القول بأن مسلسل العلمنة قد سار أشواطا في المغرب وهم وهراء مثير للسخرية
أثار المدعو " مصطفى شاكري" أحد محرري موقع هسبريس موضوع الإفطار العلني في رمضان جريا على عادة هذا الموقع كلما اقترب هذا الشهر المبارك الفضيل ، وذلك في مقال له تحت عنوان : " رمضان يجدد الجدل بخصوص الإفطار العلني في المجتمع المغربي " . وقد اعتمد في طرحه لهذا الموضوع أسلوب المقارنة بين رأي العلماني أحمد عصيد المدافع عن الإفطار العلني كعادته وبين رأي رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات تمارة لحسن السكنفل المعارض له .
وواضح من هذا المقال أن صاحبه علماني الهوى حيث وصف عصيد بالباحث في التراث الإسلامي ، واكتفى بذكر مهمة السكنفل علما بأن الحقيقة عكس ما زعم حيث يعتبر هذا الأخير صاحب خبرة كبيرة في التراث الإسلامي وصاحب قدم راسخة وباع طويل في علوم الدين بينما لا يعتبر عصيد في عير ولا في بعير حين يتعلق الأمر بهذا التراث بل هو مجرد مدّع ومتطاول على مجال لا يميز فيه بين كوع وبوع كما يقال .
ومما جاء في هذا المقال نسبة صاحبه للعلماني عصيد قول مفاده أن مسلسل العلمنة قد سار أشواطا في المغرب ، وهو قول طالما ردده هذا الأخير، والحقيقة التي يعرفها الرأي العام الوطني أنه وهم وهراء طلما عرضه للسخرية . ونظرا لشعوره الدائم بالإحباط واليأس من تحقيق حلمه بتحول المجتمع المغربي من مجتمع مسلم كما كان عبر قرون إلى مجتمع علماني بهوية عرقية أمازيغية رافضة للهوية الإسلامية والعربية ، فإنه ينفس بين الحين والآخر عن خيبة أمله بادعاء سير ما يسميه مسلسل العلمنة أشواطا في المغرب ، وذلك معتاد منه فيما يصرح به أو ينشره غالبا على موقع هسبريس الذي يفسح له المجال واسعا لتسويق علمانيته وعصبيته العرقية ، والنيل من كل ما له صلة بالإسلام، لأن قناعته أن علمانيته يتوقف وجودها ضرورة على إقصاء الإسلام من المجتمع المغربي قرآنا وسنة ولغة وتاريخا وتراثا .
وما أشبه حكاية عصيد وهو يزعم سير علمانيته أشواطا في المغرب بحكاية بطولات دنكشوط في صراعه مع الطواحين الهوائية أو بنكتة يتندر بها المغاربة مفادها أن أحد الفنانين المغمورين كان يسير في أحد شوارع العاصمة المكتظ بالمارة ولا أحد يبالي بوجود، فأخذ ينادي على نفسه باسمه ثم يلتفت وراءه ويقول : دعونا من هذا الهزل لشد الأنظار إليه ، فهذا هو حال عصيد الذي يجد متنفسه في موقع هسبريس ،ويخيل إليه أن ما ينشره قد طبق آفاق المجتمع المغربي ، وأن هذا الأخير ما بقي له إلا الإعلان رسميا عن نهاية عصر الإسلام وبداية عصر العلمانية اقتداء بالمجتمع الفرنسي الذي يتماهى مع علمانيته ،ولكنه من سوء حظه موجود في مجتمع مسلم لا مستقبل فيه للعلمانية التي باتت وهما لا يتخطى دماغه وأدمغة أقلية من أمثاله يمكن تقدير عددها بالنسبة المئوية المعبر عنها " بصفر فاصلة " لو قدر لها أن تخوض استفتاء شعبيا لمعرفة وزنها الحقيقي داخل المجتمع المغربي ، وحالها لا يختلف عن حال كل الفئات العلمانية في المجتمعات الإسلامية ،فهي تدعي أن علمانيتها قد قطعت أشواطا، والحقيقة أنها لم تبارح مكانها وأن ذلك مجرد ادعاء أصحابها يكذبه الواقع لأن شأن من يريدون إيجاد موطن لها حيث يسود الإسلام كشأن من يريد استنبات نبتة في تربة لا تنبتها أصلا .
وقضية الإفطار العلني في رمضان في بلادنا، و في جارتيها الجزائر وتونس أيضا ،يتعمد العلمانيون من خلال إثارتها كل سنة تسجيل حضورهم الضئيل عن طريق استفزاز مشاعر سواد الشعوب الثلاثة الدينية ،علما بأنهم لو كانوا يريدون الإفطار دون استفزاز لما اعترض عليهم أحد إذا ما وسعتهم بيوتهم لأن الشوارع والأماكن العمومية ليست حكرا عليهم وهم أقلية لا يتجاوز عددهم العشرات كما تنقل ذلك وسائل الإعلام أثناء خروجهم للتظاهر مطالبين بحرية الإفطار نهارا في رمضان ، وبإلغاء تجريمه .
ومعلوم أن العلمانية الغربية تدعم مطالبهم هؤلاء حين يتعلق الأمر باستفزاز مشاعر المسلمين والنيل من الإسلام ،وتخصص لهم حيزا كبيرا في وسائل إعلامها ، وتستضيفهم في برامج متلفزة محاولة اختلاق مظلمة وهمية لهم ، وفي المقابل تضيق على حرية الجاليات المسلمة الموجودة فوق أراضيها فيما يلبسون من لباس أو ما يذبحون من ذبائح ... وغير ذلك مما يمس بحريتهم الدينية ، وهو كيل مزدوج منها .
وليس مطلب الإفطار في رمضان هو مطلب العلمانيين الوحيد بل هم يطالبون بحرية ممارسة كل ما حرمه الإسلام من فواحش كالزنى وعمل قوم لوط وإجهاض الأجنة الناتجة عن سفاح وغير ذلك من الموبقات ، وهم يسعون إلى شطب القوانين المجرمة لها لأن ذلك يعتبر انتصارا لتوجههم العلماني وهم يراهنون على ذلك ويستقوون من أجل ذلك بالعلمانيات الغربية التي تتبنى مطالبهم المستفزة لمشاعر المسلمين في بلادهم الإسلامية .
من السخف أن يعتبر عصيد أن منع الإفطار العلني في رمضان هو قرار الاحتلال الفرنسي للمغرب متجاهلا الشريعة الإسلامية ونافيا أن تكون مانعة لذلك وهو ما جعل صاحب المقال يعتبره خبيرا بالتراث الإسلامي لأنه كذلك يدعي ويصف نفسه دون خجل وهو الذي يصدق عليه اسم الرويبضة وهو الرجل التافه يتكلم في أمر العامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور .
وسوم: العدد 923