مراجعة سريعة وبكلّ بساطة

محمود عادل بادنجكي

العصابة الأسديّة تمتلك نظاماً ومؤسّسات تُدار مركزيّاً بخبرة نصف قرن. وفي ضفّتنا لدينا بعض المفكّرين الذين لم يمارسوا عملاً إداريّاً واحداً في حياتهم، ونخوّن من لهم خبرة في إدارة الدولة كونهم كانوا من أزلام النظام إن تمّ ترشيحهم لتبوُّء منصبٍ ما في الثورة!.

العصابة الأسديّة تمتلك جيشاً منضبطاً بقيادة واحدة، مدرّب ويمتلك العتاد والقوّة والتحكّم والسيطرة، ولديه قوىً دوليّة وإقليميّة داعمة لها وزنها عسكريّاً. وجيشنا الحرّ كلّ ميزاته حماسة وجسارة (الحجّي) وجماعته، وتمّ تحييد الضبّاط والكفاءات العسكريّة، فانكفأت في المخيّمات، لئلّا تأتمر بأمر جهلة بأبسط المبادئ العسكريّة.

العصابة الأسديّة، تمتلك أجهزة مخابرات وأمن خبيرة تتبادل الخبرات مع جميع أجهزة المخابرات العالميّة. فاخترقت صفوف الثوّار، وفعّلت عملاءها الضفادع في الوقت الذي وجدته مناسباً، وجماعتنا بدلاً من اختراق صفوف العصابة الأسديّة، لم يستطيعوا - على الأقلّ- اعتراض الاختراقات في صفوفهم.

العصابة الأسديّة، تمتلك آلة إعلاميّة تخصّصت في الكذب وتزييف الحقائق، واستطاعت تجييش الصفوف -رغم كذبها المفضوح- واللعب على أوتار تداعب مشاعر الرأي العام الداخلي والدوليّ. ووسائل إعلامنا الثوريّة فشلت في التسويق للحقّ الذي تمتلكه، وفي كشف وفضح إجرام الأسد، وفي إقناع الآخرين بعدالة قضيّتنا التي تمتلك كلّ مقوّمات الإقناع، لكنّها كانت كالمسوّق الأبكم.

العصابة الأسديّة لعبت على وتر الطائفيّة وتخويف الأقلّيّات، بينما ساهمت جماعات تنتمي إلى الثورة بتكريس هذه الصورة وقدّمت للنظام هدايا مجّانيّة بخطاباتها الإلغائيّة.

العصابة الأسديّة اشترت رجال الدين للدلالة على وسطيّة الإسلام الذي تدعمه، بينما تبنّت الكثير من فصائل الثورة خطابات التشدّد والتطرّف.

العصابة الأسديّة تلتفّ حول قيادة واحدة بخطاب واحد لا يصدر منها نشاز في الرأي. بينما يسود التناحر والتخوين والشتم أطراف الثورة والمعارضة، وتفعل ببعضها ما لا يفعله النظام بها من خطابات تحريض وتخوين وإلغاء.

تدعم العصابة الأسديّة قِوىً كبيرة مخلصة لا توفّر جهداً أو تضحية للحفاظ عليه. أمّا القوى التي (تدعمنا) فهي قوىً غير جدّيّة في خطواتها، بل تراها تعمل ضدّ الثورة في كثير من الأحيان، كرمى لمصالحها القوميّة، وعلاقاتها مع باقي الدول المهتمّة بالشأن السوريّ.

أمّا ما يتميّز به الثوّار عن مؤيّدي العصابة الأسديّة، فهو إيمانهم بلا حدود بالحرّيّة والكرامة واستعدادهم الأسطوري للتضحية والفداء فيي سبيل ما يؤمنون به، وهذا ما يجعلهم يصمدون خلال 9 سنوات على الرغم من جميع الأخطاء الكارثيّة التي ذكرتها أعلاه.‎%‎

وسوم: العدد 839