فرصتنا التاريخية للانعتاق من سجن كامب ديفيد
منذ عام 1979 لم تواتنا فرصة أفضل من الظروف الحالية للتحرر للأبد من القيود التى تكبل قواتنا المسلحة فى سيناء بموجب الترتيبات الامنية المفروضة علينا فى اتفاقيات كامب ديفيد.
ان هذا ليس حديثا عن مصالح مصر وامنها القومى فقط، بل هو حديث ايضا عن فلسطين وكل الامة.
فالسبيل الوحيد امام كل من يريد ان يدعم فلسطين هو استرداد مصر العربية باسقاط كامب ديفيد والتحرر من قيودها وسلاسلها الحديدية التى قامت بتجريد ثلثى سيناء من السلاح والقوات الا باذن (اسرائيل).
وهو التجريد الذى يمثل اخطر سلاح أمريكي واسرائيلي للضغط والتأثير على استقلالية القرار الرسمى المصرى وكسر الارادة الوطنية، والأمثلة كثيرة.
فبعد ملحمة اكتوبر العظيمة، سرقوا منا النصر ونجحوا فى خطف مصر، او كما قيل وقتها ((اعطونا سيناء واخذوا مصر كلها)).
وبعد أن أخذوا مصر تحت مظلة الولايات المتحدة وهيمنتها، وقاموا بتحييد قوتها ودورها فى مواجهة (اسرائيل)، قاموا بالانقضاض على باقى الدول والاطراف العربية والفلسطينية لتتم اعادة ترتيب المنطقة على مقاس مصالح الامريكان وامن (اسرائيل) التى تحولت الى القوة الاقليمية العظمى فى المنطقة.
واليوم فوجئت الدولة المصرية بعد 45 عاما من اوهام السلام، ان السلام بعيد جدا عنها، وان امنها مهدد بشدة من (اسرائيل) مثلما كان مهددا عام 1967، ولكن هذه المرة ليس بالاحتلال الاسرائيلى المباشر وانما بتهجير الفلسطينيين قسريا ودفعهم الى اختراق الحدود الدولية واجتياح سيناء خوفا من الابادة والقصف والقتل بقنابل الطائرات الاسرائيلية.
وذلك فى وقت لا تملك فيه الدولة المصرية فى سيناء القوات المسلحة الكافية لمنع (اسرائيل) من تنفيذ هذه الجريمة، وذلك بسبب القيود العسكرية المفروضة على أعداد وتسليح قواتنا هناك بموجب المعاهدة.
وهو وضع يضع الدولة وارضها وسيادتها فى مخاطر شديدة قد تهدد وجودها ذاته.
وهو ما يحتم عليها أن تتحرك على كل المستويات من أجل درء هذا المخاطر مع حقها فى اسقاط او تجميد اى اتفاقيات او التزامات دولية تقيدها او تعيق جهودها لانقاذ سيادتها ووجودها، وعلى راسها اتفاقيات كامب ديفيد.
ان هذه دعوة الى كل مؤسسات الدولة لانتهاز هذه الفرصة التاريخية لاستكمال تحرير سيناء الذى بدأ عام 1973 ولم يكتمل بعد.
وهي أيضا دعوة الى كل القوى الوطنية للتوقف أمام خطورة الظروف والتحديات ودقة اللحظة وأهمية هذه الفرصة التاريخية الثمينة، للنضال والتركيز والضغط والحشد والتعبئة من أجل التحرر والانعتاق.
اللهم انى بلغت اللهم فاشهد.
وسوم: العدد 1055