إدوارد سعيد يحطم نظريات برنارد لويس والاستشراق
في 19 أيار سنة 2018 توفي المستشرق برنارد لويس.
ولد لويس في لندن سنة 1916م لعائلة يهودية.
في الخمسينيات من القرن الماضي بدأ نجمه يسطع بين المستشرقين.
في سنة 1974 رحل إلى أمريكا حيث درّس في جامعة برنستون. حصل على الجنسية الأمريكية سنة 1982.
تخصص برنارد لويس في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الغرب والشرق، وله ثلاثون كتابًا وعشرات المقالات. تشتهر أعماله خصوصًا حول تاريخ الدولة العثمانية. عرف عنه تأييده لإسرائيل وعداؤه للفلسطينيين، ولذا حظرت الدول العربية عليه الدخول إلى أراضيها.
برنارد لويس هو أحد أهم علماء الاستشراق الغربيين. وكان صناع السياسة من المحافظين الجدد مثل جورج دبليو بوش ورؤساء حكومات إسرائيل يسعون إلى الحصول على استشارته.
أما إدوارد سعيد فهو أمريكي من أصل فلسطيني ولد في القدس عام 1935 وتوفي في 25 أيلول 2003 . عمل استاذًا للأدب في جامعة كولومبيا.
سعى سعيد إلى تفكيك ما أطلق عليه اسم "الدراسات الاستشراقية" في كتاب له نشره في عام 1978 بعنوان "الاستشراق". وقد شكك إدوارد في مصداقية المستشرقين في دراسة الشرق الأوسط والإسلام بخاصة برنارد لويس الذي اتهمه بالانحياز ونظرة الاستعلاء وخدمة الاستعمار الغربي. وقال عنه: " لم تطأ قدم برنارد لويس الشرق الأوسط والعالم العربي لمدة أربعين عامًا. يخبرونني أنه يعلم أشياء عن تركيا ولا يعلم شيئًا أبدًا عن العالم العربي. وهو يعامل الإسلام بصفته كيانًا ووحدة واحدة متناغمة دون حد أدنى من التعددية والديناميكيات الداخلية لهذا الدين وتعقيداته التاريخية". كما واتهمه بالغوغائية والجهل الصريح.
وعن الاستشراق في أوروبا يقول إدوارد سعيد: هو "تحيز مستمر وماكر من دول مركز أوروبا تجاه الشعوب العربية والإسلامية". وهو غير حيادي، ولا يتوخى الموضوعية، ومليء بالآراء المسبقة. أن البعثة العلمية التي جلبها نابليون إلى مصر عام 1798 كان هدفها استعمار مصر والشرق، وليس خدمة الشعب المصري.
وجه إدوارد سعيد ضربة قاصمة إلى نظريات برنارد لويس والمستشرقين.
ترجم كتابه "الاستشراق " إلى 36 لغة، وأثار ضجة علمية وإعلامية كبيرة.
في أعقاب ذلك جرى تحول جذري في مجال دراسة الشرق، حيث سيطر عليها فريق يسمى" ما بعد الاستعمار" .
من الجدير بالذكر أن نظرية صراع الحضارات بين الإسلام والغرب التي رفع شعارها برنارد لويس بدأت في الانحسار تدريجيًا.
في سنة 2012 صرح برنارد قائلاً: " أنا في نظر البعض عبقري زماني، وفي نظر القسم الآخر أنا الشيطان في أوجه".
وسوم: العدد 775