رسالتي إلى سيدي و مولاي ( الحسين )
سلام الله عليه ...
بمناسبة مقتلنا لا مقتله ..
السلام عليك يـا سيدي و رحمة الله وبركاته ..
السلام عليك يـا سيد شباب أهل الجنة وخيار أهل الأرض ..
السلام عليك يـا ريحانة رسول الله .
هذه رسالتي المتواضعه لك أخطها بـقلمي الذي ما لبث أن يصمت ، إلا وصاحت قريحتي الفطرية : اكتب !
أما بـعد ، يـا سيدي ، ها أنا قد قرأت قصة مقتلك ،وﻻ أخفيك سرا فـقـد حزنت كثيرا .
لكن لم أبد حزني ، وسررته في قلبي وكظمت غيظي فلم أتمالك نفسي فـفاض دمع العين والقلب .!
يـا سيدي أنا لست ممن يجددون الحزن في مقتلك ..
فـقد بلغني عن جدك وسيدي رسول الله ﷺ أن ﻻ حزن بعد ثلاث ..
وأنا لست ممن يلطم وينوح على موتك ..
فـقد بلغني أيضا عن جدك وسيدي رسول الله ﷺ ، أن ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب وأن النياحة من عمل الجاهلية ..
وٲنا لن أرفع راية سوداء ، بل أرفع يدي بـالدعاء بـأن يحشرني الله معك ..
يـا سيدي لن أطيل عليك ..
فـهل تعلم أن معركة الطف لم تنته بعد رغم مرور ما يقارب 1440 سنة ... ؟
هل تعلم ياسيدي أنك منذ قتلت إلى اليوم وكل شبر في أرض العراق صار كربلاء ؟
هل تعلم يا سيدي أن انصارك يحرقون بيوت الآمنين العزل ويهتفون يا حسين !!!
هل تعلم يا سيدي أن انصارك خطفوا أبناء الصقلاوية و الفلوجة و الرزازة و يقتلونهم و يهتفون يا ثارات الحسين !!!
هل تعلم ياسيدي أن شمر بن ذي الجوشن الذي جز رأسك في كربلاء هو نفسه من يجز بـرؤوسنا كل يوم في العراق وسوريا والأحواز واليمن ؟
يـاااااا سيدي نحن نعلم يقينا انك قُتلت مظلوما مثلما نعلم يقينا أنك لا تعلم أننا ندفع ثمن ذلك فـمقتلك يكلفنا كل يوم أنهارا من الدم !!!!
يـا سيدي إن قتلوك عَطشاً ، فقد قتلونا جوعا و تهجير و خطف و ابتزاز ...
يا سيدي إن قتلوك عمدا لم يقتلونا سهوا وإن حملوا رأسك الشريف شامخا على السيف نحن لم نُحمل أصلا بل نُرمى أرضاً و تصبح جثثنا مجهولة الهوية حتى تبلى عظامنا في الطرقات ، لنصبح أثراً بعد عين !
يا سيدي وأنا أقرأ علمت أن ثمة ترابطا بين قصتنا وقصتك وها هو التاريخ يعيد نفسه فـمثلما حرقوا الخيام على أهلك في كربلاء ، أعادوا الكَرةَ اليوم وأحرقوها على أهلي في الحويجة والأنبار وديالى والموصل والبصرة ..
السبب هو لأن هذه الثورة القائمة هي مثل تلك ..
ومثلما إجتمعوا عليك في دار هانئ بن عروة ، إجتمعوا علينا اليوم في دار كسرى بـقم ...
ولك أن تتخيل حجم ما نحن فيه من كارثـة !
يـا سيدي لا أريد أن أحدثك عن العرب ، فـمن باب أولى أن أحدث العرب عنك .. لكنهم يا سيدي ، هم اليوم عبيد ، بعدما كانوا سادة وغثاء بعدما كانوا جيوشا وقادة ..
فقد قّتَلوا خيارهم ونَصّبوا فينا لا علينا شِرارَهم ، وباعوا الدينَ بـثمنٍ بخس ، فـتداعت علينا الأمم من كل حدب وصوب !؟
لكن نعدك ، يـا ابن خير نساء الأرض ، أننا سنبقى خير أمة أخرجت للناس ، وسنلتحق بركبكم المبارك وسنُكمل المسير ..
فـثورتكم ضد الظلم ثورة قائمة ﻻ رجعةَ فيها أبدا ..
و ختاما ، يـا سيدي ، نسيت أن أخبرك ٲمراً : ٲن كل هـذا حصل وقد قتلت في كربلاء ...
فـهل تعلم مـا الذي سيحصل لنا لو ٲنك قتلت فـي تكريت أو الموصل او الفلوجة
بهذا القدر أكتفي ولأحداث الـعراق الجسام بقيـه إن كان فـي العمر بقيـه !
سلامي لروحك الطاهرة ..
سلامي لثارات الحسين الحقيقية ...
وسوم: العدد 841