إن لم تكن لنا بدرٌ، فأحُد، أو الأخدود.. خيرٌ، من أن نَلقى ربّنا، عُصاة له، أو مسحوقين كالحشرات!
وخيرٌ، من أن نلقاه بُلْهاً ، أو حَمقى ، وقد وهبَنا العقول !
وخيرٌ، من أن نلقاه حيارى تائهين ، وقد بيّن لنا طريقه القويم !
وخيرٌ، من أن نلقاه ، على دين أبي جهل ، أو دين ابن سبأ.. وقد شرّفَنا باتّباع دين محمّد !
بدائلُ المسلمين ، في سورية ، بين : الصعب ، والأصعب ، والأشدّ صعوبة ، في النسق الراهن: محلياً ، وإقليمياً ، ودولياً !
إنهم يحاربون دفاعاً ، عن : الدين والوطن ، والأهل والعرض والمال..! ومَن قُتل منهم ، صابراً محتسباً ، فالمرجوّ له ، أن يلقى الله شهيداً ! وأيّةُ منزلة أكرمُ من هذه !؟
ومَن قُتل بريئاً مظلوماً ، فإن لله سيأخذ له حقّه ، من ظالمه !
ومَن أصيب ، في بدنه ، أو ماله.. فإن الله لن يُضيع أجرَه !
قال ربّنا ، عزّ وجلّ :
ذلك أنّهم لايصيبُهم ظمأ ولا نَصَبٌ ولا مُخمَصَةٌ في سبيل الله ولا يَطؤون مَوطئاً يَغيظ الكفّارَ ولا ينالون من عدوّ نَيلاً إلاّ كُتبَ لهم به عملٌ صالحٌ إنّ الله لا يُضيعُ أجرَ المُحسنين * ولا يُنفقون نفقةً صغيرةً ولا كبيرةً ولا يَقطعون وادياً إلاّ كُتبَ لهم ليَجزيهم الله أحسنَ ماكانوا يَعملون *
والجهاد متعدّد الأوجه ، فثمّة الجهاد بالنفس والمال ، والكلمة الطيّبة .. كما أن الصراع ، مختلف المناحي : صراع الميدان العسكري ، والصراع السياسي ، والصراع الإعلامي.. ونحو ذلك ! ولا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها !
أدبُ النِياحة ، وأدبُ الوقاحة ، لا يغيّران شيئاً ، في واقع الساحة !
بَدر: انتصر فيها المسلمون ، وكان جيش عدوّهم ، ثلاثةَ أمثال جيشهم عَدَداً ، وأقوى عَتاداً، وأكثرَ خيلاً وإبلاً..!
أحُد : حارب فيها المسلمون ، وانتصروا ، بداية .. ثمّ أخطأ رماة السهام ، بترك مواقعهم ، على الجبل.. ودارت الدائرة ،على المسلمين ، وقُتل عدد منهم، وجُرح النبيّ ، وأشيعَ أنه قتل، فدبّ اليأس ، في قلوب بعض المقاتلين ؛ لسماع خبر وفاته .. وقيل لهم : قاتلوا ، وموتوا كما مات إخوانكم ! وبعد انسحاب جيش المشركين ، تابعه المقاتلون المؤمنون ، المثخَنون بالجراح ، إلى حمراء الأسد ، بعدما أصابهم القرح .. حين ظنّوا أن المشركين ، سيتّجهون إلى المدينة المنورّة ، وعزمَ القائد العظيم ، رسول الله ، على مقاتلتهم ، دونها ، بجيشه المؤمن الصابر المثخن!
معركة مَلاذ كرد : خاضها المسلمون ، بقيادة ألب أرسلان ، وانتصروا فيها ، وجيشهم لايداني جيش عدوّهم : عَدداً وعُدّة !
الأخدود : ألقي فيه المؤمنون ، وهم راضون ، وقد فضّلوه على الكفر!
إنها حرب مفروضة ، على الأمّة ، لافكاك لأحد منها : مَن لم يُقتل ، أو يؤذَ ، أو يُشرّد ، في سبيل الحقّ ، فلابدّ من أن يصاب ، في سبيل الباطل ، بدينه، أو بنفسه، أو بأهله ، أو بماله، أو بكرامته..!
وسبحان القائل : (بلْ الإنسانُ على نفسِه بَصيرةٌ * ولو ألقى مَعاذيرَه).
وسوم: العدد 827