الشيوعي يفقد المرونة ويكشف نفسه مبكراً لجهاز الامن

افتقد الحزب الشيوعي السوداني الخفه و الحركة والمرونة التى كانت من سماته ومميزاته، وكشف نفسه مبكراً لجهاز أمن الطاغية بصورة سريعة جدا وملفته للانتباه ، عبر واجهته التي كونها تحت مسمى "تجمع المهنيين السودانيين" والذي دار غموض في بداية الامر حول قيادته بعد تسييرها اول موكب نحو القصر الجمهوري ، لم تكن قيادة الشيوعي حكيمة وهي تظهر في الاعلام وترفض انضمام الاحزاب التي انسلخت مؤخرا عن النظام ، ولو تحلى الشيوعي بالصبر والمعقولية واستقبل الاحزاب المنسلخة بشيء من الغفران والترحيب لكان افضل للثورة والثوار ولكنه ارد ان يستأثر وحده بالثمار  فلم يجني غير الخذلان ، تراجعت الثورة وتراجعت حدة المظاهرات بشكل لافت وملحوظ واصبح صخبها موجود فقط عبر صفحات الميديا بشعار خاوي وترديد ممل يتزيل كل منشور حتى فقد معناه وهدفه واعني بهذا شعار " تسقط بس" فالسقوط ليس بالتمني وليس بالهاشتاقات بالعمل الجاد والتحلي بروح المسئولية والوطنية فالخطأ الذي ارتكبه الحزب الشيوعي برفض المنسلخين في تقديري الشخصي خطأ تاريخي لو تم التعامل مع هذا الامر تعامل حكيم وسياسي كان سيعجل برحيل النظام وكانت ستتوالى الانسلاخات بصورة تربك النظام وتجعل منه جسم معاف لكل الناس وبالتالي يسهل اقتلاعه ولكن هذا الرفض جعل الجميع يعيد حساباته بمنتهى الدقة والحصافة السياسية ، ولكن يبدوا ان الشيوعي وتحالفاته ظنوا ان النظام سقط وتفرغوا لتقسيم الغنائم والمكاسب وضربتهم خلافات السلطة ليفيقوا علي واقع مرير وصدمة بأن النظام استعاد توازنه واستفاد من عامل الوقت وشتت شمل اعدائه ، ولم يحصد الشيوعي سواء الحسرة والندم.

وسوم: العدد 806