دعوتنا إلى مقاطعة الانتخابات الأمريكية الانفصالية على الأرض العربية السورية يجب أن لا تتأخر
وسط انشغالات مريبة لقوى الثورة والمعارضة، بفتح ملفات لم يحن وقتها، يمضي مشروع الاحتلال الأمريكي على أرضنا، وبين ظهرانينا، إلى غايته، في التأسيس لكيان جديد دخيل، غايته الإمعان في الهيمنة والنفوذ على قواعد التفتيت، وتكريس الفوضى والاضطراب على الحدود الشمالية لوطننا، ومن ثم وضع المقدرات الطبيعية لهذا الوطن، بأيدي ثلة من الفاسدين والمستفيدين..
وحين يتابع البعض، ما يدور في الفضاءات الوطنية السورية، من لعلعات وادعاءات وترددات، أبرزها فتح ملفات مثخنة تحت عنوان "تقويم" مريب، وما تزال العربة الوطنية الثورية عالقة وسط النهر، يدرك أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الذين يعملون على إشغال السوريين الخلص، بقضايا جانبية، إنما يحاولون إعطاء الفرصة، للمشروعات الأكثر ريبة لتمضي إلى غايتها.
منذ انطلاق هذه الثورة المباركة، وكل البيانات الدولية والإقليمية، وكذا بيانات القوى الوطنية السورية تعلن تأكيدها على وحدة سورية الجغرافية والديمغرافية، وأن أي محاولة لتقسيم سورية أو تفتيتها، جغرافيا أو عرقيا أو طائفيا، أو توظيف عناوين من مثل سورية المفيدة، وسورية الجديبة، كل ذلك مرفوض مرفوض مرفوض..
وبينما تمضي جميع الاحتلالات للجغرافيا والديمغرافيا السورية إلى غايتها، تتشاغل قوى الثورة والمعارضة بأحاديث الخالات والعمات، ويكثر الجدل بينها من كان من رجالها "قصيبان" أو "قزيزان" ومن كان منهم "حديدان" وأعاجلهم فأقول: لو كان فينا "حديدان" واحد ما كنا اليوم هاهنا..
الاحتلال الروسي يعزز موقعه في سورية، لجعلها قاعدة استراتيجية متقدمة، في قلب منطقتنا، وباتجاه العالم الآخر، وهدفه الرئيس كما نتابع حماية القدرة الصهيونية على التوغل في عمقنا متى تشاء وأين تشاء!!
هل فعلا أن القواعد الروسية الجاثمة على صدورنا، رغم إرادتنا الوطنية، غير قادرة على منع، أو التصدي للعدوانات الصهيونية التي ما زالت تصبحنا وتمسينا!!
الاحتلال الايراني المتمثل في خلاياه السرطانية، متعددة الأبعاد والجنسيات، ما يزال يتقدم عقيديا وحضاريا وعمرانيا.. وهو لا يرضيه من الرغيف السوري إلا كله!!
وهذا الاحتلال الأمريكي، ما زال منذ ٢٠١٤..يثبت وجوده بزعانف من المرتزقة، ما زال يؤويهم ويغذيهم ويحميهم ويناضل عنهم، ويؤسس لهم..
إن الانتخابات المحلية التي دعا إليها عملاء الاحتلال الأمريكي في شمال وشمال شرق سورية، في الحادي عشر من حزيران المقبل، يجب أن تكون النقطة الأكثر حرجا في منحنيات تاريخ سورية الحديث.
إن التصدي لهذه الانتخابات لا يكون ببيان يصدر غداتها بعبارات الشجب والتنديد..
وإذا كان لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشكر جميع الاخوة الكرد الذين رفضوا الانجرار خلف المشروع الأمريكي المريب، وأبوا إلا الانحياز إلى المشروع الوطني الحر المتمثل بسورية حرة لجميع أبنائها؛ فإننا نذكر أيضا بعض القوى المتشاغلة عن المشهد الوطني.
أن أقل من أسبوعين هو الزمن الذي بات يفصلنا عن تلك الانتخابات الأمريكية المريبة…
وأن مقاومة هذه الخطوة، لا تكون ببيان شجب أو إدانة يصدر في اليوم الأخير!!
لا بد للقوى الوطنية والثورية السورية من برنامج عملي تواجه به هذه المؤامرة السياسية الأمريكية على كل الصعد الإنساني والإسلامي والاجتماعي والسياسي..
لا بد من إعلان ميثاق محبة وإخوة بين جميع مكونات الشعب السوري..
ولابد من فتوى شرعية حقيقية من أصحابها، تصل إلى كل فرد يعيش في المناطق السورية المغتصبة والمحتلة أمريكيا، توضح للمسلم حكم الاشتراك في هذه الانتخابات المريبة، مرشحا أو ناخبا وتحت أي عنوان..
لا بد أن يكون هناك إحصاءات ودراسات ديمغرافية واجتماعية تشرح للعالم، ولسكان الإقليم وسورية بشكل خاص الهوية الحقيقية لسكان الأرض التي اغتصبها الأمريكان وسلموها لبعض عملائهم تماما كما فعل الانكليز وبلفورهم بفلسطين..
ثم لا بد من موقف سياسي عملي يصادر عملية التقسيم على رعاتها، وعلى منفذيها، ويضع حدا للتلاعب بمصير سورية والسوريين..
في الحادي عشر من حزيران، ويبدو أن شهر حزيران في سورية يأبى إلا أن يزداد سوادا؛ سوف تخط الولايات المتحدة الأمريكية خطا إضافيا على الجبهة الوطنية السورية، وويل ثم ويل للصامتين..
وسوم: العدد 1081