حجم الاختلاف بيننا -نحن المسلمين - أكثر عمقا.. فمن المسؤول؟
وأكتب محتسبا متوكلا على الله.
ولا أستطيع ولا يحق لي، أن أكتب باسم الإسلام ولا المسلمين، ولا أكاد أرى الجهة التي تمتلك هذا الحق، ولو كانت موجودة لما تركت الناس (فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ) كلهم يخوض مع من حوله من الخائضين، وكلٌ في بيدائه يهيم.
حجم الاختلاف بيننا؛ نحن أبناء هذا الجيل من المسلمين، ولاسيما الجيل الصاعد كما أراقبه وأراه، وأنا من جيل الآفلين؛ أكبر من أن تحيط به كلمات في إطار معرفي مفيد.
يواجه الناس قضاياهم، مشكلاتهم، أزماتهم، بثلاث مستويات من الإدراك.
حسن التوصيف، بإدراك الواقع كما هو .
حسن التحليل، إدراك العوامل الأولية والفرعية المنتجة للواقع، والمؤثرة سلبا أو إيجابا، فيه.
حسن الاستشراف، وتوقع المستقبل، والتأثير في مدخلاته وتحويل ما أمكن من تموجاته لصالح العاملين.
ويؤسفني بل يصدمني أننا، نحن المسلمين، مختلفون حتى الآن على الرؤية الأولى في مرحلة التوصيف، وكثير منا يحسب الداء دواء، وبعضنا ينادي: وداونا بالتي كانت هي الداء.
وأعجب أنواع المرضى الذي يضجع بين يدي الطبيب، فيسأله ما يؤلمك، فيقول رأسي وهو يقصد أنه مصاب في قدمه!!، أو يجيب بطني وهو مشجوج في رأسه!!
أنت أخي، وعندما تختلف عليّ، أو أختلف عليك، وأنا هنا لا أكتب باسم نفسي، بل باسمنا جميعا ، عندما نختلف بعضنا على بعض، وقد درسنا منهجا واحدا وارتضينا مرجعا واحدا ، فإن ثمة خللا فينا جميعا. ومن الهروب من المشكلة أن أنسب الخلل إليك.
قرأنا نفس الكتاب، تعلمنا على نفس الأستاذ، مررنا بنفس المراحل، وها نحن يرد بعضنا على بعض، في كبرى القضايا وصغراها أيضا..!! وعجب وأي عجب حتى لا نكاد نتفق على كلية أو جزئية، من أمور هذه الحياة، وأحيانا من أمور هذا الدين. كثير من الناس مثل حصاد الهشيم، شرارة طائرة من دخينة أثيم، ويشتعل فينا كل شيء!!
وتضخمت في عقولنا وقلوبنا مشكلات وقضايا هي في حقيقتها مجرد فقاقيع. المتصخمة.
تحفظون قول من قال :
كأن كبرى وصغرى من فقاقعهـــــــا
حصباء در على لجين من الذهب..
فملأ صفحات النحويين.
أنت أخي.،
يا رعاك الله أعطني يدك، أو خذ بيدي..
وسوم: العدد 981