الشباب والدين
كثير من الشباب الواعي والمتعلم تعليماً عالياً في أمتنا أخذ يبتعد عن الدين !
وكيف لا وقد وضعوا بينه وبين الله سبحانه وتعالى ألف شيخ وألف عمامة كلها تنفره من هذا الدين العظيم !
كيف لا يبتعدون عن الدين وقد جعلوا له الإسلام في قوالب جامدة ، لا تحاكي العقل ولا تستجيب للمنطق!
كيف لا ينفرون من الدين وقد صارت المظاهر والحجاب أهم من الرحمة والروحانية!
كيف لا وقد صار الخطاب الديني خطاب تخويف بالنار ، وليس خطاباً يبشر المؤمنين بالجنة!
كيف لا يبحثون عن منهج آخر وهم لا يجدون إجابات على تساؤلاتهم ( المشروعة ) سوى الدعوة للتسليم بدون عقل ولا حكمة !
كيف لا يسخرون من الدين وهم يرون ما كان حراماً باسم الدين ،
صار حلالاً باسم السلطان !
كيف لا يكرهون الدين وهم يرون شيوخ السلاطين يسبحون بحمدهم ويبررون لهم الكبائر والقتل والظلم ،
بينما الشعب غارق في الفقر ،
والعلماء المخلصون قابعون في السجون !
لكني بعد أن قمت بتأكيد كل هذا ،
أقول للشباب :
دين الله تعالى الإسلام العظيم ليس ما يطرحه هؤلاء الذين شوهوه ،
فالدين هو ليس المشايخ والمتعممين
دين الله تعالى يستجيب للفطرة ، ويجيب تساؤلات العقل
والإسلام أولوياته ليس المظاهر والأشكال ،
بل حكمة العقول وصدق القلوب
قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ " رواه مسلم.
الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال ،
فلا عليكم من الذين يكرهون الجمال باسم منع الفتنة
دائرة الحرام صغيرة جداً جداً ،
فلا تلتفتوا لمن يريدون توسيعها باسم ( سد الذرائع، وقطع الطريق على الشيطان ) !
اسألوا ما تشاؤون ،
فلا يوجد سؤال محرم ،
ومن حقكم الحصول على جواب مقنع ،
ولا تستجيبوا لمن يدعوكم للتسليم بدون تفكير ،
فهذا جاهل وإن ادّعى العلم !
الروح أهم من الجسد ،
وعبادة القلب أهم من عبادة الجوارح ،
ورحمة الله تعالى واسعة ،
وهو الغفور الودود سبحانه ،
فلا عليكم من الذين يصورون لكم الله أرحم الراحمين وكأنه يترصد لكم لاصطياد زلاتكم ( حاشاه سبحانه )،
فهو عفو يحب العفو .
دين الله جميل وحكيم ،
فلنبقه كذلك ولو كره المكفرون !
وسوم: العدد 848