أقولها شهادة لله في هذه الأيام الفضيلة
أنني تعاملت مباشرة مع القائمين على ثورة الخميني كصادق قطب زادة شغل فيما بعد وزير خارجية وقد كان تعاونه معنا في اتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا وأمريكا
ولاحقاً مع أية الله ناطق نوري شغل وزير داخلية ومن ثم رئيس البرلمان فيما بعد وكذلك عن طريق سفاراتهم في مدريد عام ١٩٨٩ وتبين لي عن طريق التعامل والحوار حقيقتهم التي بَنيتُ عليها مواقفي المبكرة من الخميني وثورته حيث لمست منهم الكذب والمراوغة والتقية والمكر والخيانة لنا كمسلمين سنة فتيقنت أن الخميني وجماعته وثورتهم هي ثورة باطنية ذات مشروع توسعي ايراني طائفي ليس لها علاقة لا بديننا ولا بإسلامنا ولاحضارتنا ولا إنسانيتنا وقد بينت بعض هذا الكلام في حينه في ثمانينيات القرن الماضي في صحيفة النذير التي كان يُصدرها المجاهدون في سورية وتزامن هذا الموقف
مع ما كتبه وأصدره المرحوم الشيخ سعيد حوا أحد منظري فكر جماعة الإخوان المسلمين العالمية وذلك بعد زيارته للخميني في طهران وحواره معه مباشرة حول الأساسيات التي ينطلق منها الخميني بثورته ورؤيته المستقبلية مع الحركات الإسلامية وموقفه من المسلمين السنة
فبادر الشيخ الجليل رحمه الله فكتب كتابه الشهير (*الخمينية شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف*) ففي هذا الكُتيب القليل الصفحات يُبين لنا حقيقة عقيدة وفكر الخميني وثورته الشيعة الصفوية مستنداً فيما كتب الى أربعة مرتكزات أساسية:
-القرأن
- والسنة
-وما قاله وكتبه كل من الكليني والخميني والذي إسترعى انتباهي وسألته للشيخ الدكتور أحمد حوا ابن الشيخ سعيد حوا عندما وافق أبناء الشيخ بإعادة طباعة الكتاب باسم مركز أمية وكذلك بكتابة مقدمة للطبعة الجديدة فسألته لماذا الشيخ سعيد حوا لم يكتب عنواناً لكتابه( الشيعة شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف ) فأجاباني الشيخ أحمد أنه الوالد كان يأمل أن بعض الشيعة المغرر بهم سيعودن الى الصواب
وهنا أحب أن أُوضح أن تواصلنا مع ايران كان بناءً على توجيه وقناعة وحماس واندفاع من المرحوم نجم الدين أربكان والقائمين على التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في حينه ولكن أخرين من قيادات الإخوان كان لها رأي أخر ومتوجسين من ثورة الخميني وأقولها كشهادة سمعتها في حينها مباشرة من الأستاذ عصام العطار وأخرين محذرين من هذه الثورة ومن شخصية الخميني فالتأييد في حينها كان لمساعدتهم وحشد التأييد الشعبي لهم وكان دافعه خطابهم وتصريحاتهم المعسولة والواعدة لنصرة الحركات الإسلامية وخاصة الثورة في سورية في ذلك الوقت
وقد خدعنا في البداية بماقطعوه من وعود وبأنهم يسعون ويعملون لتأسيس حكم إسلامي يُجسد ويحقق أحلامنا جميعاً في كل مكان
فأتمنى من إخواني التمعن فيما سردت من
حقائق وتجربة شخصية عسى يكون فيها فائدة
ومكملة لما تفضل به الأستاذ حسن سويد أبو خلاد سائلاً الله لأمتنا خواتم مباركة
وأن يكون مع أهلنا في سورية الجريحة
وسوم: العدد 827