هل تراجع ماكرون عن مواقفه من الإسلام والمسلمين ..؟!
وبكل الموضوعية والصدق أقول لكم : لا أعرف .
ولا أحب الادعاء ، ولا الاتهام ، ولا الغرور ولا التغرير ، ولا التهييج ولا التجييش ولا التضليل ..
كلام ماكرون على الجزيرة بدا اعتذاريا ..
ومنذ أول الأزمة كانت قناة الجزيرة منحازة إلى ماكرون بخفيّة ، ويتلاعب مترجموها بالترجمة ، فحين يقول ماكرون " الفاشية الإسلامية " يترجمها مترجم الجزيرة " الفاشية الإسلاموية " يضيف واوا لم يعرفها ولم يلفظها ماكرون !!
أكثر الناس كسلا أو خوفا في هذه الأزمة هم مسلمو فرنسة . حتى المظاهرة التي قبل أنها حرجت في باريس دفاعا عن الوجود . أخبرتنا صحيفة النهار اللبنانية أن الصور كانت لمظاهرة أخرى خرجت في مكان آخر وفي زمان آخر وحول موضوع آخر !!
لنعرف حقيقة موقف ماكرون بالضبط مطلوب من مسلمي فرنسة المثقفين ، أن يعيدوا جمع أبرز تصريحات الرئيس الفرنسي حول الأزمة ، وأن يرتبوها ترتيبا تاريخيا ، وأن يستحضروا ما يتعلق بها من خلفيات ، ثم يترجموا كل ذلك ترجمة سياسية علمية محايدة ، وليس ترجمة إعلامية موجهة ، ثم يقارنوا بينها لنلحظ أي فروق ..
هل كنا نحن الذين فهمنا السيد ماكرون خطأ كما يدعي علينا في قناة الجزيرة، أو أنه هو الذي يحاول أن ينسل مما سبق إليه في ساعات الغطرسة التي كانت تركبه .. ويجب علينا أن نرحب بذلك إن كان حقيقيا .
وحيال كل ذلك يجب أن نكون دعاة لقاء لا دعاة قطيعة . نؤمن دائما أن اللقاء على قاعدة السواء هو دعوة قرآنية وقاعدة إسلامية ..
ومهما يكن يجب أن نلتقي على أمرين مهمين :
الأول أن سب الناس وشتمهم والسخرية منهم ومن أديانهم ومقدساتهم ليس حرية رأي ولا هو حرية تعبير بل هو سفاهة وانحطاط وقلة تربية ..
والثاني : أن قتل الناس وترويعهم وتخويفهم والعدوان عليهم في مدنهم وشوارعهم ومعاهدهم وكنائسهم ... ليس جهادا بل هو جريمة وعدوان . وأن من أقام في بلد بعهد وميثاق يجب عليه الوفاء بعهده وميثاقه ...
وأقرب طريقة لقطع الطريق على الذين يثيرون الفتن ، ويسيئون إلى المقدسات ، هو النشاط السياسي الحق لجعل المشرعين الحقيقيين يشرعون لتحريم وتجريم هذه الإساءات .. وفي الساحة من سبقنا إلى ذلك ، تجريم من ينال من السامية - اليهودية - ومحرقتها ..
الانفجار بالسباب ليس خلقا جميلا ..
وسوم: العدد 901