الصراع : أهو مع الأمّة ، أم هو عليها ، ولأجلها ؟
زعم الحمقى- قديما وحديثاً- أنهم هبّوا ، يصارعون الطغاة ، والمستبدّين ، والظالمين .. دفاعاً ، عن الأمّة : عن عقيدتها ، وعن أعراضها ، وعن أموالها ..!
ثم استجرّهم هؤلاء الظلمة ، والطغاة ، والمستبدّون .. إلى الصراع ، مع الأمّة ، ذاتها.. وسخّروهم ، ليخوضوا الصراع ، في الجانب الآخر؛ ليحقّق الطغاة الظَلمة ، مكسباً ، أو مكسبين : يَخضدون شوكة الأمّة ، بأيتدي هؤلاء الحمقى ، أو يسلّطون قوى الأمّة عليهم ، لتكسر شوكتهم .. ويظلّ الطغاة الظلمة ، في نظر الناس ، أبرياء أنقياء ، حريصين : على الأمّة ، وعلى أبنائها ، ودمائها ، وأعراضها ، وأموالها .. من ناحية ، ومن ناحية ثانية : يُظهرون الحرص،على الشباب الطائش ، المغرّر به ، ويطلبون منه ، بمنتهى الرقّة والحنان، العودة ، إلى حضن الوطن ؛ أيْ : إلى حضن الحاكم ، المستبدّ ، الطاغية ، المجرم ! ومَن يرفض العودة ، إلى حضن الوطن ، فهو: مجرم ، مخرّب ، عدوّ للوطن ، عميل لأعدائه، المتربّصين به..وهو؛ بالتالي ، مستباح الدم ؛ لأنه ، هو، مَن وضَع نفسَه ، في موضع العدوّ، لوطنه وشعبه !
ومِن الطريف : أن الحكّام المستبدّين ، باتوا ، في العصر الحاضر، يصنعون هؤلاء الأعداء، من الشباب ، صناعة ، في السجون ، وعبر العلماء المزيّفين ، المرتبطين بأجهزة المخابرات، الذين يُظهرون أنفسَهم ، أنهم ضدّ الحكم الفاسد ، وأنهم يناضلون ، للتخلّص منه ، وأن أفضلَ وسيلة ، لاقتلاعه ، هي : مقاومته ، بالجديد والنار! لكن ، يجب ، قبلَ ذلك ، التخلّص ، من بعض الناس ، الذين يشكّلون خطراً ، على الثورة ، وهم فئات كثيرة ، بعضُها مرتدّ عن دينه، وبعضها يتعامل ، مع القوى الصليبية المعادية !
وسوم: العدد 801