة آخرون مثل : صالح المطلك .. أسامة النجيفي .. ظافر العاني .. وكثيرون تحتاج اسماؤهم الى مساحات شاسعة من صفحات وسائل التواصل !
كما لا اتهمك بأنك من عائلة بعثية ، فأنا احترم أخيك وابن عمك اللذين كانا من رفاقنا في البعث ، بل واهزأ من هكذا مواجهات لا قيمة لها عبر اتهامات ساذجة ، فكثير من العائلات العراقية ، ومنها عائلات تربطنا بها أواصر قرابة وصداقة ومصاهرات ، تحولت من خندق البعث إلى خنادق أعدائه .. وهذا من حقها .. وين المشكلة ؟
ايضا ، أربأ بنفسي أن اردد حديث ( حيدر الملا ) عن لقاء لحضرتك في عمان وهدايا وصلتك من الشيخ ( خميس الخنجر ) . فليس كل لقاء بين العراقيين يجب ان يكون مشبوها .. كما لا اتهمك بالفساد ، لأن من يجب علينا اتهامهم ومحاسبتهم أولا وقبل غيرهم ، هم الرئاسات الثلاث المتعاقبة ورؤساء الكتل وكل الوزراء منذ حكومة مجلس الحكم إلى حكومة الدكتور حيدر العبادي .
وحتما لن ( اكاومك ) باسم شعبي الذي سرقت منه الطغمة التي سلطها علينا الاحتلال ، لأني ابن عشاير وعشيرتي ( بني سعد ) حتما معروفة لحضرتك ونحن ( أخوال ) السادة ، حسنيين وحسينيين لأن أختنا ( حليمة السعدية ) هي ( ظئر ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ ارضعت جد السادة ، نبينا العظيم الذي تتاجر به وبآله ( سلام الله عليهم ) ، الشيعية السياسية وتسرق وتقمع وتخون الوطن باسمه وباسمهم ... المهم لن ( اكاومك ) كما قلت سلفا ، لأننا في العشاير لا ( نكاوم ) المرأة !
موضوع حواري لا صلة له بكل ما اسلفت .. موضوعي يتصل بمقابلة تلفزيونية لحضرتك ، اكملت مشاهدتها ، لسببين : حبي لطريقتك في الحوار والمشاكسة .. ثم لكي أقرا افكار ( نوري المالكي ) من خلال طروحات حضرتك ، لأن نوري المالكي يفتقد لهوية سياسية واضحة ، فأنت ، كما اعتقد ، من يرسم ملامح هوية سياسية له ، ذلك لأن هذا الرجل لا صلة له ، لا بالفكر ولا بالسياسة .. فهو ( مهرب ) عملة سابق .. أروي لك هنا ، أختي الدكتورة ، واقعة بالاسماء ، حدثت للمالكي في دمشق عام 1987 .. ولك الحق بالتأكد من تفاصيل ما أرويه هنا ، سواء منه شخصيا أم سواه .. كما أخولك أن تذكري له اسمي .. أما الواقعة فهي كالتالي :
ألقت الجهات الحكومية السورية عام 1987 القبض على ( مهرب العملة ) نوري المالكي ( كان يومها يحمل اسم جواد المالكي ) ، وهو متلبس ببيع ( عملة ) مهربة من مدينة ( شتورا ) اللبنانية إلى الصائغ السوري ( محمد موفق التش ) في دمشق .. وبعد القبض عليه ، قام أثنان من ( قيادة بعث العراق ) المرتبطة بقيادة السيد ( عبدالله الاحمر ) النائب الحزبي للفريق حافظ الأسد ، وهما عضوا القيادة القطرية العراقية : مهدي العبيدي ( أبو صلاح ) ومحمد عبد الطائي ( أبو يوسف ) بتوكيل المحامي السوري السيد ( إسماعيل عكلة ) الذي كان يشغل قبل عمله بالمحاماة ، منصب محافظ الحسكة ثم محافظ حمص للدفاع عن المالكي ، لكن المخابرات السورية ، بادرت سريعا ، فاطلقت سراح ( المهرب ) نوري المالكي بعد سحب ما يدينه من إضبارة القضية ، فيما اكتفت السلطات القضائية ، بالحكم على شريك المالكي ، الصائغ محمد موفق التش بسنة سجن .. وتفرغ المالكي بعدها للتهريب والتزوير بالتعاون مع صاحب السوابق ، ابن شقيقته وصهره حسين ( أبو رحاب ) ، كما تفرغ أيضا للمهام التي أوكلتها إليه مخابرات نظام الفريق حافظ الأسد في معارضة حكم البعث وصدام حسين في العراق !
يعني ، بدون أدنى مجاملة ، أنت أفضل من يستطيع توجيه المالكي سياسيا وفكريا ، ﻷنك ، وبصدق تام ، أفضل من كل الذين يحيطون به لما تمتلكينه من قدرات في الحوار والنقاش ومقارعة الحجة بالحجة ، فضلا عن عقلك المنظم وشخصيتك المؤثرة في الآخرين ، أما هو ، أي نوري المالكي ، فقد جاءت به الأقدار حاكما وهو الذي لا يستطيع أن يكون سياسيا ، كونه غبيا ومتهورا ومثقلا بمآسي أمسه المشبوه والمعقد !
نعود إلى أصل موضوع الحوار .. وهو إمعانك ومعك كثيرون من أساطين الشيعية السياسية .. وهذا ما آخذك عليه شخصيا أنت بالذات ، كونك تخطئين وأنت القارئة الجيدة للتاريخ ، عندما تهاجمين ( السعودية ) و( قادة الأحزاب الكردية ) .. ﻷن هذا الهجوم يمس موضوعيتك وموضوعية الشيعة المشاركين في حكم العراق منذ 9 نيسان من عام الفيل .. ( أقصد عام الغزو الذي أصر أنا على تسميته بهذا الاسم الذي يعبر عنه بدقة ) !
تعرفين ، يا أختي الدكتورة حنان ، أن كل قيادات المعارضة ضد البعث وصدام حسين ، مرت بالمملكة العربية السعودية ، وحصلت على أسخى الدعم منها ؟ .. تصوري ، في أول مشاركة لي في مهرجان الجنادرية في الرياض عام 2010 ، فوجئت بعلاقة وثيقة جدا بين مثقفي ( الشيعية السياسية ) الذين هيأوا للغزو وتعاونوا معه ، وبين أغلب أمراء ( آل سعود ) ، وعرفت من اولئك المثقفين أن هذه العلاقة تمتد إلى عام 1991 !!!! وكثيرا ما دعاني بعضهم ليعرفني على الأمراء وبضمنهم الملك الحالي ( سلمان بن عبد العزيز آل سعود ) الذي كان يومها أميرا على الرياض .. كما علمت أن آل سعود الذين ( تحرضين ) حضرتك عليهم الآن ، كانوا قد دفعوا مليارات الدولارات لدعم المعارضة الشيعية السياسية ( تحديدا ) ، وتمويل مشروعهم الهائل للافتراء على الرئيس صدام وأسرته وحزبه .. بل كانت أبواب ( الملك فهد ) وكل أبواب الأمراء من ( آل سعود ) ، مفتوحة على مصاريعها أمام السيد ( محمد باقر الحكيم ) وأخوته متى شاءوا زيارة السعودية .. وكان يستقبل السيد محمد باقر الحكيم في المطار ، ممثلون عن الملك فهد ، وبمعيتهم شقيق الدكتور إياد علاوي ( اعتقد اسمه صباح ) .. فيما انطلقت حركة الوفاق بأقطابها الثلاثة : ( إياد علاوي .. ( صلاح عمر العلي ) .. و( صلاح الشيخلي ) من أرض آل سعود !!
أما اﻷكراد .. وأقصد السيدين ( مام ) جلال الطالباني و( كاك ) مسعود البارزاني ، فهما من جاءا بكم إلى الحكم في العراق بعد ( تلفيقهما ) أكذوبة ( حلبجة ) .. لعلمك يا سيدتي ، أن حزب جلال الطالباني ( الاتحاد الوطني ) هو الذي أشاع بأن الجيش العراقي أطلق غازات سامة وأسلحة كيمياوية في حلبجة ، فتراكض الناس ذعرا ، وعندها أغلقت عناصر الاتحاد الوطني ، بأمر مباشر من جلال الطالباني كل المعابر ، فتدافع الناس ، خاصة النساء والأطفال ، فمات الكثير منهم إختناقا .. وعندما سئل الطالباني عن سبب إغلاقه المعابر والتسبب في موت أولئك الأبرياء ؟ .. قال لسائليه بطريقته الإستفهامية : كيف تريدون مني أن أحرض الأميركان على صدام لإسقاطه ، إن لم أضع صور هؤلاء الضحايا أمامهم واتهم صدام ونظامه وجيشه بالضربة الكيمياوية ؟
اسمحي لي هنا بمداخلة عابرة لحضرتك دكتورة حنان ، وأقسم بكل مقدساتي على صحة ما سأقوله لك هنا : كنت خلال ما أشيع عن الضربة الكيمياوية يومها في قاطع حلبجة ضمن لواء المغاوير الأول الخاص ، نمسك بالساتر الذي يفصلنا عن الإيرانيين ، فلم تحدث أية ضربة كيمياوية ، لا منا ولا من الإيرانيين ، بدليل لم تصدر إلينا أوامر بارتداء أقنعة الوقاية من الضربات الكيمياوية !
ليس هذا وحده هو فضل الأحزاب الكردية في المساهمة بإسقاط نظامنا ورئيسنا صدام والمجىء بكم حكاما .. فكل قادة ( الشيعية السياسية ) ، كانوا يتحركون ضد البعث ونظامه بكل راحتهم من أرض كردستان وحدودها مع إيران .. وقد ردت ( الشيعية السياسية ) الفضل لهم بإدراج المادة ( اعتقد رقمها 140 أو 40 ) في الدستور .. اسالي الشيخ همام حمودي ، كيف أصر أساطين ( الشيعية السياسية ) على إدراج تلك المادة سيئة الصيت والسمعة والتي كنت الوحيدة التي رفضت تطبيقها ، وكادوا يقتلونك بسبب ذلك الرفض الشجاع !
وأخيرا ، أروري لك كيف كانت ( الشيعية السياسية ) تتخذ منهج الأحزاب الكردية قدوة لها في السياسة والحكم .. ففي لقاء ضمني مع السيد ( عمار الحكيم ) بحضور السيد ( هادي العامري ) .. يمكنك التأكد منهما شخصيا .. قلت للسيد عمار : ساحكي معك من منطلق حصتي .. كون أمي شيعية .. كيف تطرحون مشروع اقليم شيعي وأنتم تعتبرون الشيعة هم الأكثرية ، ومشروع الاقاليم في العادة هو مشروع الأقلية .. فأين سيذهب ( شيعة ) صلاح الدين وبغداد وكركوك وديالى ؟ .. ثم أشرت إلى السيد هادي العامري ، وقلت : يعرف ( أبو حسن ) أن الشيعة كثيرون في ديالى ، وأبو حسن من مدينة أمي وأبي ( ديالى ) ، فلماذا التفريط بهم ؟
رد علي السيد عمار الحكيم بالحرف ، وقال : يا أبا البعث ، نحن عندما حضرنا للعراق لم يكن عندنا أي مشروع ، فوجدنا أمامنا المشروع الكردي ، فحاولنا الأخذ به !
تصوري ، يا دكتورة ههههه !!!!!
وأخيرا .. شكرا لسعة صدرك ، وأنت حتما ستقرأين كل ما كتبته بتأن .. مع التقدير !
وسوم: العدد 769