«طوفان» القسام: ماذا كانت الدول العربية تفعل في 1967؟

المشاهد التي تبثها محطة «الجزيرة» على مدار الساعة نقلا عن شبكة كتائب القسام في المقاومة الفلسطينية تثير سلسلة مفارقات وأسئلة تنتهي حتما عند الاستفسار المتجدد: «كيف تمكنت العصابات الإسرائيلية من هزيمة 7 دول عربية في عام 1967؟!

وصف الجنرال والخبير الأردني مأمون أبو نوار عملية «طوفان الأقصى» بأنها «عبقرية».

أشرطة المصور الحربي لكتائب القسام تحولت إلى مصدر وحيد تضطر شبكة «سي أن أن» للتعامل معه، والعالم مهووس مجددا ومصعوق: كيف يتمكن فتية المقاومة المحاصرين المجوعين المسجونين المقهورين في غزة – صغيرة المساحة – من كل هذا البهاء الساطع؟

التدقيق في موضوع أكثر من 6 كاميرات على شاشة «الجزيرة» يعني التقاط ما لم يكن التقاطه يسيرا في العادة.

فجر المقاومون في طريقهم السياج ومعه «دبابة»، ثم التقطوا الصور إلى جانب أسرى حرب تم انتشالهم من داخل دباباتهم المحصنة، فيما أحد الفتية يحضر للموقع مع جهازه الخلوي، ممتطيا «دراجة نصف نارية».

في الأثناء أسيرة وسط شوارع غزة تلتقط صور «سيلفي»، وكأنها تخبر استخبارات كيانها عن موقعها و»جسم ما» مصنوع من بعض أكوام خردة الحصار، يتحول إلى «طائرة شراعية مسلحة».

هبوط مظلي

هبوط مظلي خلف خطوط العدو بماكينة تشبه الدراجة الهوائية. من كان يصدق أن ذلك يمكن أن يحصل يوما؟

ببساطة، يمكن ملاحظة أن «المظلة» على الأرجح صنعت من «قماش» تم تهريبه عبر الأنفاق، بعد رشوة جنرال عربي ما، يتاجر مع نظامه بآلام أهل القطاع.

خيل إلينا أنه حتى ليس قماشا من صنف يصلح للطيران، فهو أقرب لقماش «مدرقة» جدتي فاطمة، لكن شباب القسام حولوه إلى «سلاح طائر»، كما صنع شباب مخيم جنين من «كوع معدني» يستعمل لضبط إيقاع حنفيات دور المياه عبوة ناسفة مسلحة.

الأهم لي كأردني ما يلي: وزير الأوقاف كان يندد ويتوعد ويستنكر على شاشة التلفزيون الرسمي، وتطرق إلى تفاصيل محددة حول موقف بلادنا – حفظها ألله من كل شر- من انتهاكات قطعان المستوطنين مساء الجمعة، فيما بعد 6 ساعات فقط بدأ «طوفان حماس».

شيخنا الوزير يستقبل تقارير طاقم الأوقاف الأردني في القدس، وكمواطن أقولها بصراحة: القائد الوحيد في المنطقة، الذي يدافع عن «الوصاية الأردنية» بعبارة تفصيلية تماما وعميقة تشبه تقارير الأوقاف هو المجاهد محمد ضيف.

ذلك تنميط سياسي كبير ومهم وعميق، وعمليا ما قاله القائد ضيف بخصوص المستوطنين والقدس هو حصرا ما يقوله كل مشايخ المنابر الأردنية، بما في ذلك «بتوع الحكومة».

يعني ذلك عمليا أن الرعاية الأردنية ومن باب «الدفاع عن الثوابت» عليها بعد الآن مصافحة على الأقل الممثل السياسي لكتائب القسام. أو أفترض ذلك. هل تفعلها عمان؟

وسوم: العدد 1053