ما ذنب المطر اذا تحول إلى التراب وحل ؟؟

يقول أحد الأصدقاء المقيمين في ألمانيا إنّه تم إستدعاؤه يوما كشاهد للإدلاء بشهادته في قضية في إحدى المحاكم الألمانية وعند الإنتهاء من أخذ أقواله في القضية طلب منه أحد أعوان المحكمة أن يقوم بتعبئة إستمارة فيها وقت الحضور والإنصراف من المحكمة وكم يبعد بيته عن المحكمة وذلك من أجل تعويضه عن الوقت وكذلك البنزين الذي صرفه من أجل الوصول للمحكمة!!

يقول صاحبنا: تعجّبت من هذه المعاملة الراقية ومنذ ذلك الوقت كنت كثيرا ما أذكر القصة لمن أعرف ومن لا أعرف من المسلمين ولا أفوّت فرصة أو مجلسا إِلَّا وذكرت القصّة وذلك إنبهارا بتلك المعاملة وإستنقاصا من شأن المسلمين حتى جاء اليوم الذي رويتُ فيه القصة لأحد الأصدقاء الذي (كان عنده علم من الكتاب) فقال لي بتهكّم: وهل أتى أصدقاؤك الألمان بشيء جديد!!

وتلا قوله تعالى: ( ولا يُضارّ كاتب ولا شهيد)

وهي جزء من آية الدين في سورة البقرة التي فسَّرها بعض العلماء بأنه ينبغي على ولاة الأمور جعل جانب من مال بيت المال لدفع مصاريف إنتقال الشهود وإقامتهم في غير بلدهم وتعويض ما سينالهم من ذلك الإنتقال من الخسائر المالية في إضاعة عائلاتهم، إعانة على إقامة العدل بقدر الطاقة والسعة فبُهت صاحبنا.

وهكذا فإنّ كل فضيلة لدى الغرب لا بد أن تجد لها أصلا في الإسلام بل إنّ الإسلام سبق كل حضارات الأرض في الدعوة إليها من صدق ونظام وإتقان وإحترام وعدل وإنصاف وعلم ومعرفة ومساواة وغيرها من القيم وبذلك فإنه ليس ذنب المطر إذا التراب تحوّل الى وحل ولم ينبت شيئا! 

فعلا ما ذنب المطر اذا تحول التراب إلى وحل ..... !!!!

وسوم: العدد 820