بالضغط والإصرار، صارت مأساة خاشقجي عالمية .. فمن لضحايا سورية !؟
العالَم ، كلّه ، مشغول ، بمأساة جمال خاشقجي ..!
كلٌّ مشغولٌ بها ، لأسبابه : السياسية ، والاقتصادية ، والإنسانية ..!
في كلّ دولة آراء شتّى ، مبنيّة ، على حسابات شتّى : منها الفردي ، ومنها الجماعي .. منها القائم على مصالح شخصية أو حزبية ، ومنها المنبثق من مصالح عامّة !
فهل خاشقجي - على نُبله ، وحماسته للتضحية بوقته وجهده .. ثمّ بحياته - هل هو أهمّ ، من مئات الألوف ، بل الملايين ، من السوريين ، الذين لم يعد يكترث ، بهم ، أحد !؟
وإذا كان ساسة الغرب ، ينطلقون ، من مصالح : لهم ، ولأحزابهم ، ولدولهم .. فأين الساسة المسلمون ، بل إين الساسة الإسلاميون !؟
ثمّ : أين الساسة العرب ، غير المرتبطين بمصالح الآخرين ، والتابعين لهؤلاء الآخرين ، في: سياستهم ، وإعلامهم ، وثقافتهم ، وأخلاقهم ..!؟ والأهمّ ، من كلّ ماسلف : أين الساسة السوريون ؛ لا مِن مآسي شعبهم ، التي يعيشونها ، يوماً بيوم ، وساعة بساعة.. بل: أين هم، مِن حََمل هذه المآسي ، إلى الإعلام الدولي ، وإلى الرأي العامّ الدولي !؟
أين القيادات السياسية ، في الائتلاف ، وغيره ، من هيئات: سياسية ، وثقافية ، وإعلامية!؟
أين رجال القضاء والقانون : أفراداً ، وهيئات .. !؟
أين الصحفيون ، والإعلاميون ، والمفكّرون .. والكتّاب في وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، وغيرها !؟
قد يقول قائل ، من أيّة فئة ، من الفئات المذكورة : نحن ، قد فعلنا ، كلّ مانستطيع ، ولا بكلّف الله نفساً ، إلاّ وسعَها !
وقد يقول آخر: بُحّت أصواتنا .. لكن : لاحياةَ لمَن تُنادي !
وقد يقول ثالث : القضية السورية شائكة ، ومزمنة ، ومعقّدة ، لا تُفلح فيها الكلمات ، ولا يُجدي فيها رفعُ الأصوات ، ولا تعليق اللافتات !
وقد يقول رابع : إن الضجيج الإعلامي ، حول مأساة الشعب السوري ، متواصل ، لاينقطع، ليلاً ، أونهاراً .. لكن هذا الضجيج ، يحتاج ، إلى رافعات قويّة : سياسية ، وإعلامية ؛ لتوصله ، إلى أسماع العالم ، وأبصاره !
وهنا ، يُطرح السؤال التقليدي ، المكرور: هل فَقد الناسُ ، كلُّ الناس ، إنسانيتهم ؟ والمقصود بالناس ، هنا ، أصحاب الأوزان : السياسية ، والإعلامية ، والثقافية ، والمالية .. في العالم!
أمّا كيف يَحكّ الشعب السوري ، ظهرَه ، بنفسه ، فهذه مهمّة النُخَب ، التي تصدّرت قيادة هذا الشعب ! وأمّا إسناد الظهر، فلا نعرف مؤمناً بالله ، لايعلم ، إلى أيّة قوّة ، يُسند ظهره ، في حالات الأمن والرخاء .. ومن باب أولى ، في حالات الكرب والضيق !
وسبحان القائل : بل الإنسانُ على نفسهِ بَصيرةٌ * ولوْ ألقَى مَعاذيرَه .
وسوم: العدد 795