لجنة تحقيق جديدة في سورية .. عبثية أو مجرد رتوش

شكل الأمين العام للأمم المتحدة لجنة تحقيق جديدة في سورية من نيجيري وسنغالية وبرتغالي . لجنة تحقيق لا تحدد مسئولية . ويبقى تقريرها سريا !!

والجريمة في سورية معروفة موصوفة بينة ظاهرة كما الشمس في رائعة النهار . ومجرمها مشهور معروف مشهود عليه كأحمر ثمود ورهطه التسع . ولجوء ما يسمى المنظمات الدولية ، ومنها هيئة الأمم المتحدة ومشتقاتها إلى تشكيل لجان التحقيق المتعاقبة ، بمسمياتها المختلفة ، وبميزانياتها المبهظة كل ذلك كان وما يزال عملا عبثيا بلا جدوى ، وإنما أريد منه التخفي وراءه في بث التعلات ، وكسب المزيد من الوقت لتنفيذ المخططات التي أثبتت الأيام أن الجميع ضالع فيها على نحو من الأنحاء..

فالذين يملكون القدرة على التدمير والتقتيل والتهجير في سورية معروفون . والذين يملكون شرعية هذا الفعل حسب المنطق الأممي في سورية معروفون . وهوية الضحايا في سورية معروفة .

وتشكيل لجنة تحقيق على مستوى أممي فوقي للتأكد من مصداقية تصريح " السيدة مستشارة الرئيس " بثينة شعبان أن الأطفال الذين أحرق السارين رئاتهم في غوطة دمشق سنة 2013 إنما هم " أطفال من الساحل " قتلوا هناك ونقلوا إلى الغوطة ... إن مجرد قبول مثل هذه الدعوى ، والتحقيق فيها ينبي عما وراءه من عقل ومن خلق ..

لا يحتاج العاقل إذا أراد أن يعرف من يدمر المستشفيات في سورية إلى لجنة تحقيق تدب عقاربها دبيبا .. بل يحتاج إلى قلب ينبض بالإنسان ، ويؤمن بقيم الحق والخير في هذا الوجود ..وربما المحرمون من كل هذا هم الذين يتناوبون على مواقع القرار في هذا الزمان الذي ساد فيه " مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء .."

يكفي الباحث عن الحق - إن وجد - أن يسأل : بأي سلاح تدمر المستشفيات ؟! والأقمار الصناعية تسجل دبيب النمل ، وطنين الذباب ..

الطائرات التي تدمر المستشفيات في سورية لا يملكها إلا ...

ويكفي الباحث عن الحقيقة أن يسأل : مستشفيات من تدمر ؟! ليعرف ما لا يمكن أن تخبره به تقارير : لعل .. وكأن ..

لقد أصبح الحديث عن حجم المؤامرة على الشعب السوري ، والحديث عن الأطراف الضالعة فيها على كل المستويات ، بما فيها تلك التي ترفع رايات القانون الدولي وحقوق الإنسان باعثا على الشك مولدا للكثير من اليأس والإحباط ..

وآخر تقليعات السيد غونتيرس لجنة تحقيق ، بنتائج سرية لا يطلع عليها ، ربما غير المستفيدين منها . ولجنة تحقيق لا تحمّل مسئولية ، ولا تتهم ولا تدين .. إنما هو تحقيق للتحقيق كأصحاب مدرسة الفن للفن .. السريالية السياسية غدت أكثر جمالا في عصر الذين لا يبصرون .. ولا يسمعون . وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 842