ولنا كلمة : عشر سنوات على الربيع العربي
يعتقد البعض انه بمرور عشر سنوات من بدء الربيع العربي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أن الربيع العربي قد فشل لكنه ليس منتهيا ، والاحتجاجات ستدخل مرحلة أكثر نضجاً بأشكال جديدة من الاحتجاجات ، فالمارد خرج من القمقم ولن يعود اليه .
لقد كان إحراق تاجر الخضار التونسي محمد بوعزيزي نفسه أمام العامة في وضح النهار بمثابة تسونامي فلم تستطع الشرطة والجيش وكل ما أوتي النظام التونسي من قوة إطفاء ثورة الشعب التونسي وإسكاته عن المطالبة بالحرية واستعادت كرامته .
تونس كانت تسونامي الذي شمل جميع الدول العربية وستبقى تونس القدوة للشعوب العربية وخاصة مصر وسوريا واليمن وليبيا ، هذه الشعوب التي لم تنعم في تاريخها الحديث بالحرية والازدهار النفسي والثقافي إلا لسنوات قليلة سبقت استيلاء الجيش على السلطة . كانت ثورة الشعب التونسي ضد الظلم تقييما لتأكيد شاعرها ابو / ابي / القاسم الشابي / 1909 – 1934/ :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
كنا ننظر الى الشعوب في مصر وليبيا واليمن وسوريا أثناء ثورتهم نظرة فخر ونؤكد للاوروبييين بأن العزة تسري في شرايين شعوب الشرق الاوسط ولن تصمت هذه الضعوب مهما اوتي الطغاة من قوة على الظلم . كانت ابتسامة الاوروبيين صفراء مثل قول عنترة :
ان الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب
نحن لن نقول بأن مؤامرات تستهدف الربيع العربي لإفشاله، بل ان شعوب اليمن ومصر تآمروا على ربيعهم لأنهم استمعوا الى الدعايات المناهضة لمنجزاتهم وحث هذه الدعايات القضاء على الحرية / انهم سمحوا المجال للمؤامرات تحقيق بغيتها من أجل أن يبقوا مسلوبي الارادة .
وتأخر تحقيق الربيع السوري هدفه جراء عدم وجود دراسة كافية للسياسة الدولية تجاه سوريا. فالشعب السوري اعتقد بانتفاضته السلمية ان العالم سيقف معه . لقد نسي الشعب السوري بأن طغاة دمشق استولوا على السلطة بقوة السلاح ، لقد نسي الشعب المسكين مجازر حماة وحلب وتدمر ودمشق ، ونسي أن نيل الحرية من الطغاة لا تتم الا بالقوة .
ميادين التحرير في القاهرة ودمشق وحلب وحماة وصنعاء وطرابلس وبنغازي وتونس وفي الجزائر وغيرها ستبقى روح أحرار العالم ولن يضيع حق وراءه مطالب ، ورحم الله احمد شوقي الذي يقول :
وما نيل المطالب بالمتمني انما تؤخذ الدينا غلابا
وما استعصى على قوم منال اذا الإقدام كان لهم ركابا
وأيضا قول أبي يزيد الحصين بن همال الفزاري /
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما
الربيع العربي لم ولن يفشل ،وهو في مرحلة إعداد جديدة فالبركان يخمد ولكنه سرعان ما يفور من جديد .
وسوم: العدد 909