قارعوا الطبول
مظاهر الإسلام الديني تهمة ينبغي على صاحبها أن يتبرأ منها ، بالأمس حتى لا يزج في إحدى الزنزانات المرعبة ، واليوم حتى لاتوصم الدولة الناشئة بأنها إسلامية !.
وثورة التحريرالتي دكت معاقل التعذيب والاغتصاب والإبادة الطائفية ، ودمرت مصانع الكبتاجون وبؤر بيع الأعضاء والتجارة بالأطفال ، وحررت البلاد من الترسانة الروسية، ومن اللطميات الإيرانية ، وأبطلت مفعول البطاقة الغبية التي تحصي على الناس قوت يومهم ، وتقاسمهم خبزهم وماءهم وأنفاسهم ، هذه الثورة التي انطلقت شرارتها منذ أربعة عشر عاما ، كانت بدايتها ( الجامع) و كان توقيتها ( الجمعة) وكان شعارها( يالله ما النا غيرك يا الله).أما رجالها فهم أطفال الخيام ، الذين فروا يوما من الكيماوي وبراميل الموت ، وعادوا الآن إلى وطنهم كي يسترجعوا ديارهم المسلوبة.
*من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا*.
ويبدوأن سورة الأحزاب المدنية تحمل وصفا شاملا لأوضاع المجتمع الجديد المحررللتو من الشرك والفساد *لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا قليلا*
والصبغة الإسلامية التى حملها رجال الهيئة، قابلها (المرجفون) بالتخويف من فوضى دامية بنشر الأشاعات الكاذبة لتثبيط عزائم هؤلاء الرجال ومن يناصرهم ، وقابلها (المنافقون )الذين يبدون التأييد ويبطنون الغدر، بالغمز واللمزوالهزء ، وقابلها الذين في قلوبهم مرض من أهل الريب والشكوك بالتساؤل الخبيث ، ترى إلى أين نحن ذاهبون ؟ أهي أفغانستان ثانية ؟ أما من يصفون أنفسهم أنهم أناس علمانيون فلم يعنيهم من تحرير البلاد من الفساد سوى أن هناك صبغة إسلامية تهدد البلاد . وهكذا أعلنوا رفضهم لإسلامية التحرير، وليس عندهم مأخذ على رجالها سوى أنهم أناس يتطهرون جسدا وفعلا وقلبا.
*أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون*
ولم يتوان أحد من هذه الفئات عن رفع صوته مبديا رأيه مهما كان تافها أو غبيا أو مسيئا ، بعد أن ولى زمن الخوف.
*فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير*
واتفق الجمع على ، إن كانت( دولة إسلامية) فإننا حتما ذاهبون إلى نفق مظلم ، وكأن سجون الرعب ومرافق الدولة التي كانت تئن من الرشاوى والمحسوبيات والفساد والبطالة ، كانت شمسا ساطعة تنَعم بها القوم في سنين الرخاء !.
وهكذا أصبح كل مظهر إسلامي ، رجل يحمل مصحفا،أو رجال أطلقوا لحاهم ،أو نساء اتخذن الحجاب، أوأناس يهرعون إلى الجوامع ، كل هذه أصبحت مظاهر تدق لها طبول الذعر.
والرئيس الأمريكي المنتخب ترمب يمم شطر الكنيسة سانت جون في واشنطن قبيل تنصيبه ليؤدي القسم الرئاسي على الإنجيل الذي أهدته إياه والدته عندما تخرج من مدرسة
Sunday church school
و أقسم أنه سيذل أقصى جهده لحماية بلاده داعيا الله بقوله ( أرجو من الله أن يساعدني ).
وقد أمَن الحضور من كافة الملل والنحل على قسمه سواء كانوا يؤمنون بالله والكتاب المقدس أو لم يؤمنوا، فالغاية واحدة وهي أمن البلاد وسلامها ونمائها ورخائها ، وقد أصبحت هذه الطقوس الدينية عرفا قبيل تنصيب أي رئيس أمريكي فلم تدق طبول الذعر، ولم ينعق أحد من الحضور معترضا.
وهكذا فقد استلم ترمب سدة الحكم رغم كل الصراعات والتحديات والاتهامات تجاهه ، وكان الطريق للرئاسة صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة لأجل حكم تنتخبه الأكثرية.
وتأسيس الدولة الفتية في المدينة المنورة ابتدأ بصلح الحديبية الذي لم يشهد التاريخ قط ديمقراطية وحرية في التعبيرو التأسيس، كما نصت شروط هذا الصلح .
فقد اشترط كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يسمح بخروج المرتدين عن الإسلام من المدينة إلى مكة ، وعلى العكس إن هاجر أحد من أهل مكة إلى المدينة ، فيجب على الرسول أن يعيده إلى مكة !
هذكذا كان بناء الدولة الإسلامية ، بمثل هذه الشروط التي تبدو أنها مجحفة بحق المسلمين للوهلة الأولى ولكنها الثقة بانتصار الحق على الباطل.
والأقليات في المجتمع السوري اليوم الذين هم * على الأرائك ينظرون * ، يتنظرون تحريرالشمال الشرقي السوري ، وعودة الثروات النفطية إلى الشعب برمته معتقدين أن لهم المغنم فحسب ، وليسوا مطالبين بالمغرم ، وهو الانضمام إلى صفوف المدافعين عن حقوقهم وأرضهم والعمل لها .
*اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور *، فالعمل شكر، والشكر عمل.
أيها المرجفون، أيها المنافقون، أيها المبغضون والشمئزون من دين الله ، أخفضوا قرع طبولكم الجوفاء ، وارفعوا هتافات الشكر لله ولرجال ضحوا بحياتهم ولايزالون ، وهم يدافعون عن أرضكم و ثرواتكم ، فمن لايشكر الناس لايشكرالله.
وسوم: العدد 1112