سوريات في سجون الأسد
زمان الوصل - خاص
أميرة تروي قصة اعتقالها: فتشوا النساء عاريات وفرموا "الجثث" بـ"الحلزونة" وقطعوا أعضاء السجناء أمامنا
انتقلت "أميرة" وصاحبات سجنها بين 10 فروع أمنية
السجان: "شو أسمك؟"
السجينة: "ريمة من (عائلة موالية للنظام)"!
السجان: "خـــــــ..(كلمة بذيئة) عليك وعلى أهلك !"
السجينة وهي تتلوى من الألم: بطني ..بطني.. آه!
السجان لزميلاتها السجينات: "شيلوها بالبطانية وزتوها (ارموها) خارج الزنزانة".
أثار هذا الحوار بين السجان والسجينة استغرابا شديدا لدى المعتقلة "أميرة فؤاد طيار" (44عاما) وزميلاتها المعتقلات في الفرع (215)، فحاولن الاستفسار من "ريمة ..." عن سبب اعتقالها وهي من عائلة موالية "حتى العظم"، فعاجلنها بالأسئلة فور عودتها من العلاج، فتلخصت الأسئلة الحائرة بسؤال واحد، لماذا انت معتقلة رغم أنك تحملين اسم عائلة "جلادين"؟ فجاء الجواب: كنت أعطي الثوار سلاحا وأساعد الجنود على الانشقاق!
عبرت المعتقل السابقة "أميرة طيار" خلال سردها لما قاسته داخل سجون الأسد عن استغرابها الشديد من وجود هذه الفتاة في "قاووش" المعتقلات، حيث انضمت إليهن بعد رحلة طويلة بين الأفرع الأمنية بدأت منذ اعتقالها على يد عناصر "أمن الدولة" بمدينة حماة المدينة، لأنها حولت منزلها لمستشفى ميداني يستقبل جرحى المتظاهرين ثم الثوار بعد ذلك.
تقول المعتقلة، وهي متطوعة سابقة لدى "الهلال الأحمر" إن عناصر أمن الدولة أحرقوا منزلها، ثم لاحقوها قبل أن يعتقلوها يوم اعتقلت 22 تشرين أول/أكتوبر/2014 في بيت أهلها بحي "البعث"، فقضت 10 أيام في الفرع سألها خلالها محقق يدعى "فراس دنيا" عن أسماء القياديين من الثوار، لكن جوابها دائما: "لا أعرف".
بعد انقضاء هذه الفترة، جاءت والدة "أميرة" إلى باب المحكمة منتظرة خروج ابنتها، لكن عناصر "الأمن العسكري" حالوا دونهما مجددا ثم قيدوها (أميرة) ونقلوها ببراد لحمة، ولم تفلح تبريراتهم ووعودهم بإخراج "أميرة" بعد استكمال التحقيقات خلال يومين بمنع انهيار أعصاب الوالدة وسقوطها على الأرض.
بينها وبين نفسها كانت السيد "أميرة" تخشى أن تطول مدة اعتقالها، وكان ذلك حقا فاستطال اليومان إلى شهر كامل في داخل غرفة "مرحاض" صغيرة بفرع "الأمن العسكري" في حماة، وكانت الأسئلة تشتمل على التهمة الجاهزة، لماذا أصبحت مسلحة؟ لماذا تعاونت مع الإرهابيين؟
لم يغب التعذيب والتهديد والإهانة وعلى رأسها الاحتجاز بغرف "المرحاض" (التواليت) الصغيرة طوال شهر، حتى وصلت 5 فتيات معتقلات ليشاركنها الغرفة الضيقة أصلاً، ثم نقلن جميعا إلى فرع "الأمن الجنائي"، ثم الشرطة العسكرية بحماة، فالشرطة العسكرية بحمص وسجني "البالونة" و"الرباعية" بحمص قبل نقلهن إلى العاصمة دمشق.
في العاصمة، انتقلت "أميرة" وصاحبات سجنها بين 10 فروع أمنية بداية من فرع الـ(215) و(227)، و(229) والمخابرات الجوية، فمطار المزة العسكري ثم فرع (555) إلى أن استقر بهن الحال في فرع (235)، وفي كل مكان كانت الأسئلة والتهم ذاتها توجه لأميرة وزميلاتها المعتقلات لماذا ساعدت الإرهابيين؟ ما تفعلونه غير صحيح! أنت إرهابي!
*6 نساء من عائلة واحدة
في زنزانة طولها 3م وعرضها 2م تقريبا تحوي 60 معتقلة، لا تستطيع الواحدة منهن الجلوس على بلاطة واحدة، ويقضين النهار والليل قياما وقعودا في النوم الاستيقاظ، بينهن مسنة تبلغ من العمر 85 عاما تقبع هناك مع ابنتها و4 من زوجات أولادها.
المعتقلة المسنة مع ابنتها و"كناتها"، شاركن أميرة وزميلاتها "القاووش" (زنزانة) بعد أن وجهت لهن أفرع النظام الأمنية تهمة قتل ضابط في قوات النظام بعد ضربه على رأسه حتى الموت.
تؤكد "أميرة" أن هذه التهمة، جعلت جميع نساء عائلة هذه الامرأة المسنة يحتجزن مع نساء أخريات كبيرات بالسن لا يتسنى لهن مد أرجلهن خلال النوم، فينمن جالسات، فيما لا يسمح لهن بشرب الماء أو الذهاب إلى الحمام سوى مرة واحدة خلال 24 ساعة.
وانتشر بين السجينات مرض الجرب والقمل بسبب ندرة المياه وعدم السماح لهن باستخدامه والذهاب للحمامات إلّا نادرا ولدقائق معدودة.
*عراة للتفتيش
تقول المعتقلة السابقة إن المعتقلات يشهدن تعذيب الرجال على يد الجلادين والسجانين، فكن يشهدن حالات إخصاء متعمدة وقطع العضو الذكري للشباب أمام أعينهن تنتهي بموت المعتقل بشكل مباشر.
هذا عدا عن الآلة "الحلزونة"، التي تستخدمها فروع النظام الأمنية لفرم المعتقلين كنوع من التعذيب لهم ولمن يشاركونهم السجن، فحين شاهدت "أميرة" فرم أحد المعتقلين أمامها بهذه الأداة لم تصدق ذلك، لكن المشهد حفر بمخيلتها إلى الأبد.
رغم ذلك، فأحد أصعب المواقف للنساء المعتقلات خاصة بسجن الفرع 215، وهو مكان الحوار بين السجان و"ريمة"، هو إشراف السجانين الرجال على تفتيش المعتقلات بعد أمرهن بنزع ملابسهن بشكل كامل، تصف أميرة هذا الموقف بقولها: "فور دخولي قال لي السجان اقلعي ملابسك كلها للتفتيش، خشية وجود شرائح هاتف ضمن الملابس"، حسب زعمهم.
أضافت: "عندما رأيت البنات أمامي يخلعن ملابسهن، أغمي علي وسقطت أرضاً ثم أجبرت على الخضوع للتفتيش على طريقتهم بعد أن صحيت من الإغماء.
تردد "أميرة" دائما: "لم أتخيل طيلة أيام حياتي أن يطلب مني خلع ملابسي كاملة أمام السجانين بحجة التفتيش".
وسوم: العدد 797