دوّامة الهجوم ضدّ الربيع العربي : مَن هم داخلَها .. ومَن هم خارجَها!
(1) أعداءُ الربيع العربي كثر:
الذين أسقطهم الربيع ، من الحكّام وأنصارهم ، وأذنابهم ، والمستفيدين منهم: وهؤلاء، جميعاً، من حقّهم ، في نظر أنفسهم ، أن يدافعوا ، عن مصائرهم ، ومكاسبهم من السلطة ! وهم يرون ، أن من حقّهم ، أن يشنّوا أبشع الهجمات ، ويمارسوا أقسى أنواع العنف والتعذيب ، ضدّ مَن يرونهم ، أعداء لهم !
عناصر الدول العميقة ، من ساسة وعسكر، ورجال أمن ، واقتصاديين وإعلاميين :
وهؤلاء ، أكثرهم ، حالهم كحال الحكّام ، الذين أسقطهم الربيع ، وأنصارِهم ، ومؤازريهم ، والمستفيدين منهم !
نظراء الحكّام الساقطين ، من الذين لم يسقطوا ، وخافوا من مصير، كمصير الساقطين، وأعوانُ هؤلاء النظراء ، وجوقاتُهم الإعلامية ، وغيرها :
وهؤلاء مواقفهم متفاوتة : بين الهرب إلى الأمام ، لاستباق موجات الربيع ، وتحسين أوضاع بلادهم : سياسياً واقتصادياً .. وبين الاطمئنان النسبي ، إلى أن أوضاع بلدانهم ، تختلف ، عن أوضاع الدول ، التي حصل فيها الربيع !
القوى الأجنبية، من ساسة الصهاينة والصليبيين ، التي عيّنت الحكّام الساقطين، ونظراءهم: وهذه القوى ، جُلّ مواقفها ، مصبوغة ، بصبغة النفاق المعقّد : بين الخوف على مصالحها ، التي يمثّلها أذنابُها (حلفاؤها !) فهي تمكر، سرّاً ، لمناصرة أذنابها .. وبين التظاهر العلني، بالخوف ، على حقوق الإنسان .. وبالتعاطف ، مع ضحايا القمع ، الذي يمارسه الحكّام ، في هجومهم المعاكس ، ضدّ قوى الربيع العربي !
(2)
ضحايا الهجمة المعاكسة ، التي شنّتها قوى الشدّ العكسي :
أ - ( داخل الدوّامة: همّهُم الخروج منها)
القتلى : وأهلوهم ، وأصدقاؤهم ، ومناصروهم !
الأسرى والمعتقلون : وأهلوهم ، وأصدقاؤهم ، ومناصروهم !
المشرّدون : داخلَ دوَلهم ، في الخيام ، والبراري ، والغابات .. وأهلوهم ، وأقاربهم !
المشرّدون ، في أصقاع الأرض : في الدول المختلفة ، وعلى بوّابات الدول ، وحدودها !
المعذّبون في دولهم: الذين يحاصرهم الموت، من كلّ اتجاه ، والذين حُرموا من أساسيات الحياة!
وهذه العناصر، كلّها ، تعاني ، من حالات اختناق ، مادّي أو معنوي .. ضمن الدوّامة الرهيبة، التي تشلّ عقولهم ، عن التفكير، بأي سبيل ، للخروج الجماعي ، من الدوّامة ؛ فكلّ منهم مشغول ، بما هو فيه ، من البلاء ، من : سجن وبرد ، وجوع ومرض ، وتشرّد ورعب وقلق!
ب – ( خارج الدوامة : يفكّرون ، بإخراج أوطانهم وشعوبهم منها)
أنصارُ الربيع العربي ، ومؤازروه ، ومؤيّدوه : سياسياً وفكرياً وعاطفياً، داخل بلدانهم وخارجها،
وهم : (+) نخَب لديها مؤهّلات ، للتفكيرالسياسي (+) نخب مؤازرة (+) متعاطفون عاديون !
النخب المؤهّلة ، سياسياً ، موزّعة الأفكار والآراء .. والنخَب المؤازرة والمتعاطفون ، موزّعون حائرون لايدرون مايعملون ! والخطوة الأولى ، هي : توحيد المواقف ، عبر مجموعة من التوافقات ! وهذه تحتاج إلى حوارات جادّة ، بين مبادرين شجعان ، مخلصين ! فعسى أن يوفق الله ، إلى ذلك !
وسوم: العدد 809