ظاهرة نشدان شهرة الخزي عن طريق التجاسر على الإسلام ورموزه وقيمه السامية
لا تكاد عيون بعض المتجاسرين على الإسلام ورموزه وقيمه السامية تهدأ في أيامنا هذه ، ذلك أنه لا تطوى صفحة موضوع يعرضون به فيها على بعض المواقع الرقمية حتى تظهر أخرى أكثر تعريضا به . و هؤلاء المتجاسرون عليه المعرضون به كثر يتناوبون على الإساءة إليه تصريحا وتلميحا ولفا ودورانا .
ولقد عاد مؤخرا حديثهم من جديد عن كبيرة الزنى التي يريدون تمريرها عن طريق تغيير اسمه المشين واستبداله باسم العلاقة الرضائية عسى أن يكون ذلك سببا في التطبيع معه داخل المجتمع المغربي الذي تدين غالبية مواطنيه بدين الإسلام.
وغريب أمر المدافعين عن إشاعة فاحشة الزنى في هذا المجتمع المسلم أهله والمطالبين بتعطيل القانون المجرم له وكأنهم لا أمهات ولا بنات ولا أخوات ولا عمات ولا خالات ولا قريبات لهم . ولا ندري كيف لا يستهجنون الزنى الذي حين يحصل إنما يكون مع أم أو بنت أو أخت أو عمة أو خالة أو قريبة ؟ ولا ندري كيف بالواحد منهم يزاني إحداهن ،ولا تحضره ساعة زناه بها صورة أمه أو بنته أو أخته أو عمته أو خالته أو إحدى قريباته ؟
إن هؤلاء المفسدون ينشدون شهرة مخزية كشهرة الأعرابي الذي تبوّل في زمزم أثناء موسم الحج، فحاز لعنة الحجيج في الدنيا ولعنة الآخرة .
والتحدي المطروح أمام هؤلاء هو أن يملكوا ذرة من شجاعة للتصريح على المواقع الرقيمة التي تفسج لهم المجال واسعا للتجاسر على الإسلام بأنهم يرضون ما يسمونه بالعلاقة الرضائية لمحارمهم ، أما ألا يقبلوا ذلك لهن ويقبلونه لغيرهن ،فهذا منتهى الدناءة ، وأكثر منها دناءة وخسة ودياثة أن يرضوا ذلك لهن .
ولا يقف التجاسر على دين الله عز وجل ورموزه وقيمه السامية عند حد استباحة الأعراض من خلال المطالبة بإشاعة فاحشة الزنى بل يتعدى الأمر ذلك عند بعضهم حد استهداف سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال التشكيك في مصداقيتها ، والتشكيك في من نقلوها عنه عليه الصلاة والسلام مع أنهم هم من نقلوا عنه القرآن الكريم ، ولا ندري كيف يقبلون منهم نقلهم للقرآن عنه ، ويشككون في نقلهم السنة عنه ؟ كما أنهم يشككون في من جمعوها من ثقاة أئمة الحديث ، وهدفهم من وراء ذلك تمهيد الطريق للاستفراد بالقرآن الكريم من أجل القول فيه بأهوائهم وتأويله وفقها. ومما يروج له هؤلاء على سبيل المثال أن عقوبة رجم الزناة لا وجود لها في القرآن الكريم ، وهي قضية ذات صلة بموضوع ما يسمونه بالعلاقة الرضائية . فإذا كانت العقوبة المترتبة عن قانون 490 مرفوضة عندهم، فكيف يمكنهم القبول بعقوبة الرجم أو الجلد ؟ وغرضهم في نهاية المطاف هو تعطيل ما شرع الله عز وجل في الكتاب والسنة ينقضونه عروة عروة كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور : " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة ، تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضا الحكم ، وآخرهن الصلاة " ،والمقصود بالحكم هو الحكم بشرع الله عز وجل كتابا وسنة .
وواضح أن التيار المتجاسر على دين الله عز وجل ورموزه من صحابة وأئمة وعلماء وقيمه وشرعه، يعمل بتنسيق بين كل أطرافه حيث يضطلع كل طرف بنقض عروة من عراه باستعمال كل أساليب التشكيك الماكرة مكرا خبيثا يستهدف الأغرار والعامة بالدرجة الأولى ، ويحاول الحيلولة دونهم ودون أهل العلم والاختصاص من خلال الطعن فيهم ، تماما كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور أيضا حيث قال : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهّالا ، فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا "
والمثير للعجب وللسخرية في نفس الوقت أن بعض هؤلاء الرؤوس الجهّال عندنا يتحدون أهل العلم ، ويطالبونهم بالنزال للمناظرة في أمور يجهلونها جهلا فظيعا، ويفضحهم في ذلك ما يصدرعنهم من أقوال تؤكد جهلهم الفاضح والمركب وهم يركبون في ذلك غرورهم ، ويقدمون أنفسهم كعلماء وخبراء وأهل تخصص وما ينبغي لهم ذلك وما يستطيعون .
ومن لطف الله عز وجل أنهم كلما ازدادوا تجاسرا على دينه ورموزه وقيمه إلا وازدادت الأمة تشبثا به ، وغيرة عليه، ولله الحمد والمنة .
وسوم: العدد 915