الاخطاء القاتلة التي أدت إلى احتكار الطائفة العلوية حكم سوريا
لاشك ان نظام الأقلية العلوية بقيادة العميل حافظ أسد استفاد كثيرا من أخطاء وتفكك منظومة الرفاق في حزب البعث والمنتمين للأكثرية الساحقة من المسلمين السنة مما جعله يبتلع الجيش والسلطة بسهولة.
ففي الوقت الذي كان العلويون في الجيش الذي تم تأسيسه في عهد الاستعمار الفرنسي لهم نسبة كبرى فيه، فحافظوا عليها بعد حصول سوريا على استقلالها ، الا ان هذا لم يكن كافياً لاستفزاز الاكثرية واستلام قيادة سوريا لولا تخطيط مسبق من قبلهم شاركتهم به فرنسا ومخابرات غربية ، فطلب منهم الانسحاب من الحزب القومي السوري الاجتماعي حيث كان معظم العلويين مجندين في هذا الحزب ، والالتحاق بحزب البعث ، وعلى الجهة المقابلة كان الضباط السنة في حزب البعث يشكلون الاغلبية ولكن اخطاء هذه الاغلبية المدمرة ادت الى حالات تشبه الانتحار ،
ومن هذه الاخطاء ما قاله لي ضابط كبير من اوائل المنشقين من اننا نحن البعثيون لعبنا دورا سيئا في وصول هذه العصابة للحكم ، وضرب مثالاً على ذلك فقال : الكثير منا من كان متدينا ً ايضا وكانت الصلاة في القطعات العسكرية امر طبيعي ولا احد يتجسس على أحد، وفي عهدهم وعهد صلاح جديد من قبلهم كانوا يستهزئون بالمصلين احراجاً لهم ساخرين بهم ويخاطبوهم على سبيل التنكيت ويقولون : "قرد ولو والله فتحتوا فرع للاخوان الشياطين في جيشنا التقدمي".
والقليل منا من كان يرد والاكثرية تسكت وتضعف وتبتسم امام تهجمات هؤلاء الطائفيين ، حتى ان الكثير منا كان يصوم رمضان ويظهر افطاره امامهم وكأنه يرتكب اثماً يحاسب عليه ، مما زاد من وتيرة تغول هذه العصابة واخذها زمام المبادرة والاستعلاء . أما الخطيئة الثانية المدمرة فسببها اننا قسمنا انفسنا بايدينا الى جماعات عسكرية فكان يطلق على الضابط الفلاني انه ينتمي لضباط الحوارنه و اخرين للشوام وضباط يتبعون مجموعة الحماصنه واخرين يتبعون مجموعة الحموية والحلبية والساحل والجزيرة وكل يدعم ضباط من مناطقه فتحول الجيش الى حزم ، وطالما آل الوضع الى هذه التقسيمات الجغرافية فكان للطائفيين ايضا تقسيماتهم العلوية فاصبحوا كتلة قوية وكبيرة في بحر تكتلاتنا المتفرقة ، مما لعب بعض ضباطنا الضعفاء لعبة الولاء لهم تقرباً منهم ، ومن يتصفح كتاب اللواء عبدو الديري قائد البحرية في ستينات القرن الماضي بعنوان "ايام مع القدر" يقرأ قصص من هذه النوعيات يشيب لها الولدان .
كل هذه الاخطاء استفاد منها الطائفيون وحماتهم .
اخواني
الثورة انطلقت بآمالها و آلامها ولا رجعة عنها . ولكن نصيحة لكل الشرفاء من الضباط ان تأخذ اليوم زمام المبادرة العسكرية موحدة معتمدة على تصحيح اخطاء الماضي المذلة، فالقيادة العسكرية في زمن الثورة يجب ان تكون للعسكريين المخلصين ولهم الرأي المرجح ، وعند الانتصار، فستأخذ الديموقراطية مكانها ويتم إعادة هيكلة الجيش بحسب نسبة مكونات الشعب السوري ليبقى درع الوطن وحاميه من اعداء الخارج .
والثورة يجب ان تستمر وتصحيح الاخطاء عامل النجاح في استمرارها.
وسوم: العدد 962