النازحون السوريون في لبنان عشية عيد الفطر
مركز أمية للبحوث و الدراسات الإستراتيجية
يعاني السوريون في لبنان من أوضاع تزداد صعوبة؛ معيشياً وقانونياً وسياسياً. عشية عيد الفطر اجتاح سيل جارف يصل ارتفاعه لأمتار عدة بلدة رأس بعلبك البقاعية (13/6/2018)، بسبب أمطار غزيرة تساقطت هناك. فاض السيل عن المجرى المخصّص له ودخل المنازل المجاورة ومخيمات اللاجئين السوريين في البقاع الشمالي، حيث نقلت الجمعيات الأهلية المشردين من خيامهم عبر الجرافات بعد انقطاع الطرقات والممرات لشدة السيول. ما أصاب السوريين جراء السيل ليس إلا عينة بسيطة مما يصيبهم بفعل الطبيعة وغياب الدولة الراعية، والمجتمعات الحاضنة.
إن معاناة السوريين في لبنان ليست محصورة بالكوارث الطبيعية، ولربما كانت الأقل سوءاً، فالاضطهاد السياسي هو الأهم، حيث تعمل القوى المتحالفة مع النظام السوري في لبنان؛ سواء الشيعية أو المسيحية على الضغط على السوريين للقبول بالعودة إلى بلادهم في ظل الوضع السياسي الذي دفعهم للفرار منه، ويقود هذه الحملة حالياً وزير الخارجية جبران باسيل ( رئيس التيار العوني حليف “حزب الله”)، وهو يضغط على الأمم المتحدة، لأنها لا تعمل وفق سياسته في الضغط على النازحين للعودة؛ إلى حضن النظام في دمشق. (اعتبر أن طرح ممثلي المفوضية أسئلة على النازحين الراغبين بالعودة لرفع المسؤولية عنها تخويفا وإعاقة لعودة النازحين).
مشكلة السوريين في لبنان معقدة؛ عودتهم إلى بلادهم غير آمنة، وبقاؤهم في لبنان غير مرحب به، وأنصار النظام السوري في لبنان يضيقون عليهم الخناق، والحسابات الطائفية تزيد من النزعة العنصرية، والمطلوب ضغط دولي لحماية السوريين سياسيا في بقائهم المؤقت في لبنان، ودعمهم إغاثيا لضمان عيشهم الكريم لحين العودة المرتقبة.
وسوم: العدد 777