غرقٌ في دوّامة الأمنيات : من : ليتني رئيس لبلادي.. إلى: ليت أمّي لمْ تلدني!

(حاكم: كان حلمُه ، أن يحكم بلا

غرقٌ في دوّامة الأمنيات : من : ليتني رئيس لبلادي.. إلى: ليت أمّي لمْ تلدني!

(حاكم: كان حلمُه ، أن يحكم بلاده ، وأن يظلّ حاكماً ! وحكَمَ..ثمّ عُزل وسُجن ، فكان حلمُه ، الخروج من السجن.. ومرضَ ، فكان حلمُه ، الشفاءَ.. واشتدّ عليه المرض ، حتّى شعر، بدنوّ أجله .. فصار حلمُه ، البقاءَ حيّاَ !).

غدرَ ، برفاقه ، في الحكم ، وسَطا ، على السلطة ، وتفرّد بها ، وزجّ ، برفاقه ، في السجون ، وقتلَ منهم ، مَن قتلَ ، وشرّدَ من شرّد .. وكان حلمُه ، أن يظلّ حاكماً ، متفرّداً ، بالسلطة ، في بلاده ، لاينازعه ، فيها ، أحد !  

عُزلَ ، من الحكم والسلطة ، وزُجّ به ، في السجن ، حيث زَجّ ، هو : بزملائه ، ورفاقه في السلاح ، ورؤسائه ، وأقرانه ..  فصار حلمُه الوحيد ، الذي يُلحّ عليه ، ليلَ نهارُ ، أن يخرج من السجن !

مرض ، في سجنه ، فصار حلمُه ، أن يشفى من المرض !

خرج ، من السجن ، بعد أن اشتدّ ، عليه ، المرض ، فكان حلمُه ، أن يبقى ، على قيد الحياة !

أشرفَ ، على الموت ، فبات يهذي : ليتني ، لمْ أغدر برفاقي .. ليتني انتبهت ، إلى نيّاتهم ، في الغدر بي ، قبل أن يقتلعوني ، من الحكم .. ليتني ، لم أنَحّ صاحبي فلاناً ، فقد كان مخلصاً ، لي .. ليتني ، لم أعيّن فلاناً ، رئيساً لأركان جيشي .. ليتني ، لم أقتل زميلي ، الذي نصحني بإخلاص.. ليتني ما عرفت الحكم ، ولاعرفت معنى السلطة ، ولا ذقت طعمَها..ليتني اتّعظت ، بمصائر، مَن سبقوني ، ممّن غدرت بهم ، وممّن غَدر بهم زملائي ، الذين سوّلت لي نفسي ، الغدرَ بهم !

 ليتني، بقيت معلّماً ، لطلاّب المرحلة الابتدائية ، أعلّمهم : القراءة ، والكتابة ، والحساب .. ولم أتطوّع  في الجيش .. ليت أمّي لم تلدني.. آه .. ليتني .. ليتني .. ليتني !

ولفظَ أنفاسه الأخيرة ، وهو يهذي : ليتني .. ليتني !  

ده ، وأن يظلّ حاكماً ! وحكَمَ..ثمّ عُزل وسُجن ، فكان حلمُه ، الخروج من السجن.. ومرضَ ، فكان حلمُه ، الشفاءَ.. واشتدّ عليه المرض ، حتّى شعر، بدنوّ أجله .. فصار حلمُه ، البقاءَ حيّاَ !).

غدرَ ، برفاقه ، في الحكم ، وسَطا ، على السلطة ، وتفرّد بها ، وزجّ ، برفاقه ، في السجون ، وقتلَ منهم ، مَن قتلَ ، وشرّدَ من شرّد .. وكان حلمُه ، أن يظلّ حاكماً ، متفرّداً ، بالسلطة ، في بلاده ، لاينازعه ، فيها ، أحد !  

عُزلَ ، من الحكم والسلطة ، وزُجّ به ، في السجن ، حيث زَجّ ، هو : بزملائه ، ورفاقه في السلاح ، ورؤسائه ، وأقرانه ..  فصار حلمُه الوحيد ، الذي يُلحّ عليه ، ليلَ نهارُ ، أن يخرج من السجن !

مرض ، في سجنه ، فصار حلمُه ، أن يشفى من المرض !

خرج ، من السجن ، بعد أن اشتدّ ، عليه ، المرض ، فكان حلمُه ، أن يبقى ، على قيد الحياة !

أشرفَ ، على الموت ، فبات يهذي : ليتني ، لمْ أغدر برفاقي .. ليتني انتبهت ، إلى نيّاتهم ، في الغدر بي ، قبل أن يقتلعوني ، من الحكم .. ليتني ، لم أنَحّ صاحبي فلاناً ، فقد كان مخلصاً ، لي .. ليتني ، لم أعيّن فلاناً ، رئيساً لأركان جيشي .. ليتني ، لم أقتل زميلي ، الذي نصحني بإخلاص.. ليتني ما عرفت الحكم ، ولاعرفت معنى السلطة ، ولا ذقت طعمَها..ليتني اتّعظت ، بمصائر، مَن سبقوني ، ممّن غدرت بهم ، وممّن غَدر بهم زملائي ، الذين سوّلت لي نفسي ، الغدرَ بهم !

 ليتني، بقيت معلّماً ، لطلاّب المرحلة الابتدائية ، أعلّمهم : القراءة ، والكتابة ، والحساب .. ولم أتطوّع  في الجيش .. ليت أمّي لم تلدني.. آه .. ليتني .. ليتني .. ليتني !

ولفظَ أنفاسه الأخيرة ، وهو يهذي : ليتني .. ليتني !  

وسوم: العدد 809