مذكرة تذكيرية بشأن المهتدين الجدد للإسلام.. يتقدم بها ضعيف مستضعف
أولا إلى قادة الدول من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو؛ من قادة الأمة..
ثم إلى علماء هذه الأمة بجامعاتهم وبمعاهدهم وبمؤسساتهم واتحاداتهم وروابطهم وأفرداهم..
ثم إلى الدعاة المهتمين بأمر الدعوة إلى الله، وتكثير سواد المسلمين في هذه المرحلة من عصر الحرب على الإسلام..
وأخيرا إلى أصحاب الدثور من المسلمين، أحرضهم ليذهبوا بالمزيد من الأجور، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
وأتوجه بهذه المذكرة، في هذا الزمن الصعب، لكل هؤلاء، استكمالا للجهد المبذول على طريق:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
وما زلنا بحمد الله وبفضله ومن تمام نوره؛ نحتفي في كل يوم، في كل مشهد بأرتال من المهتدين الجدد، ينضمون إلى دائرة إخوة الاسلام، وإلى رابطة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
يعبر الرجل أو المرأة القنطرة المحمدية، ويقف وسط ملأ من الناس، فيعلن "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله"، فنفرح ونرحب به ونهلل له ونكبر الله على ما هداه، ثم ماذا؟؟
وقليل منا من يفكر بما بعد ماذا!!
مسلم جديد ينضم إلى الموكب، طالب جديد يلتحق بالمدرسة، إنسان جديد يقطع علائق، يخوض تحديات، يودع عالما، يستقبل آخر، ثم يجد نفسه، كيف تتوقعون أن يجد نفسه على عتبات عالمه الجديد؟؟
أخ داعية عزيز كان يحدثني عن عدد كبير من المهتدين الذين أعلنوا إسلامهم على يديه؟؟
سألته مستفهما: أي علاقة تربطك بهم بعد إسلامهم؟؟
كان الصمت ردّ جوابه؟؟
هذا السؤال أسأله لنفسي الآن ، وأطرحه عليكم، وأطرحه على كل من وجهت له الخطاب أولا..
هذا المهتدي الجديد للإسلام إن كنا فعلا قد فرحنا بإسلامه.. أليس من الضروري أن يكون لنا عمل مؤسسي يتابع كل أموره الانسانية والدعوية والشخصية بعد؟؟
هل يمكن أن نجعله مثل حصاة انتقلت من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي، وحسب!!
ألا ينبغي أن يكون للمسلمين عمل مؤسسي منهجي مبرمج، في كل بقعة، يوجد فيها مسلمون جدد، تعين هذا الوافد الجديد إلى واحة الاخوة، على مواجهة كل التحديات،؟؟ وتجاوز كل العقبات؟؟ والازدياد من معين اليقين والثقة؟؟ ..
أترك النوافذ مفتوحة، لأصحاب الفهوم ليدركوا أبعاد مثل هذه الدعوة، وهذا المشروع!!
وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.'
وأهم ما يحتاجه هذا المسلم أن يجاب على تساؤلاته المتجددة حول عالمه الجديد، أن يؤخذ بيده إلى عالم التكليف- والتكليف مشقة- بحكمة ورفق، وأن يشعر بحميمية موقعه في الرابطة الجديدة، فيجد الأسرة وقد هجر الأسرة، وأن يسانَد بما يرد عنه غوائل الآخرين..
قال الأول:
رأى خلتي من حيث يخفى مكانها
فكانت قذى في العين حتى تجلت
أنا مولع بسماع قصص إسلام هذه الطبقة من الإخوة الجدد، وأسمع وأفهم لحن القول من كثير منهم: وخير الحديث ما كان لحنا..
نوادي المسلمين الجدد، حيثما وجدوا، تشعرهم بالحميمية والدفء، وتحقق بعض ما أمر به القرآن من تأليف للقلوب..
وما يكون لي أن أطيل..
وسوم: العدد 1046