مهم من الاتحاد الأوربي... نقرؤه ولكن بدون تدليس ولا غرور...

صرح ممثل الاتحاد الأوربي الأعلى للشؤون الخارجية الأمنية والسياسية " جوزيب بوزيل " / السبت/ 4/ 12 ..خلال مؤتمر حول المتوسط عقد في روما أنّ

أن الاتحاد الأوربي لا يريد علاقات مع الدولة السورية -يقصد الأسدية-. وأضاف لا نعترف سياسيا بالنظام السوري. ولا نريد زيادة علاقتنا معه. ولا أرى أي سبب يدفعنا لتغيير موقفنا.

وفي السياق نفسه اختلف كثير من المعلقين في تفسير مرسوم الرئيس الفرنسي ماكرون والقاضي بتعيين السيدة بريجيت كورمي سفيرة فرنسية معتمدة من أجل سورية.. فبينما رآه بعضهم خطوة نحو افتتاح السفارة الفرنسية في دمشق، كخطوة إلى إعادة التطبيع مع الأسد، قال آخرون: إن الدلالة تكمن في مرسوم التعيين نص على "سفيرة من أجل سورية" ؛ وليس سفيرة لدى سورية..

إن حالة الضبابية والتردد التي تسود الأوساط الدولية والإقليمية حول الموقف من نظام الأسد تحتاج إلى مبادرات وليس مهاترات. تحتاج إلى مبادرات أكثر جرأة وأكثر واقعية وحركية يقدم عليها ممثلو المعارضة السورية بكل أطيافها، ممثلو المعارضة وممثلو الثورة ، لدفع المشهد العام إلى الأمام في مصلحة الشعب السوري وثورته. إن بشار الأسد بما يملكه من قدرات باطنية، وادوات دبلوماسية، واستغلال للموقع العملي من الدولة السورية ...يسبق في الترويج رغم اشمئزاز العالم من دمويته، وتتخلف المعارضة السورية مع مشروعية مظلو ميتها...

أحيانا يبدو لنا أن بعض من يريد تأييد السوريين يتخوف منهم ، بسبب بعض التصريحات والمواقف "الدون كيشوتية" وأحيانا يرفع بعض الناس شعارات لا يلقون لها بالا، فيعكسون بها كثيرا من العتمة على وجه الثورة والثوار!!

إن المطلوب من السوريين عموما "رجال الدين" المسلمين خصوصا، تعقل المشهد السوري بكل أبعاده. ثم صياغة مطلبية واقعية إنسانية وسياسية تنطلق من مطلقات الدين وأسسه وكلياته، وتتواءم مع المشهد القيمي الكوني حسب ترتيب أولويات مقاصد الشريعة القائمة على الكليات الخمس أو السبع أو ما شاؤوا بعد ثم وضع خطط عملية لتسويقه وإيصاله إلى المعنيين به..

إن الاستغراق في عمليات التحيز والتميز والاستعلاء الوهمي، والاندفاع في متاهات السبُل ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ) بعيدا عن السبيل والصراط والمنهاج؛ يرهق المشهد العام بكثير من الأعباء التي لا قدرة له على حملها. يحدث ذلك في ظروف غير مواتية تحكم العالم ، وتتحكم فيه من موقع القدرة والسيطرة. لا يواجه كل ذلك بمحاضرة أو بخطبة نارية على الزوم أو وسائل التواصل، ولن نغير موازين الضعف والقوة في هذا العالم بمثل هذا، ولا عن طريق هذا.

وعلى الذين يستمرئون حالة الاستضعاف عن بعد أن يقدروا أوضاع أخواتهم وإخوانهم المعلقين من الكراعيب.

والله حسبنا وهو نعم الوكيل

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 958