من استعمل العامية في كتاباته فقد أساء
تحدّثت مع زميلنا الأديب الفصيح صدام حسين مجاهد عبر الخاص كما أتحدّث مع غيره في مواضيع فقهية وسياسية وثقافية وحضارية وفكرية وفي نفس الأسبوع وبالضّبط بتاريخ: الأحد 24 ذو الحجة 1440 هـ - الموافق لـ 25 أوت2019 يضع تحت تصرفي مقطعا من 18 دقيقة و40 ثانية يضم الحديث الذي دار بيننا فقال: سجلت دون علمك وأعتذر لك لكني أستمتع بحديثي معك فأردت ان أسجل. أرجو ان تكون أعجبتك الهدية.
لم أكمل متابعة الاستماع لكلامي المسجّل فقلت له: أطلب منك أن تحذف المقطع من جميع مخزوناتك ولا تترك له أثرا وأنا الذي لم أتابع المقطع ولم أندم على حرف قلته لك ولا عن كلمة ذكرتها والسبب في ذلك أنّ المقطع كان على المباشر ويضم مقاطع بالعامية ولا أرضى لنفسي ولا أرضى لك أن ينقل عنّي كلاما بالعامية ولو كان الأفضل والأحسن .
استنكرت وما زلت وأظلّ أستنكر على العالم محمّد متولي الشعراوي استعماله للعامية وهو آية من آيات الله في الله العربية وما زلت أقول: ما كان له أن يتحدّث بالعامية وهو البليغ الفصيح.
استنكرت وما زلت على أساتذة الجامعات والأئمة والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب والمؤرخين والسّاسة والإعلاميين استعمالهم للعامية تحت أيّ مبرّر كان..
يتدخل قائلا: العامية من درج الكلام وهي من الكلام التفسيري وما زلت أخالفك في هذا وانا الذي أعشق العربية نحن ضد تعميم الدارجة
تدخلت وقلت: وممّا وصلت إليه أنّ الأدباء والشعراء كانوا معولا ضدّ اللّغة العربية باستسهالهم لاستعمال العامية وتلك من الأخطاء الشنيعة التي ارتكبوها وما زالوا وتستعمل العامية في إطار ضيّق جدّا ولوقت معلوم جدا ولحالة معروفة جدّا أمّا وأن تستعمل لغة كتابة فذاك ممّا يسئ للّغة العربية وأهل اللّغة العربية..
يضيّق علي فيتساءل: هل تستطيع أن تنقل الأمثال الشعبية للفصحى ؟
زادني عسر السؤال ثقة وثباتا فقلت: هذا هو الذي قصدناه: يبقى المثال الشعبي على حالبى ويروى على لسانه وتلك من ميزته وحكمته.
يرفع وهو البليغ من مستوى الحوار قائلا: البليغ هو الذي يصل إلى القلوب بأي لغة كانت
أجيب عن دراية تجربة: ولذلك دائما أستعمل في كتاباتي عبارات: كما يقول المثل الشعبي وأنقله كما هو. وأكتب أو أقول: كما يطلق عليها بالعامية الجزائرية كذا وكذا ثمّ أكتب المثال الشعبي والكلمة العامية بين شولتين هكذا "..." ليعرف الفصيح من العامي ثمّ أرجع بسرعة إلى اللغة العربية الفصحى التي أكرمني ربّي في تلك اللّحظة أن أكتبها أو أنطقها.
أعاد طلبه فقال: ماذا عن التسجيلات هل أستطيع الاحتفاظ بها لنفسي ؟
أعدت الرفض والإصرار وكم أحزنني أن أردّ العزيز الكريم فقلت: لا تحتفظ بالتسجيل لأنّه يضم العامية ولا أحب أن أساهم في نشر العامية فأكون أسوء مثال.
حاول أن يخفّف عنّي فقال: لا بأس كما تحب وتشتهي أرسلها لك لكي تحتفظ بها لنفسك ؟
وبما أنّي لا أتساهل في نشر العامية قلت: لا أريد نسخة بالعاميية وإذا أردت مقطعا فليكن بالعربية الفصحى واختر الزمان والمكان والموضوع وستجدني إن شاء صابرا ولك منّي القلب قبل اللّسان..
وسوم: العدد 839