الروافض : رفضوا ديننا ، والدواعش : كفّرونا ! فأين المُرَبّون ، في أمّتنا !؟

الروافض : رفضوا ديننا ، كله ، وكفّروا صحابة نبيّنا ، واتّهموا إحدى أمّهاتنا ؛ أمّهات المؤمنين ، تهمة برّأها الله منها ، في كتابة الكريم ! وما تركوا أمّة معادية للإسلام ، إلاّ ناصروها ، ضدّ أمّة الإسلام ! وهم ، اليوم ، يحشدون ، لقتالنا ، سفلة العالم وشذّاذه ، من معتنقي دين الرفض ، من أصقاع الأرض ، لقتال المسلمين ، في سورية ، وغيرها ، بحجج شتّى ، وذرائع مختلفة ، من أبرزها : حجّة المحافظة ، على مراقد آل بيت النبيّ !

والغريب ، الذي لابدّ ، من التنبيه إليه ، بقوّة ، هنا ، أن هؤلاء الروافض ، لا يحشدون ، لقتال المسلمين ، رجالاً صالحين ، من ذوي الأخلاق السامية ، والنفوس الطيّبة الكريمة ، بل هم لايبالون ، أصلاً ، بهذه الصفات ؛ إذ يكفي ، أن يكون الشخص ، رافضيّ العقيدة ، حتّى يكون : تقيّاً ، صالحاً ، كريماً ، موثوقاً بدينه وخلقه وأمانته ، في نظرهم ! فهذه الصفات ، كلّها ، مرتبطة بعقيدة الرفض ، ذاتها : إذا وُجدت ، وُجدت ، معها ، الصفات السامية ، كلّها، حُكماً ! وإن كانت مفقودة ، لدى الشخص ، أو كان لايعرفها ، ولا يهتمّ بها ! وإنْ فُقدت – أيْ: عقيدة الرفض - فلا قيمة ، لأيّ خلق ، مهما كان سامياً ، أو نبيلاً !  

والخوارج : داعش ونظيراتها ، كفّروا المسلمين ، عامّة ، وفي مقدّمتهم : العلماء ، المخالفون لفكرهم المسطّح الساذج ، وصنّفوهم : بأنهم مرتدّون ، عن الإسلام ، وعدّوا قتالهم ، أَولى ، من قتال الكفّار الأصليين ! وقد تداعى هؤلاء الخوارج ، من شتّى الأقطار ، ليقاتلوا المسلمين، تحت راية هذه العقيدة ، الفاسدة الضالّة ، حتى لو كان آباء هؤلاء ( المجاهدين!) المجتلَبين ، من أنحاء الأرض ، أشدّ جهلاً ، بالإسلام واحكامه ، وأشدّ ضلالاً ، من جهلة المسلمين ، الذين يحاربونهم ، في الشام ، وغيرها !  

فأين المُربّون الصادقون المخلصون : ليعلّموا الصادقين ، من المقاتلين ، في الشام ، الحلال والحرام ، ويحترموا بطولات الأبطال ، منهم ، ويبيّنوا لهم ، أنواع الطاعات الواجب أداؤها، وأنواع المعاصي الواجب اجتنابها .. ويأخذوهم بالحزم حيناً ، وباللين حيناً ، ولا ينبذوهم ، أو يَهجروهم ، ولا يعنفوا عليهم ، في عقوبات لايعرفون أسبابها ؛ إذ لايعلم الكثيرون ، ممّن يرتكبون بعض المعاصي ، أنها معاصٍ ، وربّما عدّها بعضُهم ، أنواعاً من البطولات : كاقتحام البيوت ، ونهب الأموال ، ونحو ذلك !

والمهمّ ، في هذا ، كلّه ، أن عصاة المسلمين ، قد يحقّقون ، للثورة ، مكاسب كبيرة ! وهم منتمون ، إلى هذه الأمّة ، في كلّ الأحوال ، شاءت الأمّة ، أم أبت ، ورَغب هؤلاء ، أم رَغِموا ! هم من الأمّة : ولاء وانتماء ، أو انتماء ، وحسب ! فسادُهم يُضعف الأمّة، وصلاحهم يقوّيها ! والمَثلُ يقول : يدُك منك ، وإن كانت شلاّء !

وقد كان أبومجن الثقفي ، من فرسان المسلمين ، وكان مبتلى بشرب الخمر ، فشربها ، في حرب القادسية ، فحبسه قائد الجيش ، سعد بن أبي وقاص ، فاستعطف سلمى ، زوج سعد ، أن تطلق سراحه ، وتعيره فرس سعد ، ففعلت ! وانطلق ، كالإعصار، يقاتل أعداء الإسلام، وسعد ينظر، من أعلى السور، لأنه مصاب بالدمامل .. فتعجّب ، من بطولة الفارس ، وبلائه، في الفتك بالأعداء ! فقال : لولا أن أبامحجن في السجبن ، والبلقاء في مربطها ، لقلت : إن الضَبر ضبرُ البلقاء ، والطعنَ طعنُ أبي محجن ! وحين حلّ المساء ، عاد أبو محجن ، إلى محبسه ، وأعاد البلقاء إلى مكانها !

وكان قادة جيوش المسلمين ، قد جمّدوا الحدود ، في الحروب ؛ كيلا يخسروا بطولات المقاتلين : بوهن عزائمهم ، أو بانحيازهم إلى الأعداء !

وقد قال سعد ، حين عرف قصّة أبي محجن : والله لاأحدّك ، أبداً ! فقال أبو محجن : كنت أشرب الخمر ، فتطهّرني بالحدّ ، أما وقد قلتَ ماقلتَ ، فوالله لا أشربها ، أبداً !

فلينظر المربّون ، كيف يعاملون رجال الأمة : الصالحين منهم والعصاة .. وليتبصّروا ، فيما يُضعف الأمّة ، وفيما يقوّيها ! وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً .

وسوم: العدد 801