من الآخر...
اعزائي القراء
مخططات الأعداء كسلسلة حلقاتها مترابطة بعضها ببعض.
فليس بإمكانك ان تضيف الحلقة الثالثة للسلسلة إلا اذا أضفت الحلقة الثانية لها وهكذا حتى تصبح السلسلة متكاملة الحلقات .
المؤامرة الصهيونية الغربية الإيرانية النصيرية على أمتنا العربية هي مجموعة حلقات في سلسلة مؤامرات بدأت منذ أوائل القرن الماضي وهي معروفة ولكن لتبسيطها دعونا نبدأ من الانقلاب الإيراني الطائفي المدبر على شاه إيران والمحاك في المخابرات الغربية بقيادة الخميني .
إيران في عهد الشاة كانت مسلحة حتى أسنانها هذا التسلح كان غايته الوقوف ضد الامبراطورية الشيوعية السوفيتية ، اما عرب الخليج فلم يكونوا يومها بحاجة لفزاعة إيرانية فمحمياتهم القبلية ممسوكة باحتلال بريطاني امريكي مباشر يرمون لزعماء قبائل المنطقة ما يرضيهم وكفي بذلك لهم قبولا.
انتهى السوفييت وانتهى معهم خوف الغرب على رأسماليتهم من الشيوعية وبذلك اصبح اضافة حلقة جديدة الى سلسلة المؤامرة متاحاً. فأضيفت حلقة بناء الحكم الطائفي العلوي في سوريا كأحد الركائز الهامة للمؤامرة على العالم العربي وسبيل وصول هذه الانظمة الطائفية للحكم كما هو معروف هو الصمود والتصدي ضد اسرائيل، فزرع اسرائيل بيننا له هدفان :
هدف استيطاني للملمة يهود العالم والهدف الثاني اضعاف الجسم العربي بزرع انظمة ديكتاتورية اقلوية طائفية بحجة صمودها ضد اسرائيل ليضحكوا على شعوبهم بها ، فبدأوا اولاً بدعم النظام الخائن الهش الذي يعتمد على ٧٪ فقط من مكون الشعب السوري. ولتقوية هذا النظام تم دعم انقلاب الخميني لتأسيس اسرائيل الشرقية فتشكل بالمنطقة نظام ايراني اسدي طائفي موحد الأهداف. ولتقويته كان لزاماً على امريكا والغرب عموماً تحطيم السد العراقي العربي المنيع لجعل التمدد الايراني الصفوي سلساً باتجاه الغرب ولتأكيد ذلك بدأت الزرائع من اجل استكمال هذه المؤامرة بتوجيه التهديدات للامة العربية ، فبعد اقل من شهر من تمكين الخميني حكم ايران طائفياً بدأ الملالي بتهديد العرب .فتم تصنيع ثلاث حروب على بوابة الامة العربية الشرقية بتدخل عسكري مباشر من امريكا وحلفائها فحطموا النسيج العراقي الوطني ، وفصلوا مليشيا عراقية طائفية على غرار جيش الاسد الطائفي واعتمدت امريكا لهم دستوراً يناسب الطائفية في العراق لتسليمهم الحكم وفتح البوابات بين العراق وايران على مصرعيها واحداث تكامل بينهما.
ثم اكملوا المخطط بتحطيم المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان وبناء المقاومة الطائفية التآمرية ممثلة بعصابات إيرانية يتحكم بها ولي ايران شخصياً مالاً وسلاحاً وعقيدة .
ثم جاءت موجات الربيع العربي فكان لابد من حرفها، ولخطفها كان لابد من اختراع حلقة في سلسلة التآمر فكانت حلقة الارهاب المتمثّلة بالارهاب الداعشي وهو تشكيل تم بتامر مخابراتي امريكي صهيوني صفوي نصيري ، ولبقائه على قيد الحياة ، كان لابد من تأمين مصادر ماليه له بتسليمه وديعة مالية ضخمة في احد بنوك الموصل ومن اجل تأمينه عسكرياً انسحبت فرقه عسكرية عراقية بكامل اسلحتها امام مائتي داعشي في الموصل ايضاً وباوامر من عميل ايران نوري المالكي ،ثم توالت حلقات تغذيته مالياً وسلاحاً عبر استيلائه على آبار البترول في سوريا وتسليمه سلاح عصابات الاسد المنسحبة امامه لاعطاء هذه العصابة الحجم المخيف امام العالم كله. وتحت تهديدات داعش سمح للتمدد الايراني ان ياخذ مداه في سوريا و لبنان.
حلقات المؤامرة مازالت تتكامل مع بعضها فلها امتدادات اليوم في اليمن وحتى في شمال افريقيا ،
وما نسمعه اليوم عن محاصرة امريكية لايران ماهي الا جعجعة بلا طحن . فهم يريدون ايران ضعيفة بالنسبة لهم وهذا صحيح ، ولكنها قوية ومفزعة بالنسبة لنا لابتزاز العرب بعد ان سيدوا على شعوبهم حكاماً اكثر خيانة وتآمراً من ذي قبل .
فطريق العراق والامارات وافغانستان وروسيا وحتى باكستان امام الايرانيين سالك اقتصادياً بالحجم الذي ترغب به امريكا وإسرائيل وبأسلوب "لايموت الذئب ولا يفنى الغنم" .
هذا هي حال المؤامرة اليوم وحتى اختم هذه المقالة واؤكد ما كتبته. اليكم باختصار محاضرة البروفوسور الاسرائيلي إيال زيسر عن مخطط "اقتلاع السُنة"من سوريا والعراق حيث يكشف زيسر خفايا المخطط القذر الذي تنفذه الولايات المتحدة الأمريكية وشريكتها روسيا وبالتعاون والتنسيق مع إيران في كلاً من سوريا والعراق،عبر تطبيق مشرع طائفي ممنهج يهدف إلى "اقتلاع السُنة" من المنطقة،وتوطين المكون الشيعي،وذلك في غفلة وتخاذل وعجز من العالم الإسلامي والعربي.
وأكد البروفيسور زيسر،المحاضر في جامعة "تل أبيب"وأبرز المستشرقين الإسرائيليين أن نظام بشار الأسد والحكومة العراقية،وبتوجيه إيران ودعم من الولايات المتحدة وروسيا يسعيان لإحداث تغيير ديموغرافي يطال "السنّة" في البلدين ويقلص عددهم بشكل جذري.
اعزائي القرّاء
ان تنفيذ مشروع "ام المؤامرات" هو اخطر مشروع مر على الامة العربية، ولا ابالغ اذا قلت انه الحلقة الاخيرة بانهاء الوجود العربي في العالم ، وان مقاومته تكون بتضافر كل جهود الشعوب العربية في مقاومة مشروع إبادتها ، وعلى الشعوب ان لا تلقي بالاً لدعايات الديكتاتوريين المدعومين أمريكياً واسرائيليا من ان دعمهم للشعب العراقي والسوري عسكرياً ومالياً سيدخلهم في قائمة الارهاب . فهم يريدون ان يبتلعوننا قطراً اثر قطر
وعصابات ايران والاسد هما وسيلتهم لذلك
فاستيقظوا ايها العرب قبل ان تجدوا انفسكم هنود حمر جدد.
مع تحياتي...
وسوم: العدد 828