رسالة مفتوحة إلى دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري
رسالة مفتوحة إلى دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري وإلى نوابنا في المجلس النيابي والى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية المحترمين
كي لا نُتهم بالتطاول على مقام رئاسة الجمهورية، خاصة وأننا نعيش مرحلة العهد القوي، لذلك نكتب إليكم هذه الكلمات لتصل من خلالكم إلى فخامة الرئيس وإلى كل ذي لُبّ سليم.
إن بعض ما ورد في خطاب فخامته بالأمس القريب ليس جديداً فهو سُمّ مدسوس في دَسَم كتب التاريخ عندنا مع ما فيه من الكثير من اللغط والخلط، ولكن الأمر المؤسف أن يتبناه ويصدر من رأس الهرم في السلطة اللبنانية.
كلامنا ليس دفاعاً عن حقبة تاريخية من حياة المسلمين دامت أكثر من ستة قرون، تخللها الازدهار العلمي والاقتصادي والسياسي والعسكري والعمراني والاجتماعي، عاش فيه غيرالمسلمين مع المسلمين، آمنين على أموالهم ودمائهم وكنائسهم وأديرتهم ومعابدهم، بل هو دفاع عن الحق والحقيقة في وجه التزييف والحقد والتضليل، والتي طالت لسنين.
يا صاحب العهد القوي، أثناء فترة الخلافة الإسلامية العثمانية لم يكن هناك وجود لشيء اسمه دولة لبنان لا الكبير ولا الصغير، كانت دولة الخلافة على كامل تراب العالم الإسلامي، تحكم العالم، كما كانت الخلافة العباسية والأموية، أم إن العباسيين والمماليك والأمويين كانوا أيضاً محتلين للبنان!!!!
دولة لبنان الكبير يا فخامة الرئيس نشأت عام ١٩٢٠ بعد سقوط الخلافة العثمانية الاسلامية وتقسيم العالم الإسلامي الى دويلات، طبقاً لمعاهدة سايكس بيكو وبداية الاحتلال (وليس النفوذ) الفرنسي، هذا الاحتلال الذي مزق جسد الأمة العربية ومارس الإرهاب فيها، وتذكر الجزائر بلد المليون شهيد الذين سقطوا على يد أمكم الحنون، وإرهاب الانجليز في فلسطين حيث زرعوا دولة اليهود، وإرهابهم في مصر....
والغريب يا فخامة الرئيس، علام الاحتفال بمئوية لبنان الكبير؟؟!!
الكبير بماذا؟؟
كبيرٌ بصفقات الفساد من بواخر الكهرباء إلى المطامر وجبال النفايات والكسارات؟؟
كبيرٌ بأعداد الشباب الذين يقفون على أبواب السفارات للحصول على تأشيرة هجرة؟؟
كبيرٌ بنسبة البطالة والفقر والمناطق المحرومة؟؟
كبيرٌ بنظام الشيخوخة والضمان المتطور والنظام التعليمي المجاني والمستشفيات الحكومية التي تنافس الخاصة!!، والخدمات الاجتماعية!! ؟؟
كبيرٌ بنظام المواصلات العصري وقطار الانفاق؟ أم هو كبير بزحمة السير التي تخنق المواطنين كل يوم!!!!
كبيرٌ بتلوث شواطئه وأنهاره، والتعديات على الأملاك البحرية؟؟
كبير بسياسيّيه الذين يتعففون عن مد أيديهم على خزينة الدولة؟ ولا يمررون لبعضهم الصفقات ولو كانت على حساب صحة ومصلحة المواطن؟؟
كبير بقانونه الانتخابي الغريب العجيب والذي فُصّل مسبقاً على قياس الحاكمين بأمر السلطة والمال؟
اسمعها مني جيداً يا صاحب العهد القوي، وليسمعها من خلفك الذين أطلقوا التصاريح من هنا وهناك حتى وصلت بأحدهم الوقاحة أن يطلقها من دار الفتوى في بيروت!!
إن كلامكم وتصريحاتكم لن تغير التاريخ، فمهما نفختم في وجه الشمس فإنها لن تنطفىء، فستبقى الخلافة العثمانية في نظر العالم الإسلامي - ولا عبرة برأي من شذ من العرب عباد ترامب وغيره – مصدر فخرهم وعزهم وغناهم الفكري والثقافي والعلمي، وكلنا يتمنى لو أنه ولد في عهد قوي كعهد السلطان محمد الفاتح أو السلطان سليمان القانوني ليكون في خدمة عهد جلب العز والقوة لمواطنيه مع الأمن والرخاء، ولكم في شهادة البطريرك حويك أكبر دليل.
فيا دولة الرئيس ويا نوابنا الكرام ويا سماحة المفتي أين أنتم من كل هذا الافتراء والتضليل والتحريف والتزوير؟
رسالة مفتوحة أضعها بين أيديكم في عهد بات فيه: يلي استحوا ماتوا...
وسوم: العدد 841