مساعدات إنسانية أو مكر روسي جديد ... لاتحسبوه هينا .. بل هو يوم له ما بعده
عبرت بالأمس الاثنين 30/ 8/ ثلاث شاحنات من طرف سيطرة الأسد في حلب، إلى مناطق سورية المحررة.
الشاحنات عبرت تحت رايات " الهلال الأحمر الأسدي " وستوزع هناك تحت إشراف المؤسسة الأسدية نفسها ، بآلياتها واعتباراتها .
الذين مرروا العملية من القائمين على الأرض بحكم " سلطة الأمر الواقع " زعموا أن هذه العملية تتم بالتنسيق مع برنامج " الأغذية العالمي" ،وأن البرنامج يملك المزيد من المستودعات التي سيتم تحويلها بالمزيد من الشاحنات لأنها من نصيب المناطق المحررة، وسكانها..!!
بالطبع كان بإمكان برنامج الغذاء العالمي أن يدخل حصص المناطق المحررة، من معبر باب الهوى، وهو المعبر الوحيد الذي تم التجديد له لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد من شهر تموز المنصرم ..
وبكل تأكيد كان بإمكان " برنامج الغذاء العالمي :وإن أدخل المساعدات من الطرف الآخر ، أن يوكل توزيعها إلى المنظمات الإنسانية المتكاثرة في الشمال المحرر، دون أن يوكل ذلك إلى مؤسسة أمنية تابعة لبشار الأسد، ففي سورية التي نعرف حتى العاملون في مؤسسة التنظيفات البلدية أعضاء متسترون في أجهزة الأمن ، يظلون يحدقون ما هي أنواع الفضلات التي يرميها السوريون من بيوتهم ..
إذا أردتم أن تعرفوا حجم غرق " الهلال الأحمر الأسدي" في الحضن الأسدي، تابعوا إذاشئتم حجم الهجمة الأسدية على مؤسسة " الخوذ البيضاء الوطنية. وأظل أتساءل ما الذي يغيظهم في رجال ينتشلون جثث الأطفال من تحت الأنقاض!!
وأعتبر ما سبق ردا على الذين تماهوا مع جريمة تمرير الشاحنات، فمرروها وأغضوا عنها فسوغوها، وليسوا في موطن الغفلة عن مقدماتها ونتائجها. وإنما الإنسان إذا أراد أمرا سهل عليه تمريره . ولسنا غافلين عن حاجة السوريين إلى ما في الحافلات، ولكن الجواب الذي يجب أن يجمع عليه السوريون هو إبلاغ المؤسسات المعنية " أن الطريق ليس من هنا "
ونعود إلى الواقعة بحد ذاتها ..وأنها نوع من المكر الروسي - الأسدي لإحكام الحصار المستقبلي على المناطق المحررة ، على طريقة التمرير ، خطوة بعد خطوة ..
فبعد أن استطاع الروسي استصدار قرارات من مجلس الأمن باعتبار " كف بشار الأسد " هو الكف الذي يجب أن يشرب منه كل السوريين المقيمين على الأرض السورية ..
وبعد أن نجح الروسي على مدى سنوات في إغلاق جميع المعابر التي اعتبرت شريان حياة لسورية المحررة ولنحو عشرة ملايين سوريين منهم ملايين النازحين..ولم يبق غير معبر باب الهوى ..
وبعد أن عجز الروس عن تحصيل قرار دولي بإغلاق هذا المعبر بزعمهم أن "كف الأسد يروي كل من وردا " فقد قادهم مكرهم إلى هذا ..
إلى تجربة رائدة ، يتم تنفيذها تحت سمع العالم وبصره ، يتعاون فيها برنامج الغذاء العالمي- مع ما يسمى " الهلال الأحمر الأسدي- مع القائم على الأرض الذي شرحنا بعضا من فلسفته ..
لا تستغربوا إن مرت هذه التجربة بسلاسة ورفق وسلام ونجاح...فإن وراء هذه التجربة ما بعدها ، وراءها أن تكون بيد الروس ورقة أن " ذيل الكلب يمكن أن يستقيم"
وعلى الذين يشاركون في تمرير هذه التجربة : المكيدة والمكر والفخ " وأنتم تعلمونهم ونحن نعلمهم. أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أوطانهم . وأحب أن أذكرهم فقط أن تقوى الله ليست بلبس " السراول " أو " الشروال "
وسوم: العدد 944