إلاّ القضاء !
يروى ، عن أحد رؤساء الوزارات السابقين ، في بريطانيا ، هو ونستون تشرشل ، أنه سمع بعض الشكاوى ، عن حال بلاده ، فسأل : كيف حال القضاء ، في بريطانيا؟ فقيل له : بخير! فقال: إذن بريطانيا بخير!
قد يتظالم الناس ، فيما بينهم : يظلم الكبيرُ الصغير، ويظلم القويّ الضعيف ، ويظلم الجار جاره، ويظلم المرء أرحامه ..!
وقد يظلم الحكّام مواطنيهم : بالقتل ، أو الحبس ، أو التضييق عليهم ، في الرزق !
وقد يظلم بعض الحاكمين بعضاً : يظلم الرئيس مرؤوسه ، ويظلم الزميل في العمل زميله..
ويظلّ القضاء ملاذاً للجميع ، وملجأ للجميع ، وحصناً للجميع !
فإذا فسد القضاء ، في : دولة ، أو حزب ، أو قبيلة .. فلا خير ثمّة ، والمصير هو التفكّك ، أو الانهيار!
ويسأل بعضُهم ماالعمل ؟
العمل المجدي وغير المؤذي :
هو تشكيل رأي عامّ ، ضاغط على أصحاب القرار، من قِبل مجموعة من الحكماء، أو العقلاء؛ ذوي النزاهة والحنكة ، والخبرة والصلاح ، والقدرة على التأثير.. لإصلاح القضاء ! فهل اعتادت الحركات الاجتماعية والسياسية ، في بلادنا ، على تشكيل رأي موضوعي ، غير خاضع لشخص ما ، أو مؤيّد لفريق ما؟ لقد أثبتت التجارب ، حتى الآن ، أن هذه القدرة ، على تشكيل مثل هذه الآراء ، الموضوعية المحايدة ، مفقودة ، لدى الأحزاب والقبائل ، في بلادنا ؛ بله الآراء، التي تضغط على الحكّام، وأكثرُهم من النوع الديكتاتوري ، الذي يَتّهم كلّ مَن يشكّل رأياً، مخالفاً لرأيه ، بتُهم شتّى ، مثل: التآمر، والتحزّب ، وتشكيل الجيوب ، والسعي إلى تجريد صاحب القرار ، من سلطته ، والسعي إلى الانشقاق .. ونحو ذلك ! فهل تتعلّم الحركات السياسية والاجتماعية ، أو نُخَبُها ، كيفية تشكيل الرأي العامّ ، الموضوعي النزيه ، الضاغط المؤثّر؟
كيف تتعلّم ؟ ومتى ؟
وسوم: العدد 842