كلاّ.. إنّها تَذكِرة !
لابدّ ، من التفرقة الواعية ، الجادّة ، بين عُروبة النَسَب واللسان ، وبين عُروبة (الوثَن)!
لابدّ ، من هذه التفرقة ، بكلّ وضوح ودقّة ، برغم ماتحاوله الأقلام المُريبة ، وباستمرار، من خلط بينهما ، لغايات ، لم يعد أمرُها خافياً ، على ذي بصيرة !
عُروبة النسَب واللسان ، أمر واقعي حسّي ، لا علاقة له - بحسب الأصل - بالعقائد والأفكار، ويمكن ، أن يخضع له ، أيّ إنسان ، ولو لم يكن مختاراً !
أمّا عروبة الوثن ، ومغزاها - فيما نحسب - معروف للجميع ، فأمر عَقَدي فِكري(أيديولوجي)، يلتزم به الناس ، باختيارهم ، ويبنون عليه مواقف ، يُسألون عنها ، في الدنيا والآخرة !
وعلى الأيدي المُريبة ، التي دأبت ، على حَمل الطفل المدلّل(عُروبة الوثن) ؛ لتجعل منه ، خصماً للإسلام ، حيناً ، وبديلاً ، حيناً آخر.. عليها أن تدرك ، أن لعبتها قديمة ، وسَمجة وخطرة !
والذين يحلو لهم الحديث ، عن سقوط - بل إسقاط - الخيار الإسلامي ، لمصلحة الخيار القومي الوثني ، مستغلّين ظواهر معيّنة ، أو ظروفاً معيّنة .. عليهم أن يتأمّلوا ، جيّداً ، مواقع كلماتهم ، وأقدامهم ؛ وإلاّ زَلِقوا ! ومنزلقُ اليوم ، يختلف ، كثيراً ، عن منزلقات الأمس !
ولله درّ الشاعر الجاهلي ، زهير بن أبي سلمى ، الذي قال :
وكلّ ذي بصيرة ، له ، مِن حَوله ، عظاتٌ وعبر؛ إن لم يتّعظ بها ، ويعتبر ، فلا فائدة له ، من عقله ، الذي هو أمانة عنده ، وهو هبة له، من الله ، ليَميز بها، ما يُعجز سائرَ مخلوقات الله، التي لم تؤتَ مثل، ما أوتي!
وسبحان القائل : بلْ الإنسانُ على نفسِه بَصيرةٌ * ولوْ ألقَى مَعاذيرَه !
وسوم: العدد 839