ثورة الحرية
حين بلغ ذو القرنين ما بين السدّين تفرق الناس خوفاً ورعباً في شعاف الجبال ، وكهوفها،وهربوا في كل اتجاه خوفاً من المصير الذي ينتظر من يتأخر قتلاً أو إذلالاً ،إن المفسدين يثيرون الرعب والهلع في نفوس الأمة شيباً وشبّاناً ، نساءً ورجالاً، صغاراً وكباراً ، فمن عادة يأجوج وأجوج أن يفسدوا في الأرض يسلبون وينهبون ويدمرون ويقتلون من يرونه أمامهم ، وهذه عادة الظلمة الجبابرة ودأبهم في شعوبهم وفي الأمم التي يسيطرون عليها.
والخائف المرعوب يضعف تفكيره، ويفقد السيطرة على نفسه، جُلُّ اهتمامه في النجاة من ظلم الظالم وإفساد المتجبرين ، إن الظلم يقتل الإبداع ويكسر القلوب وينشر الجهل والخنوع ، وهذا ما يفعله قوم يأجوج ومأجوج كلما أغاروا على مجتمع ما بين السدّين . وهذا ما يفعله كل ظالم متغطرس في كل زمان ومكان.
وصل ذو القرنين إليهم ،فلما مثُل القوم بين يديه لم يقدروا على الحديث أمامه ، فالرعب والقهر والذل حبس السنتهم ( وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً) وأنّى لهم أن يتكلموا وقد عقد الفزع ألسنتهم ، لقد ظنوا ذا القرنين وجيشه صورة من يأجوج ومأجوج الظلَمةِ المفسدين الذين لا يرحمون!.
فلما رأوا منه العدل والرحمة حين طمأنهم على أنفسهم وأهلهم وذراريهم وأموالهم وشعروا بالأمن والأمان ، وهما غاية الشعوب في حياتها ، احسّوا بالحرية ،والحرية تفتح الآفاق، وتفجّر الطاقات، وتحرك مكامن القُدُرات ،وتسقي العقول الفهمَ والنفوسَ العلمَ، عادت إليهم نفوسهم فكلموه أحسن الكلام، وطلبوا منه العون في سد الثغرات التي ينفذ منها المفسدون ليعيشوا بأمن وسلام( إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ن فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سدّاً)
اطمأنوا إلى عدله فارتاحوا إليه وأسلموه أمرهم ، واستجاروا به على أعدائهم، وسألوه النصرة، وعرضوا عليه المال لبناء هذا السد الذي يمنع عنهم غائلة الإجرام والظلم والجبروت ..
ثورتنا في سورية ثورة الحرية ، هدفها حماية الفرد والأمة من اغتيال المجرمين وسلب المنتهبين وجبروت الشياطين.
ثورتنا في سورية شعلة الحرية للعالم كله ،تابى الخنوع لعدو الأمة الداخلي والخارجيّ على حد سواء.
ثورتنا في سورية صِمامُ الأمان للعالم كله عامّة، وللأمة الإسلامية خاصة .
ثورتنا في سورية ضياء المستقبل وشمس الكرامة والحرية ،،
فلا بد من الصبر والمصابرة والعمل الجاد للوصول إلى الهدف المنشود، ( يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ، واتقوا الله لعلكم تُفلحون)
وسوم: العدد 993