ثوّار سورية ، الساسة والعسكر: ماهكذا ، ياسعدُ ، تورَدُ الإبِلْ !
كان لمالك ، وأخيه سعد ، إبلٌ ، يُوردانها ، معاً ، وكان مالك ، أمهَرَ، من سعد، في هذا الأمر..
وقد تزوّج مالك ، يوماً ما ، وقعد في بيته ، عند عروسه ، تاركاً مهمّة إيراد الإبل ، لأخيه سعد..
قام سعد بالمهمّة ، لكنّ خبرتَه ، لم تكن كافية ؛ فكان يُورد الإبلَ ، وهو مشتمِل بثوبهِ ، أيْ : أدارَثوبَه ، على جسده ، كله ، حتى لا تخرج منه يدُه ! وكانت الإبل ، تتفلّت منه ، وتجوس في الحقول المحيطة بها..
فقال سعد ، مرتجزاً ، بصوت مرتفع ، ليُسمِع أخاه :
فلمّا سمعت عروس مالك ، الكلام ، سألت زوجها : ألا تُجيبُه ؟
فقال : وبمَ أجيبُه ؟
فقال مالك هذا ، وذهبت قولته مَثلاً ، لكلّ مَن يَتصدّى لعمل ، وهو غيرُ مُهيّأ ، له !
ومن حق كل مواطن سوري أن يسأل قادة الثورة السورية ، الساسة منهم ، والعسكر..
وسؤال الساسة ، هو: هل تتوقّعون ، أن اللهاث ، خلف المؤتمرات ، والخضوع للارتباطات الخارجية ، والتنافس على نسب التمثيل ، في الهيئات والتكتّلات .. هل تتوقعون ، أنّ هذا ، كله، يُنجح ثورة ، أو ييسّر لها ، سبُل الوصول ، إلى أهدافها !؟
وسؤال العسكر ، هو : هل تعتقدون ، أن الشَرذمَة ، وخوض المعارك ، الخاصّة بكلّ فصيل ، منكم ، وعدم التعاون والتنسيق ، فيما بينكم .. هل تعتقدون ، أن هذا ، كلّه ، يحقّق لكم ، هدفاً عسكرياً ، على مستوى البلاد ، ويكسر شوكة عدوّكم ، الذي ينفرد ، بكلّ مجموعة ، منكم ، فيقتل منها مَن يَقتل، ويشرّد الباقين، مع حاضنتهم الشعبية ، في كلّ مكان، في داخل البلاد، وخارجها ؟
وسوم: العدد 780