مناهجنا التربوية
المناهج التربوية الإسلامية حريصة كل الحرص على بناء جيل مؤمن بربه، ملتزم بقيم دينه وشريعته. وتتبارى الجهود على الصعيد العقدي والفكري والسلوكي للتركيز على المعطيات الإسلامية المعرفية والحياتية، عنوان المسلم الملتزم، والمسلمة الملتزمة. يقول أحدهم: الحمد لله أبنائي كلهم يصلون، يحفظون قدرا من القرآن، يواظبون على المساجد. وبناتي كلهن محجبات ومحتشمات وصينات وحافظات ومواظبات ومطيعات..
وبلغ المنهج التربوي في أذهان هؤلاء وعلى ألسنتهم غايته!!
وما سأضيفه ليس استدراكا على هذا، وإنما تتميم له، في المنهج التربوي نحتاج إلى معانيَ أساسية إضافة إلى كل ماسبق، وهو ليس من معاني التكملة، بل من الأساسيات المهمة التي توازي ما سبق في الأهمية:
بناء الجيل الواعي المستنير الذي يدرك ما يدور حوله، وربما أكثر من والديه!!
الجيل الذي يعيش معارك التحدي الايجابي بكل أبعاده، التحدي الايجابي، الذي لا يسلك سبيل التنديد والانتقاص والتشنيع ، بل يعلَم ويعلّم كيف يواجه بكل أساليب المواجهة الناعمة قبل الخشنة. أين الخلل وكيف نتداركه؟ أين الخرق وكيف نرقعه، وأحيانا كيف نقدم البديل الهين اللين الميسر الواقعي القريب وليس الطوباوي الحالم..
ثم نبني الجيل المسلم المعاصر الذي يعلم أن من معاني أن الإسلام شريعة صالحة لكل زمان ومكان، أن يملك مفاتيح التأهيل التي تنزل النص الشرعي على متغيرات الزمان والمكان.
يعرفون علم الأنثربولوجيا، بأنه إنسان وثقافة أو وخبرة أو وأداة. هذه الأمور تتراكم أو تتغير، نعم نحنّ إلى الشرب من ماء الخابية أو القُلة ولكن ..
كلنا نعلم ما خلف ولكن..
وأخيرا وليس الأقل أهمية أن يربى الشباب المسلم على فكرة الريادة، أن يكون أحدهم سباقا في ميدان من الميادين، ليس حب الزعامة والشنفخة على الناس، وإنما بحب أن يكون الإنسان معطاء في ميدان سبقه، بحيث يكون سوادنا نجوما في حياة الناس. حتى تكونوا كأنكم شامة بين الناس. في المجتمعات الصغيرة والكبيرة على السواء.
ليس لأننا نستصغر معاصرينا، ولا من يلينا، وليس لأن منا من يزعم كما زعم من قال (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) ولكنني أفتقد نجوما من المجتمع المسلم وفي كل الميادين
أحيانا أتساءل: هل كان التقصير في تربية أولئك لأبنائهم .
نحتاج ان نعيد تفكيك كثير من الأحاجي، ونعيد بناء الشخصية المسلمة عليها.
الضفدع الذي فقست بيضته في البئر سيعيش ويموت والبئر كل عالمه.
قال: وما علمت أن أكثر من الألف يكون!!
وما زال فينا.
وسوم: العدد 989