ما نموذج الحكم الممكن، لسورية، اليوم!
ما نموذج الحكم الممكن، الذي في ذهنك لسورية ، اليوم : ديموقراطي ، حكم مستبدّ عادل .. أم نموذج حكم مميّز، مطبّق ، اليوم ؟
قوى الشعب السوري ، العاملة على الأرض : السياسية والعسكرية والإعلامية .. بينها خلاف شديد ، وتباين في الآراء ، كبير، حول شكل الدولة السورية ، وهويّتها .. بعد تحريرها ، من عصابات بشار الأسد ، والمحتلّين الروس ، والرافضة ، وغيرهم !
ففي حين يُصرّ ، بعض حملة الرايات الإسلامية ، على أن تكون الدولة إسلامية ، تخضع لنظام حكم إسلامي ، ويحتجّون ، على غيرهم ، بأن الأكثرية الساحقة ، من أبناء الشعب السوري ، هي مسلمة ، ومن حقّها أن تُحكَم ، بنظام ، منبثق عن دينها ، ملتزم بأحكامه وتشريعاته .. كما يحتجّون ، بما فعلته الأنظمة العلمانية ، بسورية ، من سوء وخراب ودمار، منذ استقلالها ، عن فرنسا ، حتى اليوم ، وأنّ وصول السلطة ، في سورية ، إلى أيدي الأسرة الأسدية ، هو نتيجة تفريط الحكّام ، الذين سبقوا الأسرة الفاسدة ، في حكم سورية ..
نقول : في حين يصرّ بعض الإسلاميين ، على أن تكون هويّة الدولة ، إسلامية ، بعد تحريرها من أسرة الأسد ، والاحتلالين الروسي والرافضي .. نجد قوى أخرى ، كثيرة ، تتبنّى شعار:مَدنية الدولة ! كما نرى عناصر، عدّة ، تنادي بعلمانية الدولة ! وآخرين يُلحّون ، على فيدرالية الدولة ، كما يلحّ غيرهم ، على مركزية الدولة !
الحركات الإسلامية ، التي تصرّ، على شعار: إسلامية الدولة ، هي ، وحدَها ، التي تستثير، خوف القوى الغربية ، وتوجّسها ؛ فتحتشد هذه القوى ، من سائر أقطار أوروبّا : الغربية والشرقية ، لمحاربة هذه العناصر، بتهمة : الإرهاب !
والعناصر الإسلامية ، التي تصرّ، على الشعار الإسلامي ، تنحصر، في فصيلين اثنين ، هما: داعش ، وجبهة تحرير الشام ، التي كانت تسمّى : جبهة النصرة ! وبين الفصيلين ، صراعٌ دامٍ شرس ! فجبهة النصرة (تحرير الشام) ، ترى ، في الدواعش ، خوارج ، وتتّهمهم ، بأنهم صناعة معادية للأمّة ، موظفة ، لخدمة أهداف مختلفة ، من أهمّها : التذرّع ، بمحاربة الإرهاب، واحتلالُ سورية ، وتدميرُ مدنها ، وقتلُ أهلها ، وتهجيرهم ، تحت هذا الهدف ! ويبدو أن ماتفعله داعش ، تحت سمع العالم وبصره ، يدينها ، بأكثر التهم الموجّهة إليها ، وأخطرها .. قبل أن تدينها أقوال الآخرين !
أمّا حركة تحرير الشام ، فغير متهمة ، بما تتهم به داعش ، من إجرام وحشي ، وتبعية للأجهزة المختلفة ؛ بيد أنّ اجتهاداتها المتشدّدة ، تمنح الآخرين ، الذرائع ، التي يبحثون عنها ، لضرب الأكثرية الساحقة ، من شعب سورية ، وتدمير مدنه ! وهذه الذريعة ،لايمكن نزعها ، من أيدي المتربّصين ، إلاّ باندماج الحركة ، في الحركات السورية المقاتلة ،غير المصنفة ، بأنها إرهابية، ودون أن تخسر شيئاً ! فإذا كانت ، هي ، تقاتل في سبيل الله ، فالفصائل الأخرى ، لاتقاتل في سبيل الشيطان ! وباب سدّ الذرائع ، من الأبواب المعتبرة ، في أصول الفقه الإسلامي ، وقد وردت له شواهد ، من القرآن الكريم ، والسنّة النبويّة المشرّفة !
والشعب السوري ، كلّه ، واقع ، اليوم ، في قلب دائرة الفتنة ، التي تدَع الحليمَ حيران !
وسوم: العدد 784